30-06-2021 04:03 PM
سرايا - توصلت دراسة بريطانية بقيادة جامعة أكسفورد إلى أن المزج بين لقاحين مضادين لفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" أدى لنتيجة مذهلة، فما هما؟ وما هذه النتيجة؟
أثبتت الدراسة أن المزج بين لقاحي “أكسفورد-أسترازينيكا” (Oxford-AstraZeneca) و”فايزر-بيونتك” (Pfizer-BioNTech) المضادين لفيروس كورونا أدى إلى استجابة مناعية قوية، وفق ما نشره موقع جامعة أكسفورد ونقلته الجزيرة نت.
ونشرت الدراسة في مرحلة ما قبل الطباعة (pre-print) -أي لم تتم مراجعتها من قبل باحثين مناظرين- في مجلة لانسيت Lancet الطبية.
وولد مزج اللقاحين استجابة مناعية قوية ضد بروتين السنبلة (Spike) في فيروس كورونا.
وكانت أقوى استجابة مناعية عندما كانت الجرعة الأولى من لقاح “أكسفورد-أسترازينيكا” ثم الثانية لقاح “فايزر-بيونتك”، وكان الوقت بين الجرعتين 4 أسابيع، وأدى هذا إلى تركيزات عالية من الأجسام المضادة ضد بروتين السنبلة.
وقال الأستاذ المشارك في طب الأطفال واللقاحات بجامعة أكسفورد وكبير الباحثين في التجربة، البروفيسور ماثيو سناب، إن الدراسة -واسمها “كوم-كوف” (Com-COV)- قيّمت خلط لقاح أكسفورد وفايزر لمعرفة إلى أي مدى يمكن استخدام هذه اللقاحات بالتبادل، مما قد يسمح بالمرونة في استعمالها بالمملكة المتحدة وعالميا.
تظهر النتائج أنه عند إعطائهما في فترة 4 أسابيع، فإن كلا نظامي الخلط (يعني أن تكون الجرعة الأولى من لقاح “أكسفورد-أسترازينيكا” ثم الثانية لقاح “فايزر-بيونتك”، وبالعكس) يؤديان إلى استجابة مناعية أعلى من إعطاء لقاح “أكسفورد-أسترازينيكا” بصورته المعتادة، أي في جرعتين.
كما توصل الباحثون إلى النتائج التالية:
عندما كانت الجرعة الأولى من لقاح “أكسفورد-أسترازينيكا” ثم الثانية لقاح “فايزر-بيونتك”، تم تحفيز مقدار أكبر من الأجسام المضادة واستجابات الخلايا التائية المناعية (T)، مقارنة مما يتكون عندما كانت الجرعة الأولى لقاح “فايزر-بيونتك” ثم الثانية لقاح “أكسفورد-أسترازينيكا”.
كلا النظامين السابقين حفز أجساما مضادة أعلى مقارنة بإعطاء جرعتين من لقاح “أكسفورد-أسترازينيكا”.
أعلى استجابة للأجسام المضادة كانت بعد تلقي جرعتين من لقاح “فايزر-بيونتك”.
قال البروفيسور سناب إن هذه النتائج هي دليل لا يقدر بثمن لاستخدام الجرعات المختلطة، ولكن الفاصل الزمني لأربعة أسابيع تمت دراسته هنا أقصر من الجدول الزمني المكون من ثمانية إلى 12 أسبوعا الأكثر شيوعا في لقاح “أكسفورد-أسترازينيكا”، إذ من المعروف أن هذه الفترة الأطول تؤدي إلى استجابة مناعية أفضل.
وأضاف سناب أنه ستتوفر نتائج إعطاء خلط اللقاحات عندما تكون الفترة بين الجرعة الأولى والثانية 12 أسبوعا، قريبا.
وسيكون لنتائج فترة الـ12 أسبوعا، والتي لم تظهر بعد، دور أساسي في القرارات المتعلقة بمستقبل برنامج التطعيم في المملكة المتحدة.
فاصل زمني طويل بين جرعتي لقاح “أكسفورد-أسترازينيكا” يحسن فاعليته
نبقى في جامعة أكسفورد، حيث كشفت دراسة أخرى نشرت نتائجها الاثنين أن مدة زمنية من عدة أشهر بين الجرعتين الأولى والثانية من لقاح “أكسفورد-أسترازينيكا” ضد “كوفيد-19” تحسن المناعة التي يؤمنها، معتبرة أنه عامل “مطمئن” للبلدان التي تواجه مشاكل في الحصول على اللقاح، ونقلت الدراسة وكالة الصحافة الفرنسية.
وأظهر الباحثون أن الفترة الزمنية التي تصل إلى 45 أسبوعا بين الجرعتين تحسّن الاستجابة المناعية للفيروس، ولا تقلل من فعالية اللقاح.
وقال البروفسور أندرو بولارد مدير مجموعة أكسفورد للقاحات التي طورت لقاح كوفيد بالتعاون مع مجموعة الأدوية السويدية أسترازينيكا، “يجب أن تكون هذه الأنباء مطمئنة للبلدان التي لديها كميات أقل من اللقاح والتي قد تقلق بشأن التأخير في الحصول على الجرعات الثانية لسكانها. وهناك استجابة ممتازة للجرعة الثانية حتى بعد مهلة زمنية من 10 أشهر من الجرعة الأولى”.
في فبراير/شباط الماضي، أشارت دراسة لجامعة أكسفورد نشرت في مجلة “ذا لانست” (The Lancet) إلى أن فعالية اللقاح أكبر مع فارق 3 أشهر بين الجرعتين (81%) مقارنة مع فترة من 6 أسابيع (55%).
وفي دراستهم التي نشرت الاثنين، أكد الباحثون أيضا أن جرعة ثالثة تعطى بعد أكثر من 6 أشهر من الثانية تؤدي إلى “زيادة كبيرة” للأجسام المضادة و”ارتفاع كبير” في الاستجابة المناعية ضد “كوفيد-19″، بما في ذلك ضد النسخ المتحورة.
وقالت تيريزا لامبي المسؤولة الرئيسية عن هذه الدراسات “من غير المعروف ما إذا كانت هناك حاجة إلى حقن إضافية بسبب تراجع المناعة أو لزيادتها ضد النسخ المتحورة المثيرة للقلق”.
لكن لامبي ذكرت أن الأبحاث تظهر أن تقبل جرعة ثالثة من اللقاح “يتم بشكل جيد ويزيد بشكل كبير من الاستجابة بالأجسام المضادة. وهذه أنباء مشجعة للغاية إذا لاحظنا أن ثمة حاجة لجرعة ثالثة”.
وأشار الباحثون إلى أن “الآثار الجانبية للقاح كانت أقل بعد الجرعتين الثانية والثالثة مقارنة بالجرعة الأولى”.
وأثار لقاح أسترازينيكا الذي يعتمد ما يسمى تكنولوجيا “الناقل الفيروسي”، قلقا كبيرا بعد إثبات وجود صلة بين اللقاح وجلطات دموية نادرة جدا لكنها قاتلة في غالب الأحيان، وبالتالي أوصت العديد من الدول باستخدامه حصرا لكبار السن فيما علقت بلدان أخرى استخدامه كليا.