03-07-2021 12:25 AM
سرايا - أثارت ”لامدا“، أحدث سلالة من فيروس كورونا، حيرة منظمة الصحة العالمية، وقلق المسؤولين في أمريكا اللاتينية؛ بسبب التحورات ”غير العادية“ التي طرأت على الفيروس.
ورُصدت سلالة ”لامدا“، والمعروفة سابقًا باسم C.37، لأول مرة في أواخر العام الماضي في بيرو، ولكن سرعان ما انتشرت إلى 27 دولة، بما في ذلك المملكة المتحدة.
ووفقا لصحيفة ”فايننشال تايمز“، قالت هيئة الصحة العامة في إنجلترا هذا الأسبوع، إنه قد تم رصدها في جميع أنحاء البلاد، على الرغم من أن عدد الحالات التي تم تحديدها لا يزال صغيرًا.
وقال بابلو تسوكاياما، وهو طبيب في علم الأحياء الدقيقة الجزيئي بجامعة كايتانو هيريديا في ليما عاصمة بيرو، إنه عندما لاحظ الأطباء السلالة لأول مرة في ديسمبر، كانت تمثل ”عينة واحدة فقط من كل 200 عينة، ولكن بحلول مارس، انتشرت لتمثل حوالي 50 % من العينات في ليما، ووصلت الآن هذه النسبة إلى حوالي 80%، مما يشير إلى أن معدل انتقاله أعلى من المتغيرات الأخرى“.
ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، مثلت سلالة لامدا نسبة 82% من حالات كوفيد-19 الجديدة في مايو ويونيو في بيرو، التي لديها أعلى معدل وفيات بفيروس كورونا في العالم، وفي شيلي المجاورة، تمثل السلالة ما يقرب من ثلث الحالات الجديدة.
ومع ذلك، لا يزال العلماء متحيرين حول الطفرات التي تجعل ”لامدا“ أسرع انتشارا.
وقال خايرو مينديز ريكو، مستشار الأمراض الفيروسية الناشئة في منظمة الصحة للبلدان الأمريكية: ”في الوقت الحالي لا يوجد دليل يشير إلى أنه أكثر عدوانية من المتغيرات الأخرى، فمن الممكن أن يكون معدل انتشار سلالة لامدا أعلى من السلالات الأخرى، ولكن هناك حاجة لمزيد من الأبحاث“.
وفي يونيو، صنفت منظمة الصحة العالمية ”لامدا“ كسابع سلالة مثيرة للاهتمام من فيروس كورونا حتى الآن، وتعتقد منظمة الصحة العالمية أن مثل هذه السلالات أقل تهديدًا من ”المتغيرات الأربعة المثيرة للقلق“ (ألفا وبيتا وجاما ودلتا)، والتي تم رصدها في الأصل في المملكة المتحدة وجنوب إفريقيا والبرازيل والهند على التوالي، ولكن المنظمة تقول إنها ”لا تزال بحاجة إلى مراقبة سلالة لامدا بعناية“.
وبعد مرور أسبوع، في 23 يونيو، صنفت الصحة العامة في المملكة المتحدة لامدا كمتغير قيد التحقيق؛ ”بسبب انتشارها الدولي وظهور العديد من الطفرات المثيرة للاهتمام“.
وأكدت هيئة الصحة العامة البريطانية على عدم وجود دليل حاليًا على أن لامدا تتسبب في أعراض أكثر حدة، أو تجعل اللقاحات أقل فعالية.
وشرح ”جيف باريت“ مدير مبادرة كوفيد-19 جينومكس في معهد ويلكوم سانجر في المملكة المتحدة: ”أحد أسباب صعوبة فهم التهديد الذي تمثله لامدا باستخدام البيانات الحسابية والمختبرية، هو أنه يحتوي على مجموعة غير عادية من الطفرات، مقارنة بالمتغيرات الأخرى“.
وأضاف باريت أن الافتقار إلى مرافق التسلسل الجيني في أمريكا اللاتينية جعل من الصعب معرفة إلى أي مدى كانت سلالة لامدا تقود تفشي كوفيد-19 في المنطقة.
ويبدو أن سلالة لامدا تتميز بنمط فريد مكون من سبع طفرات في سنبلة البروتين الذي يستخدمه الفيروس لإصابة الخلايا البشرية، بينما أكثر ما يثير اهتمام الباحثين هو طفرة تسمى L452Q، التي تشبه طفرة L452R والتي يُعتقد أنها تسهم في ارتفاع معدل العدوى لسلالة ”دلتا“.
ودرست مونيكا أسيفيدو وزملاؤها في جامعة تشيلي تأثير لامدا على العدوى الفيروسية باستخدام عينات دم من العاملين المحليين في مجال الرعاية الصحية، الذين تلقوا جرعتين من لقاح CoronaVac من الصين.
وأشارت نتائج الفريق، التي نُشرت في ورقة بحثية يوم الخميس، إلى أن لامدا أكثر عدوى من جاما وألفا وأكثر قدرة على الهروب من الأجسام المضادة التي ينتجها التطعيم.
وشرح الفريق: ”تُظهر بياناتنا لأول مرة أن الطفرات الموجودة في بروتين السنبلة لسلالة لامدا تمكنها من الهروب من الأجسام المضادة وزيادة معدل العدوى“.
وفي البرازيل، حيث كانت سلالة جاما تقود العدوى حتى الآن، قام فريق من الباحثين في مستشفى بمدينة بورتو أليجري الجنوبية بتحليل حالة مريض مصاب بسلالة لامدا.
وقال الفريق البرازيلي: ”بالنظر إلى أن هذه السلالة قد انتشرت بسرعة في بيرو والإكوادور وتشيلي والأرجنتين، نعتقد أن لامدا لديها القدرة على أن تصبح سلالة مثيرة للقلق“.
هذا وكانت أمريكا اللاتينية أكثر مناطق العالم تضرراً من الوباء، حيث سجلت المنطقة، التي تعتبر موطن 8% فقط من سكان العالم، ما يعادل 20% من حالات الإصابة بالفيروس التاجي.
وفي الأسابيع الأخيرة، شهدت كولومبيا وباراغواي وأوروغواي ارتفاعًا مفاجئًا في عدد الحالات.
وهذا الأسبوع، قالت مديرة منظمة الصحة للبلدان الأمريكية كاريسا إتيان: ”في حين نشهد بعض التراجع في انتشار الفيروس في بلدان نصف الكرة الشمالي، تظل النهاية بالنسبة لمعظم البلدان في منطقتنا هدفا بعيدًا“.
وقالت إتيان: ”إن الإصابات لا تزال ترتفع في دول مثل كولومبيا والبرازيل وبوليفيا وأوروغواي“، مضيفة أن ”المستشفيات تكافح من أجل توسيع وحدات العناية المركزة“.
وشرحت: ”على الرغم من هذه الصورة المقلقة، تم تطعيم واحد فقط من كل 10 أشخاص في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي ضد كورونا، وهو وضع غير مقبول“.