22-06-2021 08:28 AM
بقلم : د. هايل ودعان الدعجة
الاخبار التي يتم تناقلها عن الاردن داخليا وخارجيا بسقوف مفتوحة ، اعتقد ان لها ارتداداتها السلبية على صورة بلدنا في ظل الانفلات الواضح الذي طغى على الكثير من الملفات والموضوعات في غياب الضوابط التي من شأنها ضبط المشهد الاردني بكافة مستوياته . ناهيك عن نسبة المتابعين لمثل هذه الاخبار التي من شأنها ترك انطباعات وهواجس لا تتلاءم والصورة الاردنية الجميلة والمعروفة .. وبدا ان هناك من الاعلاميين من يكتب بضوء اخضر بعد منحه مساحة حرية اوسع ليقدم لنا معلومة اكثر منها تحليلا او رأيا او وجهة نظر ، يريدنا ان نقرأ من زاوية اقرب ، ونكون بصورة الحدث بشكل اوضح ، حتى ازدادت قناعاتنا بان المسألة ليست جرأة في الطرح بقدر ما هي ضوء اخضر . فاذا بالجميع مشغول بما يقول ويكتب ، ويزج بالمشهد في اتون معركة القيل والقال التي اربكت المتابع ، وبات يستسهل اصدار الاحكام التي طالت كل من له علاقة بادارة الشأن العام ، وليساهم في جعل البلد مادة اخبارية تتناقلها وسائل الاعلام المختلفة .. حتى اصبحنا نلاحظ حالة من عدم الاهتمام او الاكتراث لما يجري حتى من قبل من هم في مواقع المسؤولية .. وان كانوا هم السبب ، عندما انحرفوا عن المسار الوطني الصحيح . وبات امرا طبيعيا ان يهاجم الاردن بغض النظر عن موضوع الهجوم ، دون ان تجد من يدافع عنه .. وان كان ذلك مرتبطا بدرجة المصالح التي على اساسها يتحدد الموقف من هذا الهجوم .. من المسؤول عن هذه الحالة الاردنية غير المسبوقة .. مسألة تستحق التوقف والتأمل ، وذلك حتى لا يذهب المشهد الى ابعد من ذلك وبطريقة قد لا يحمد عقباها .. فلم تعد هناك محرمات او خطوطا حمراء في حضرة التجاوزات .. من فتح المشهد الاردني على كل هذه الاحتمالات ، وبات مصدرا للمعلومات ، مفسحا المجال لتوظيفها في التعامل مع الاحداث . ووصل بنا الامر ونحن نسمع اخبارنا من الخارج ان نشكك بان مصدرها من الداخل . فلمصلحة من الزج بالمشهد الوطني بهذه الصورة .
لقد بات الوطن في جلساتنا الخاصة محور حديثنا ونقاشنا ، وتحت عناوين كلها متشابهة تقريبا ، واحيانا بلا سقوف ، ونحن نشاهد كيف ان وسائل اعلامنا المرئي تحديدا ، تتسابق على جلب من ترى بانه الاقدر والاكثر جرأة في الخوض في موضوعات وملفات ساخنة وكنا نضنها من الممنوعات ، فاذا بالبعض لا يكتفي بمتابعتها من على الشاشات ، بل تطوع بنشرها على منصات التواصل ، رغبة منه في زيادة اعداد المتابعين والمهتمين ، بما يعتقد بانها مادة تستحق النشر والمتابعة على اوسع نطاق . ولسان حاله يقول لما لا افعل ذلك طالما انها فرصة ولاحت ومصدرها اعلامنا ، الذي يفترض انه عارف بحدود مساحة الحرية المعطاة له ويتحرك بها .. ليتعامل هذا البعض مع الموقف على انه بمثابة الفرصة التي اعطته المجال للذهاب بعيدا في ارباك المشهد وشحنه ، طالما ان ذلك يتوافق مع غاياته واجنداته المغرضة من اعادة النشر . وان من اعطاه المجال ، هو من كان يفترض به ان يحرص على عدم خروج المشهد الاعلامي للحد الذي تتحول فيه ملفاتنا وقضايانا الوطنية .. الهامة والحساسة منها تحديدا الى مادة اخبارية نتصارع عليها في نقاشاتنا وحواراتنا واحاديثنا من على الشاشات ووسائل الاعلام ، لنقدم بلدنا مادة اعلامية تنهشها الاقلام والتحليلات الخارجية ، بعد ان نكون قد قدمناه مادة اعلامية للاقلام والتحليلات الداخلية .. فلمصلحة من هذا العبث بسمعة بلدنا وصورته ومكانته .. ومن المسؤول عن ذلك .. بعد ان بات المواطن لا يثق باعلامنا الرسمي المغيب ، ولا باي مصدر رسمي .. كحال مؤسسات الدولة المختلفة التي لا يثق بها المواطن ايضا ، والتي باتت من اكبر التحديات التي تواجه الدولة الاردنية .