24-06-2021 09:45 AM
بقلم : المهندس عادل بصبوص
نتساءل وقد تساءل قبلنا كثيرون ما الذي دفع باسم عوض الله وقد بلغ أعلى المناصب في البلد، أن يتورط في القضية التي عرفت "بقضية الفتنة" وهو الذي جمع من المال والنفوذ ما لم يحلم به يوماً، كيف له أن يقبل أن يكون جزءاً من مخطط يستهدف من كان له الفضل فيما وصل إليه من مكانة وإمكانيات، أية مصداقية له أمام الناس في تموضعه الجديد، وقد كان حتى الأمس القريب مدافعاً شرساً عن الهيكل الذي يستهدف اليوم سقفه ودعائمه، أهي غلطة الشاطر الذي أساء الحساب والتقدير، أم هي سمات شخصية جُبلت على السوء والشر لم يستطع صاحبها أن يتحرر منها فغلب الطَبع التطبع ....!!!!
لا شك بأن ظهور عوض الله بالبدلة الزرقاء مقيد اليدين في محكمة أمن الدوله، قد بدد المزاعم والإوهام التي أثارها مشككون ومتربصون بالدولة من أن النظام قد أمن هروبه إلى دولة مجاورة، كما أثار مشاعر الفرح لا بل الشماتة والتشفي لدى قطاعات واسعة من العامة ومن أوساط النخبة ليس بسبب شعورهم بأن العدالة ستأخذ مجراها بحق من تآمر على الوطن وسعى إلى خلق فتنة لو قُدِّرَ لها أن تنجح فستأتي على الأخضر واليابس ولن ينجو من تبعاتها أحد، وإنما بسبب قناعة تكونت لديهم على مر سنين طوال، من أن هذا الرجل قد دمر البلد وباع مقدراتها وأهلك الحرث والنسل إبان توليه المسؤولية في مناصب مختلفة، واستطاع أن يفلت من المحاسبة والمساءلة، وها هي عدالة السماء تتحقق أخيراً بمثوله أمام القضاء بشكل مذل لم يحلم به ألد أعدائه وأعتى خصومه الذين لم يتوقفوا وعلى مدى أكثر من عقد ونصف عن المطالبة دون كلل او ملل بمحاكمته عما اقترفت يداه، هؤلاء الأعداء وأولئك الخصوم الذين وإن سرهم وأثلج صدورهم رؤية غريمهم مقيداً ذليلاً إلا أن ذلك لم يحقق مطلبهم القديم الجديد بمحاكمته عن جرائمه الاقتصادية بحق هذا الوطن وأبناءه ...
لقد نجح الخصوم في شيطنة عوض الله وتدمير سمعته بشكل كبير غير قابل للإصلاح، لدرجة أن السرور والشماتة بإعتقال عوض الله ومحاكمته قد عمت مؤيدي النظام ومعارضيه فيما يتعلق بقضية الفتنة، وهذه مفارقة غريبة ونادرة ما كان لها أن تحدث لولا حملات اغتيال الشخصية التي استمرت بتنفيذها على مدى سنوات طوال، شخصيات وجهات نافذة بحق هذا الرجل، والتي لم يكن خلافها معه بسبب التباين في الرؤى والسياسات الاقتصادية، وانما بسبب الصراع على المواقع والنفوذ، وبسبب سمات وتصرفات شخصية لعوض الله قوامها نزق وفوقية عززها فائض السلطة والنفوذ التي كان يتمتع بها وأثارت حسد وغيرة الكثيرين إضافة إلى أسباب اخرى تتعلق بالمنابت والأصول ....
لم يكن لدى عوض الله لمسة ساحر ولا عصا ديكتاتور مستبد، فمشاريعه وسياساته الاقتصادية مرت ضمن أطر البيروقراطية الاردنية الراسخة، فهو فرد واحد ضمن جهاز حكومي كبير شارك بوضع السياسات واتخاذ القرارات، لم يزور التواقيع ولم يغتصبها ....
نعم فليحاكم عوض الله عن "جرائمه وخطاياه" الاقتصادية وليحاكم من عمل معه من مستشارين وأمناء عامين ومن عمل هو معهم من وزراء ورؤساء حكومات، وقبل ذلك وبعده المجالس النيابية التي أقرت السياسات "التخريبية" او سكتت عنها، عندها لن تكفي سيارة دفع رباعي سوداء مظللة النوافذ ولا سيارتين، بل عدة حافلات حديثة مكيفة .... يتم طلاؤها باللون الاسود مع وضع ستائر ثقيلة على نوافذها ....
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا