24-06-2021 01:36 PM
بقلم : د. دانييلا القرعان
جاءت التحركات العربية على المستوى الدولي سواء في مجلس الأمن أو عبر اتصالات ومباحثات ثنائية، لتعيد إلى الواجهة أزمة «جمود مفاوضات السلام»، حيث طرحت بعض الدول العربية على مجلس الأمن الدولي، ضرورة عقد مؤتمر دولي لبحث حل شامل وعادل «القضية الفلسطينية».
«دعم عربي لحل «القضية الفلسطينية» وتوالى الدعم العربي لمقترحات «حل الدولتين» واستئناف جهود السلام، وفي اجتماع مجلس الأمن قبل شهر تقريبا، وصرح العديد من وزراء العرب إن حل الدولتين هو الخيار العملي الوحيد الذي ترتضيه كافة الأطراف، مؤكدين أن لا سبيل لتحقيق الأمن والسلام في منطقتنا إلا عبر نيل الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة واستقلال دولته على خطوط 4 يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية».
وخلال اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي، دعم العديد من الدول العربية كافة الجهود الإقليمية والدولية المبذولة للدفع قدما بعملية السلام في الشرق الأوسط، ودعم الجهود المبذولة ضد كل الممارسات غير القانونية التي ما تزال تشكل عقبة أمام حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وإن القدس الشرقية أرض فلسطينية لا يجوز المساس بها، ودعوا المجتمع الدولي إلى تحمل اسرائيل مسؤوليتها تجاه التصعيد الخطير في الأراضي الفلسطينية.
«أهمية وجود مؤتمر دولي حول فلسطين» لا يوجد حتى الآن تحركات عملية لعقد مؤتمر دولي حول فلسطين، الامر لم يتجاوز الدعوات لعقده على مستوى دولي، يجب أن يكون هنالك مساع عربية حقيقية لتجديد المفاوضات للقضية الفلسطينية من جديد، فهي مجمدة منذ ‘كثر من 10 سنوات. ووفق لمفهوم حل الدولتين فأن الدعوة لعقد مؤتمر دولي حول فلسطين، كانت قبيل الانتخابات الأميركية الماضية، وساندت السلطة الفلسطينية دول عربية في هذا المقترح، من أجل التوصل إلى حل دائم للصراع مع إسرائيل عبر تحرك سياسي دولي موسع ينتهي بـحل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية. إن السلطة الفلسطينية تطمح إلى رعاية الأمم المتحدة لهذا المؤتمر، ومشاركة أكبر عدد ممكن من دول العالم فيه، ويكون قائم على القرارات الدولية من مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ومقررات القانون الدولي، وسيكون ذلك أكبر تحريك لمفاوضات السلام بين الجانبين.
«ضم مصر والسعودية لـ «الرباعية الدولية» هناك مقترحا سبق أن طرحته السلطة الفلسطينية ممثلة بالسفير الفلسطيني في مصر ويمكن تنفيذه لتحريك المفاوضات حاليا، ويقضي بتوسيع اللجنة «الرباعية الدولية»، التي تضم أميركا وروسيا والاتحاد الأوربي، والأمم المتحدة، لتكون أكثر فعالية في حلحلة الأزمة الفلسطينية، لتضم مصر والسعودية والصين وألمانيا والاردن وغيرها من الدول حتى تكون أكثر تأثيرا.
«الاهتمام العالمي بفلسطين» إن حالة التعاطف الدولي والانشغال العالمي بالقضية الفلسطينية ستسهم في تنفيذ مقترح عقد المؤتمر الدولي حول فلسطين برعاية أممية خلال شهر يونيو المقبل، والدعوة لعقد هذا المؤتمر يجب أن تكون أول خطوة بعد «وقف العدوان»، إضافة إلى أهمية التفاعل مع «الرباعية الدولية» من جانب الدول المعنية بالقضية الفلسطينية، خاصة الدول العربية وفي مقدمتها الاردن ومصر والإمارات. إن عقد هذا المؤتمر ينهي «استفراد» إحدى الدول الكبرى وحدها بالملف «الفلسطيني – الإسرائيلي»، والذي لم يسفر عن التوصل لأي حلول، بل زاد الأزمة تعقيدا بسبب الانحياز الدائم لإسرائيلي. «جدول زمني للمفاوضات» إن التحرك الدولي بمفهوم جديد سيفرض على طرفي النزاع الجلوس على طاولة المفاوضات، والالتزام بحل الدولتين ووضع «جدول زمني» لتنفيذ ما سيتم الاتفاق عليه، وأن تكون مرجعية المفاوضات هي القانون الدولي.
«الموقف الأميركي» وعن موقف أمريكا الراهن، إن الإدارة الجديدة برئاسة بايدن تؤمن بـ»حل الدولتين» على خلاف ما كان عليه الوضع في الإدارة الأمريكية السابقة برئاسة ترامب، والتي لم تكن تراه حل قادر على إنهاء الصراع. وكانت إدارة الرئيس الأميركي تهدف إلى تحقيق تهدئة وسلام مستدام في غزة، لكنها شددت على أن لدى إسرائيل «الحق في الدفاع عن نفسها». ومع التزام الإدارة الأميركية بحل الدولتين أرى تفاؤل بشأن آفاق إحياء عملية السلام مع إسرائيل، تزامنا مع تلقي الإدارة الفلسطينية مؤشرات على تحرك سياسي قادم؛ لاستئناف الجهود الدولية لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.