03-07-2021 10:08 AM
سرايا - قال أمين عام وزارة الصحة السابق وائل الهياجنة إنه مع ظهور سلالات كورونا المتحورة والمتلاحقة تنشأ أسئلة مشروعة ومنطقية في سباق محموم نحو عودة ولو جزئية لبعض الحياة الطبيعية التي بدأنا نفقد بعض ملامحها في ذاكرتنا الجمعية.
وأجاب الهياجنة في منشور له عبر فيسبوك على عدد من هذه الاسئلة وهي:
1. هل حافظت المطاعيم المتداولة على فعاليتها ضد هذه السلالات الجديدة والذكية؟
2. هل تختلف فعالية المطاعيم المستخدمة ضد هذه السلالات والنسخ الجديدة؟
3. ما هي فعالية المطاعيم المستخدمة في الأردن؟
4. ما هي الخطط البديلة والاستراتيجيات التي يمكن استخدامها للالتفاف على مقاومة السلالات الجديدة للمطاعيم المستخدمة؟
5. ماذا ستكون طبيعة الحياة في أشهر الشتاء القادم في ظل توقع لدخول فيروسات أخرى على الساحة؟
وأضاف، سأحاول بعجالة واختصار الإجابة على هذه الأسئلة معتمدا بشكل رئيس على ما هو متوفر من معلومات وأدلة مستمدة من دراسات موثوقة أولا أو رأي الخبراء ثانيا في حال محدودية الدراسات المتوفرة.
وأكد الهياجنة أنه يجب بداية ادراك أن المطاعيم ليست الوصفة السحرية للقضاء المبرم والنهائي على مرض كوفيد ولكنها الوسيلة الرئيسية لبناء مجتمع مقاوم وممنع يتعطل فيه سريان الفيروس وتقل فيه نسب االمراضة والوفاة وبالتالي فان الإجابة على السؤال الأول تقتضي معرفة فعالية مختلف المطاعيم ضد النسخة الأصلية ليتسنى لنا مقارنتها بفعاليتها ضد السلالات الجديدة.
وبين أنه تمت إعادة تسمية النسخ المتحورة للابتعاد عن نسبتها لبلدان معينة وبذلك فقد سمي المتحور البريطاني (ألفا) علما بأنه المتحور الأول الرئيسي زمنيا وسمي المتحور التالي الجنوب أفريقي (بيتا) وسمي اللاحق البرازيلي (قاما) بينما سمي الأخير الهندي (دلتا)، واشار الهياجنة في تصريح سابق بان النسخة الهندية دلتا "العن" من سابقاتها.
وقال إن مطعومي فايزر ومودرنا يتمتعا بنسب الفعالية الأعلى ضد النسخة الصينية الأصلية (٩٤٪) وحل مطعوم ساينوفارم ثانيا (٧٩٪--٩٠٪) مع ملاحظة أن الدراسة الرئيسية للمطعوم الصيني ضمت متطوعين أردنيين وبإشراف د. ماجد نصير من وزارة الصحة.
ورغم الانتشار الواسع والسريع للمتحور ألفا البريطاني الا أن المطاعيم بشكل عام حافظت على مستوى مرتفع من الفعالية ضده وبشكل متسق مع فعاليتها الأصلية ضد النسخة الصينية الأصلية وبما فيها مطعوم ساينوفارم الصيني
يبدو أن المطاعيم لا زالت فعالة (ولكن بشكل أقل) ضد المتحور البرازيلي وإن كانت الدراسات المتوفرة محدودة وضئيلة
"تنخفض فعالية المطاعيم وبشكل واضح ضد المتحور الجنوب افريقي وان احتفظ مطعوم فايزر بفعالية معقولة ضده (٧٥٪)"، وفق الهياجنة.
ويمثل المتحور الهندي الان تحديا حقيقيا لكل العالم ليس فقط لانخفاض فعالية المطاعيم ضده ولكن أيضا لسرعة انتشاره التي ربما تضعه كمسبب أول للمرض قريبا مع اعترافنا بمحدودية معرفتنا لفعالية بعض المطاعيم ضده
نلاحظ من الجدول أن محدودية الدراسات تشمل جميع المطاعيم وليس فقط مطعوم ساينوفارم وان كانت شركة فايزر تحافظ على نمط متسق بمتابعة فعالية مطعومها ضد النسخ المختلفة.
رغم محدودية الدراسات الخاصة بمطعوم ساينوفارم الا ان المعلومات المتوفرة من جنوب أمريكا والصين تشير الى أن شدة المرض لدى من تلقوا جرعتين من ساينوفارم كانت أقل بكثير من شدته لدى من لم يتلقوا المطعوم وأن حالات الوفاة كانت أيضا نادرة
من الملاحظ أن الدول الغربية تركز في دراسات الفعالية المتلاحقة على ثلاثة مطاعيم رئيسية (فايزر ومودرنا أسترازينيكا) لأسباب نعلمها جميعا منها أن هذه المطاعيم تعود لشركات غربية مرتبطة بعقود ضخمة مع دولها تحتم عليها واقعيا ملاحقة متحركة لنسب التغطية ضد النسخ المتحورة اللاحقة
بعد كل هذا يبقى السؤال المتعلق باستراتيجياتنا في الأردن لتعظيم الاستفادة من المطاعيم المتاحة في الأردن للوصول الى مناعة مجتمعية تراعي النسخ السارية في بلدنا كيفية محاصرتها بشكل ذكي وفعال مع الملاحظة بأن الخطة الوطنية الأردنية خطة تحظى بالاحترام وشفافة ومعيارية ويتم تنفيذها بكفاءة وفعالية ويمكن للقائمين عليها النظر في المقترحات التالية ومناقشتها:
1. تخفيض الفترة ما بين المطعوم الأول والثاني من مطعوم أسترازينيكا للسيطرة بشكل أسرع على المتحور الهندي
2. الخلط بين المطاعيم للشخص الواحد
3. إعطاء جرعة ثالثة مدعمة بعد ستة أشهر من استكمال الجرعتين الأوليين لبعض الفئات ذات الاختطار العالي (كبار العمر كمثال)
4. الحصول علو مطعوم جونسون أند جونسون والذي تؤدي جرعة واحدة منه لمناعة تصل الى ٦٠٪ ضد المتحور الهندي
5. التوسع بإجراء الفحوصات الجينية لمعرفة نسب انتشار النسخ المختلفة في الأردن حسب المناطق والتجمعات مما قد يؤدي الى إعطاء مطعوم معين في منطقة ومطعوم آخر في منطقة أخرى
وبناء على ما تقدم فان الجدول المرفق يبين ما استقرت عليه الدراسات أو اراء الخبراء حول فعالية المطاعيم الرئيسية المستخدمة حسب ما أجريته من تقص لآخر الدراسات والآراء موردا الملاحظات التالية: