24-02-2009 04:00 PM
أنا غير مصدوم من التعديل الوزاري ، ولست متشائما منه ، هلى عكس كثير من الزملاء والنخب ، فقد اعتدنا عقب كل تعديل أن نقرأ ونسمع من يقول أنه توقع شيئا آخر ، أو أن التعديل لم يضف شيئا ، أو أنه بدل وجوها بأخرى من نفس "العلبة ،"والسؤال هنا: منذ متى كنا نستورد وزراء من خارج "العلبة" إياها؟ هي علبة النخب نفسها ، في كل وزارة جديدة أو تعديل جديد ، إحساسي أن كل من يقلل من شأن التعديل ، أو يحاول أن يوحي بأنه لم يضف شيئا ، كان يتوقع أن يرن هاتفه ليكون على الطرف الآخر من يقول له: تفضل اخترناك وزيرا لوزارة كذا ، أما وقد تم "استبعاده" فالتعديل غير مناسب ، ولم يضف شيئا ، وأغفل "كفاءات" كبيرة ، ولم يأت بوزراء لهم وزن،.
كل ما يقال عقب التعديلات السابقة ، سمعناه عقب التعديل الحالي ، بل أكثر من ذلك ، دارت حوله وفيه وبعده أقاويل وإشاعات ، وهذا يحصل عادة في كل تعديل ، ولكننا لن نكن نعلم به ، الفرق هنا أننا أصبحنا أكثر شفافية ، وبات الإعلام يلعب دورا متزايدا ، كما هو شأنه في الدول التي تشكل فيها الصحافة سلطة حقيقية ، وهذه ظاهرة صحية ، يتعين علينا أن نفرح بها ، ونستمتع بها ، بدلا من البكاء والعويل على خيبة أملنا من التعديل ، وكأنه كان على الرئيس أن يجترح معجزة غير متوقعة ، فيأتي بوزراء من المريخ ، أو زحل،.
الذين انتقدوا التعديل أحترم رأيهم بشدة ، وأقدر حرصهم على الوطن ، وعلى مصالحهم الخاصة والعامة على حد سواء ، ولكنني موقن أن هذا الكلام كان سيقال مهما كانت "نوعية" الوزراء ، المشكلة هنا أن كل واحد فينا يعتقد أنه هو الأصلح للوزارة ، أو أن فلانا أو علانا من معارفه وأصدقائه ، وأكاد أسمع الكثيرين يسألون سرا أو جهرا: لم لم يعينوني وزيرا؟ أهم أكثر كفاءة مني؟ أو: لم لم يعينوا من عائلتي؟ ألم يأت "الدور" علي أو علينا؟ طبعا كل هذه الهواجس والأفكار والطروحات لها ما يبررها إلى حد كبير ، نظرا لاعتماد معايير متباينة متداخلة في اختيار الوزراء ، إلى حد فتحنا شهية الجميع على الاستيزار ، من هنا بات علينا أن نضع معايير أخرى لهذه الوظيفة الكبرى ، كما حاولنا أن نضع معايير للوظائف العامة والكبرى ، وإن لم نوفق كثيرا بعد في هذا المجال ، إذ لم تزل المعرفة والواسطة ، والانتماءات المناطقية والعشائرية تلعب دورا مهما في هذه المعايير،.
بدلا من تكسير مجاديف الرئيس ووزرائه الجدد ، علينا أن ندعو لهم بالتوفيق ، ولا نبخل بالنصح ، والتقويم ، ولا نخشى في الحق لومة لائم ، ولننتظر لنقول كلمتنا فيما سينجزون ، وهذه تهنئة من الأعماق للوزارة كلها ، ودعوات بأن يلهمها الصواب دائما في خدمة الوطن والمواطن،.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
24-02-2009 04:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |