سرايا - تجاوزت الحدود للوصول الى القدس المحتلة، بسبب المناظر المؤلمة التي كنت أشاهدها يوميا على شاشات التلفزيون من تعذيب وقتل يتعرض له الشعب الفلسطيني على يد الاحتلال الاسرائيلي، هذا ما قاله الاسير المحرر مصعب يحيى الدعجة (28 عاما) .

واضاف أنه وصديقه بلال العنوز تمكنا من اجتياز الحدود، باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة فجر السابع عشر من أيار (مايو) الماضي خلال الهبة الشعبية الاردنية لنصرة الشعب الفلسطيني، الذي كان يتعرض لعدوان اسرائيلي غاشم.

وتابع الدعجة انه وصديقه وصلا الى الحدود مع مئات المعتصمين من المواطنين، وانتظرا ليلا وتمكنا من اجتياز الشيك الحدودي، بعد أن تواريا عن الانظار داخل البيارات الاردنية، وقطعا نهر الاردن سباحة للوصول إلى الجهة المقابلة.

واضاف انه وبعد مسير استمر لأكثر من ساعة ونصف وصلا إلى إحدى القرى، الا أنه تم اعتقالهما من قبل 10 أشخاص من مخابرات الاحتلال الاسرائيلي، بعدما أشهروا السلاح بوجهيهما، ولم يبديا وقتها أي مقاومة، فتم تقييده وصديقه العنوز واقتيدا الى السجن.

وأشار إلى انه كان بحوزته سكين كان أخذها من المنزل، وتم ضبطها معه من قبل المخابرات الاسرائيلية، مؤكدا أنه في أول يوم اعتقال لهما كان الأمر مأساويا بكل معنى الكلمة في ظل عدم وجود اي شخص يمكن أن ينقل صوتهما او معرفة بوجودهما لدى الاحتلال، إلى أن أتى المحامي وعرف عن نفسه.

واشار الى انه وصديقه أمضيا أكثر من شهر في سجون الاحتلال وتعرضا خلال تلك الفترة لضغوطات نفسية كبيرة بعد ان وضعا بزنازين انفرادية، لا تتجاوز مساحتها المرتين، وكانا يتعرضان لتحقيقات يومية، قبل أن يأتي المحامي الذي عينته السلطة الفلسطينية للدفاع عنهما. وتابع إن زيارة القنصل الاردني في تل أبيب اعطتهما أملا بأن الاردن يتابع قضيتهما، وأنهما محط اهتمام.

واشار الى ان أخبار تضامن الشعب الاردني والفلسطيني كانت تصل لهما في السجن من خلال المحامي، مؤكدا انه لولا متابعة جلالة الملك والحكومة الاردنية لقضيتهما لبقوا في سجون الاحتلال لغاية اليوم.

وقال والد مصعب ان الحكومة الاردنية ممثلة بوزارة الخارجية بالاضافة الى الاجهزة الامنية، لم تهدأ يوما بعد اعتقال نجله وصديقه العنوز، مؤكدا ان الجهود التي قام بها جلالة الملك عبدالله أسفرت عن الافراج عنهما بالرغم من أنه تم توجيه التهم لهما.

وأشار الى ان السلطة الفلسطينية تابعت منذ اللحظة الاولى قضيتهما وقامت بتوكيل محام للدفاع عنهما وكان على تواصل يومي معهما من اجل وضعهما في صورة المحاكمة، مشيرا الى ان تعاطف الشعب الاردني وعشائر بلدة صما مع القضية اثمر توازيا مع نجاح الجهود الرسمية في الافراج عنهما.

وكان الدعجة والعنوز تسللا إلى داخل الأراضي المحتلة إثر انتفاضة المسجد الأقصى التي اندلعت في شهر رمضان المبارك، وتم توجيه تهم لهما تتعلق بالقيام بعمل “إرهابي” بحسب المخابرات الاسرائيلية، فيما البند الثاني من التهم هو حيازة سكين والدخول الى اسرائيل بشكل غير قانوني.

وكانت وزارة الخارجية قالت انه وبعد متابعة حثيثة واتصالات وجهود مكثفة قامت بها بالتعاون مع مؤسسات الدولة المعنية، قررت السلطات الإسرائيلية إسقاط لائحة الاتهام بحق الاردنيين مصعب الدعجة وخليفة العنوز وإلغاء إجراءات الاعتقال بحقهما.

الغد

• إقرأ أيضاً : مخاوف "كورونا دلتا" تصل الأردن .. تفاصيل
• إقرأ أيضاً : دعوات لإلغاء المادة 62 من قانون العقوبات الأردني
• إقرأ أيضاً : انخفاض على درجات الحرارة الاحد