29-06-2021 04:42 PM
سرايا - أطلقت الجمعية الملكية لحماية الطبيعة، الثلاثاء، أول جهاز تتبع لحيوان الضب في الأردن، في محمية فيفا الطبيعية، ضمن برنامج حماية الضب الذي تنفذه الجمعية منذ العام 2014.
وقال الباحث في الدراسات الحيوانية في مركز مراقبة التنوع الحيوي المهندس عمر عابد، إن إطلاق جهاز التتبع يهدف إلى تحديد نطاق التحرك لحيوان الضب ومناطق التغذية الخاصة به في المحمية، في المواسم المختلفة التي تسهم مباشرة في فاعلية خطط الحماية والتفتيش داخل المحمية.
وبين عابد أن الجمعية تنفذ برنامجا منذ العام 2014 لدراسة سلوك الضب وأنماط تحركه وتغذيته وتكاثره.
وأضاف أن الضب يعتبر نوعا مركزيا (Key stone species) إذ يحفر جحورا عميقة تعتبر ملجأ لكثير من الحيوانات الصغيرة الزاحفة والحشرات.
وأوضح أيضا أن الضب في الأردن عموما يواجه كثيرا من التحديات والمهددات، التي ستتيح عملية التتبع فرصا لمعالجتها والحد من آثارها السلبية.
وقال مدير محمية فيفا الطبيعية إبراهيم المحاسنة، من جانبه، إن هذا الضب يمكن رؤيته بسهوله في أثناء الصباح الباكر، بحيث يستلقي تحت أشعة الشمس ليكتسب الحرارة التي تلزمه، فهو من ذوات الدم البارد، ويصعب تميزه عن بعد بسبب لونه وثباته عن الحركة، وينطلق إلى جحره عند الإحساس بأي خطر. وفي حالات معينة يواجه الضب أعداءه بفتح فمه وإصدار صوت يشبه الفحيح، في حين يستخدم ذيله للضرب.
وبين المحاسنة أن حيوان الضب من الحيوانات المهددة على المستوى العالمي (Vulnerable ) نظرا إلى الانخفاض المستمر في تعداده العالمي نتيجة تعرضه للصيد الجائر، ولذا فإن وجوده في محمية فيفا الطبيعة يعتبر من المعايير المحققة في اتفاقية رامسار لحماية الأنواع المهددة داخل المحمية، ذلك أن من شروط اتفاقية المسار وجود نوع مهدد بالانقراض في المحمية.
ينتشر الضب على نحو واسع في مصر وفلسطين والأردن وسوريا والعراق، ويمتد جنوبا وشرقا ليصل إلى إيران والسعودية والإمارات وعُمان. وفي الأردن يعيش الضب في المناطق الصحراوية وشبه الصحراوية، مثل وادي عربة والعقبة ووادي رم، وأيضا في مناطق الأزرق والشومري والصحراء الشرقية. وهو يفضل الوجود في مناطق الوديان المفتوحة ومناطق الحماد والمناطق الرملية ذات الرمال الخشنة القابلة للحفر، كذلك يفضل التغذي على عدد من النباتات الحولية وبعض الأنواع الشجرية، مثل الطلح الذي يعتبر أحد المصادر المهمة للماء والغذاء له، خصوصا في فصول الجفاف.
و يعتبر الضب من أكبر الزواحف النباتية (تتغذى على النباتات) في الأردن، إذ يتميز بجلده الخشن والقاسي، له رأس مستدير وذيله يحتوي على نتوءات قاسية شوكية الشكل، نشاطه نهاري ويعيش في جحور عميقة يحفرها بمخالب يصل عمقها العمودي إلى ما يقارب المتر وبامتداد أفقي يبلغ 20 متر تقريبا.