بقلم : الدكتور رفيفان صالح المجالي

يعيش الاردن في ضبابية تفكير حالت دون وضوح الرؤيا فيما يخص قانون الاحزاب والنمط الانتخابي النيابي
لقد غاب عن ذهن المشرع الاردني بقصد او بدونه مكونات المجتمع الاردني ومعاناته المتزايدة عبر العقود الأخيرة حين تأبط فكرة الصوت الواحد تارة والقائمة النسبية المغلقة تارة أخرى والقائمة النسبية اخيرا مرورا بقانون الصوت الوهمي
قانون الصوت الواحد المعتمد في المملكة المتحدة يناسب تلك الدولة تعدادا وثقافةَ حيث توجد حرية العبير وتوجد الاحزاب البرامجية وحيث تكتمل مقومات الدولة وسيادة القانون
بينما تنقصنا معظم تلك المقومات وتنقصنا العدالة الاجتماعية ويسود عرف التوريث في المنصب والثروة وطغيان الواسطة وهيمنتها
نتجاهل دور العشيرة الرئيس في بلدنا انا لست محاصصاَ ولكن تحوي عشيرة اليوم على رئيس الجامعة واستاذها وعلى المهندس والطبيب والقانوني والتكنولوجي كما تحتوي على المزارع والفلاح واحراث وراعي الغنم وجميعهم سواء امام القانون
وهناك حقيقه لا يمكن لاحد انكارها ان معظم عشائر الاردن اكثر تعدادا من اكبر واكبر احزابنا
اكتب ذلك ليس بقصد تكريس العشائرية ولكن لتفادي تهميش دورها والاستهانة به
وانذر عشيرتك الاقربين
لقد اثبت قانون القائمة المفتوحة انتخابيا والتي قام برلمان 89 على اساسه انه الاكثر قبولا عند ابناء بلدنا وكان هو الافضل اداءاٌ وقدرة على مواجهة الصعاب وحل المشكلات ولكننا نتشبه بالنعامة التي تدمل راسها في الرمل ظناٌ منها انها تختفي عن الانظار
اما الاحزاب نخطئ عندما نظن ان الحزب الاكثر عددا هو الحزب الافضل او الحزب الاجود
شاهدت احد مؤتمرات حزب المحافظين في بريطانيا(نتشبه بها) وكان للهيئة العامة للحزب ودهشت عندما ضمتهم قاعه لا يزيد تعدادها عن اربعة الاف شخص كان منهم رجل المال ورجل السياسة ورجل التجارة والمزارع والممثلين عن كافة شرائح الشعب ذكورا واناثا
هؤلاء من يضع البرنامج الحزبي على اساسه يصوت الناخبون
اما عندنا (ولا تشبيه) فالحزب للشخص
سليمان عرار رحمه الله شكل حز ب المستقبل مات سليمان ومات الحزب
عبد الرؤوف الروابده شكل حزب اليقظة التي سرعان ما نامت
عبد الهادي المجالي شكل حزب العهد والدستوري والتيار الوطني في غرفة الانعاش
عاكف الفايز شكل حزب الوطن مات عاكف فمات الوطن
وهكذا بقية الاحزاب
بينما فشلت وزارة الداخلية سابقا ووزارة الشؤون السياسية حاليا في انتاج حزب واحد يقدم برنامجا شبه معقول(عليه العين)
لست متشائما ولكنني غير متفائل بمخرجات منطقيه للجنة الاصلاح الملكية المشكلة رغم ثقتي بجميع افرادها




الدكتور رفيفان صالح المجالي

• إقرأ أيضاً : قراءة في تشكيل اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية
• إقرأ أيضاً : قرأة المشهد و توجيه البوصلة
• إقرأ أيضاً : الشيخ السليحات : سنقف لكل العابثين وركّاب الموجات بالمرصاد
• إقرأ أيضاً : بدون زعل