19-06-2021 11:50 PM
سرايا - لماذا اعتبرت المعلومات حول حقن البطيخ بالنترات “مجرد إشاعة”، تسابقت على نفيه وزارة الزراعة، ثم نقابة المهندسين الزراعيين؟.
ما نفته هاتان الجهتان، انصب على ما جرى تداوله على منصات التواصل الاجتماعي من فيديوهات، “شككت بجودة وسلامة منتج البطيخ”، وركزت الوزارة على عدم التطرق للتفاصيل، وسرد الإجراءات الرقابية فقط على “رزنامة الإشاعات” التي باتت معروفة لها، في حين ذهب نفي نقابة المهندسين الزراعيين إلى تقديم التفاصيل في معرض النفي “باعتبار وجود مادة النترات في ثمار البطيخ، كلاما عاريا عن الصحة”.
اللافت في بيان النقابة، اعتبار وجود النترات في ثمار البطيخ لكن بمستويات آمنة، “يعتبر متطلبا مهما للنضج، ولا يؤثر على صحة الانسان”.
فما هي النسبة الآمنة للنترات؟، وكيف تجري مراقبتها؟.
يؤكد خبير الأصناف النباتية وتغذية النبات لؤي بيبرس، الذي يتمسك بان ما يجري تداوله حول حقن البطيخ بالنترات مجرد إشاعات، أن النسبة الآمنة لوجودها في الأصناف النباتية الغذائية “تقدر بين 20 إلى 30 جزء بالمليون، أي ملغ/ كلغم”.
ويقول أن كل مستوى من مستويات الأغذية، فيها نسبة آمنة من المعادن والعناصر، مؤكدا أنه “لم يسبق له أن وصلته معلومة عن مزارع يحقن البطيخ بحقنة، لأن هذا الأمر يعد منافيا لأساسيات الممارسات الزراعية”.
ويضيف أنه لا يوجد أي شيء في عالم الزراعة، يندرج تحت “التسميد بالحقنة”، مستغربا مما تتناقله وسائل إعلام عن هذا النوع من التسميد، لمنافاته المنطق.
وشدد على أن البطيخ يزرع في الأردن وتقوى شتلاته بأسمدة عضوية طبيعية وأخرى نيتروجينية، مبينا أن التسميد النيتروجيني (النترات)، يجب أن يتوقف بعد مرور 4 أسابيع من زراعة الشتلة، وبعد تلك المرحلة، يبدأ التسميد بالأسمدة المركبة التي تحتوي على الفوسفور والبوتاسيوم.
وقال بيبرس إن “سماد النترات غير متاح في المملكة، ومقيد تداوله بشكل كبير”، لأنه من الممكن استخدامه في استعمالات غير مرغوبة، كما أنه في السوق الأردني هناك بدائل آمنة لهذا السماد.
وأوضح أن هذا النوع من السماد، لا يُسمح للمزارع بتداوله، ولا توجد كميات منه في المملكة أو مصادر له، مشيرا إلى أنه يمكن أن تكون هناك أسمدة تحتوي على مواد مركبة بنسب آمنة من النترات.
واعتبر أن تداول معلومات أن البطيخ “مسمم” في الأردن، مغلوطة وغير مقبولة، لافتا إلى أنه وفي كل عام وفي موسم البطيخ، تبدأ الإشاعات بالتداول بين الناس، وبشكل مكثف حول وجود تلوث بكتيري أو كيميائي، أو تلوث مياه وغيرها.
وأكد بيبرس أن البطيخ، لا يُروى إلا بمياه نقية، لأن المياه الملوثة تؤدي إلى ذبوله بسرعة، مبينا أن مياه الآبار إذا زادت ملوحتها عن النسبة الطبيعية، فلا يجوز استعمالها مع محاصيل البطيخ.
وقال إنه بين وضع شتلة البطيخ وحصد الثمرة، وحسب نوع الشتلة نفسها، فإن الفترة الزمنية تقدر بين 70 يوما إلى 80 يوما.
وفي هذا الصدد، أوضح بيبرس، أن التليف الذي يصيب البطيخ طبيعي، وهي علامات بعد نضج الثمرة، وتصيب ثمرات دون أخرى.
وكانت النقابة، أكدت أول من أمس في إطار نفيها، أن تناقل وسائل إعلام عبر استضافة غير المتخصصين، والإدعاء بوجود النترات في ثمار البطيخ وأضرارها على صحة المواطن، كلام عار عن الصحة.
وشددت ان ما جرى تداوله عن وجود النترات في ثمار البطيخ وتحولاته في جسم الإنسان وسميته، خطأ علمي كبير، مبينة أن النترات موجودة دائما في النباتات وبكميات صغيرة، اذ أنها مهمة لبناء الهياكل الخلوية للنبات، وكمياتها لا تسبب بأية أضرار للجسم البشري.
واضافت أن مادة “النترات” من المواد المضافة المسموح بها في بعض الأغذية كاللحوم المبردة، وهي تسهم بتثبيط كائنات دقيقة مسببة للأمراض، كما أنها تحافظ على اللون الأحمر لمنتجات اللحوم، وتسهم بتعزيز النكهة.
وأكدت النقابة، ان وجود النترات في ثمار البطيخ بمستوياته الآمنة، يعتبر متطلبا مهما للنضج ولا يؤثر على صحة المواطن، وأن مستوياته في ثمار البطيخ المحلية، دون المستويات المسموح بها عالميا.
الغد