23-06-2021 01:06 PM
سرايا - اثار تقرير صدر عن مركز الدراسات الاستراتيجية في أهم الجامعات الاردنية ردود فعل متباينة واحيانا عاصفة اثارت الجدل بخصوص تلك العلاقة المسكوت عنها بين ملف الصراع العربي الصهيوني والقضية الفلسطينية والاصلاح السياسي في الاردن.
واعتبر التقرير وهو عبارة عن وثيقة استراتيجية ضمن دراسة يبدو ان فريقا صغيرا اعدها بقيادة رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية وهو الاكاديمي المعروف الدكتور زيد عيادات معتبرا بان الاصلاح السياسي بمعناه المجرد في الاردن امر من الصعب تحقيقه في ظل الجدل المتعلق بالهويتين الاردنية و الفلسطينية.
وقال التقرير الاستراتيجي بان الهوية الاردنية السياسية والفلسطينية الوطنية لا تزالان تحت النمو والتطور وهو وضع يشير عموما الى مازق استراتيجي في تفسير واحتواء جدل الهوية ويجعل حسم ملف الاصلاح السياسي في الحالة الاردنية وفي المشهد الداخلي امر غير ممكن والاصرار على حسمه بدون الحقوق المضمونة للهوية الفلسطينية قد يؤدي الى زعزعة الامن والاستقرار في المملكة.
نشر التقرير وصدر باللغتين قبل ذلك منذ نحو 6 اسابيع لكنه نشر بالتزامن مع السجالات القوية حول عنوان تعريف الهوية الوطنية الاردنية والتعديلات واجبة النفاذ او الاقرار على قوانين المنظومة السياسية الاردنية ضمن مداولات لجنة الحوار الوطني الملكية التي شكلت مؤخرا برئاسة سمير الرفاعي وبقرار من الملك عبد الله الثاني.
ويبدو ان ما يحاول قوله التقرير الاستراتيجي هو التأكيد على ان حسم ملف الاصلاح السياسي في المشهد الاردني صعب جدا بل معقد وقد يقود الى تعقيدات بالجملة في حال الاصرار عليه قبل حسم ان تكون الهوية الوطنية الفلسطينية والاردنية مصونة.
وتلك اشارات سياسية استراتيجية نادرة تصدر عن مركز متقدم في مجال الدراسات والابحاث وتتحدث بصراحة عن اشكالية الهويتين في المجتمع الاردني.
وقرع ذلك التقرير الاستراتيجي كل الاجراس على المستوى العلمي والاكاديمي فيما قال صاحب التقرير الدكتور زيد عيادات بان التقرير يتحدث بالحقيقة العلمية الواقعية المجردة ويعني بان لحظة الحقيقة على جميع الاردنيين التعامل معها مشيرا الى ان هذا التقرير عبارة عن دراسة بحثية لها علاقة بالسياق الجيوسياسي ليس اكثر وخلفياته وما يصل اليه من خلاصات بآلية علمية بعيدة عن التأثير السياسي مقترحا بان الحل الوحيد لجدل الهوية والحقوق في الاردن هو الاعتماد على منهجية المواطنة المتساوية على امل ان يساهم ذلك في معالجة اشكالات السجال الاردني.
وصدر ذلك التقرير الاستراتيجي عمليا بالتزامن مع ارتفاع منسوب النقاش داخل لجنة الحوار الاصلاحي برئاسة الرفاعي خصوصا على قانون الانتخابات و التعديلات المقترحة على منظومة تشريعات العملية السياسية في الاردن حيث سبق لعدة لجان ان تجنبت البحث في حسم ملف الهوية الوطنية الاردنية بسبب ما وصفه بالتعقيدات التي يفرضها على الايقاع الاجتماعي الوضع الفلسطيني عموما والصراع العربي الاسرائيلي.
مسالة الهوية يفترض ان تطرق ابوابها بكثافة بالتوازي مع وصول النقاشات داخل لجنة الحوار والاصلاح الى قناعات جديدة على امل حسم قضايا عالقة كما يقدر و يقرر عضو مجلس النواب سابقا وعضو لجنة الحوار حاليا النائب محمد الحجوج، مشيرا الى ان حبل النجاة الاساسي منهجيا بالنسبة للأردنيين هو المواطنة الافقية فيما يرى عضو اللجنة ايضا وهو الدكتور الزيادات بان التمثيل على اساس المواطنة في قانون الانتخاب او غيره هو اساس التساوي في مبدا المواطنة والحفاظ على مستقبل امن لجميع الاردنيين.
الراي اليوم
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا