03-07-2021 06:35 PM
بقلم : د.حاتم الجازي
على الرغم من نظرتهم المشتركة على زاوية أولوية المصالح الأمريكية ودعمهما المطلق لإسرائيل، إلا أن الديموقراطيين والجمهوريين يملك كل منهما استراتيجية ووجهة نظر مختلفة بالنسبة للقضية الفلسطينية، الجمهوريين شكلوا مرحلة سيئة وعصيبة على القضية الفلسطينية مقابل دعما وميولا أكبر لإسرائيل. لذلك شهدت فترة حكم الجمهوريين في عهد دونالد ترامب تشددا إزاء القضية الفلسطينية من خلال محاولة فرض أجندتها على المنطقة ككل.
ومع وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض يمكن القول إن الضغوطات ستكون أقل حدة وسيكون هناك أمل بانتزاع حلول وسطى، وسيتم التركيز على قضايا عودة المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية وإحياء العلاقة مع الفلسطينيين. وفي اتصال هاتفي أكد بايدن للملك عبد الله الثاني دعمه ومساندته للأردن وذلك على أثر ما يسمى"ملف الفتنة".
وفي سياق آخر وخلال زيارته إلى عمان أكد وزير الخارجية الأمريكي عزم الإدارة الأمريكية بالسير في إعادة إطلاق المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، ودعم بلاده لحل الدولتين.
وصانع القرار الأردني إذ يلتقط تلك الإشارات الإيجابية وفي محاولة للبناء عليها، فإن أجندة الزيارة الملكية إلى الولايات المتحدة ستكون مزدحمة بقضايا سياسية واقتصادية، سيناقشها الملك عبد الله الثاني على مستويات عدة، سواء مع المؤسسات الأمريكية الأكثر ثباتا والمؤثرة في صنع السياسة الخارجية الأمريكية، أو مع الإدارة الأمريكية وأعضاء السلطة التشريعية.
الشق السياسي من الزيارة سيؤكد على موقف الأردن في دعم قيام دولة فلسطينية في حدود عام 1967وعاصمتها القدس الشرقية، وان الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية خط أحمر ولا يقبل النقاش.
أما الشق الاقتصادي، فإن مشاركة الملك وعلى هامش الزيارة في مؤتمرصن فالي ولقاءه بالعديد من نخبة القيادات السياسية والاقتصادية الأمريكية والدولية، تأتي في إطار جهود جلالته بعرض البيئة الاستثمارية التي يتمتع بها الأردن، وما تحمله من فرص في ظل بيئة آمنة ومستقرة. ومناقشة ملف تمديد المساعدات الاقتصادية والعسكرية للأردن.
ومن المتوقع مناقشة العديد من الملفات الأخرى وعلي رأسها ملفات مكافحة الإرهاب، والعلاقات الأردنية الإقليمية، بالإضافة لملف التعاون الأمني والدفاعي.
عموما الزيارة تكتسب أهمية خاصة، والملك هو أول الزعماء العرب الذي سيلتقيه بايدن، وقد أكد بايدن سابقا " إن لدى الملك عبد الله صديقاً في أمريكا"