08-07-2021 06:24 PM
سرايا - كتب : حازم الصياحين - ثلاثة أحداث شغلت الرأي العام الأردني خلال الساعات الماضية وتناولها الأردنيون بسخرية لا لشيء فالناس لا تهوى التندر وانما تريد أن ترى منجز حقيقي على الأرض فلا احد يريد سماع أوهام وخيال وانما يريد الناس ان تنعكس الأمور ايجابا على الصعيد المعيشي والحياتي اليومي لهم.
ربما لو أعلن عن اكتشاف حقول غنية بالنفط والغاز ورافق ذلك الكشف والافصاح رسميا عن تحول الاردن لبلد نفطي لاستقبل الناس خبر هدية قنينة النفط لرئيس الوزراء بسياق الترحيب والفرح لكن الناس نظروا الى النصف الاخر من مخرجات زجاجة زواتي فحقل حمزة يجري الحديث عن تطويره منذ عقود طويلة فيما النتائج على الارض تشي ان لا أخبار سارة ولا انتاج مجدي اقتصاديا بينما تستمر الحكومات بطرح عطاءات البحث والتنقيب فكلف كل ذلك الخزينة أموالا طائلة في حين أسعار المحروقات تشهد رفعا مستمرا وشهرا تلو الاخر .
أردوغان أعلن لشعبه منتصف العام الحالي اكتشاف 135 مليار متر مكعب من الغاز بالبحر الاسود ودول الخليج تعلن بين فترة واخرى عن اكتشاف حقول نفط غنية ولم تفعل تلك الدول ما فعلته زواتي التي تتغنى برفع انتاج بئر حمزة ل 2500 برميل يوميا فلو ان ذات الابار المكتشفة في دول الخليج وتركيا اكتشفت هنا بالأردن فماذا كنا فاعلين وقتها .
زار رئيس هيئة الطاقة الذرية الأردنية الدكتور خالد طوقان برفقة لجان نيابية ونواب المفاعل النووي البحثي بحرم جامعة العلوم والتكنولوجيا قبل يومين لاطلاع مجلس الشعب على منجز المفاعل البحثي التدريبي فالشعب ليس له مشكلة لا مع المفاعل ولا مع طوقان وانما ينظر الناس باستخفاف للمشروع الذي روج له كثيرا وانفق عليه مبالغ طائلة طيلة العقود الماضية فالكل ينتظر منذ عقود حجم النفع والفائدة الذي سيعود على الوطن لكن هيهات فالرواية الرسمية تؤكد ان الاستفادة من المشروع بإنتاج الكهرباء وتحلية المياه بحاجة لسنوات وسنوات .
المتتبع للمشروع النووي الاردني لا يلمس أي نتائج أو جدوى اقتصادية على حياة الشعب فالناس عولت عليه كثيرا في انتاج الكهرباء لخفض الكلف على المنازل والمصانع والاقتصاد الوطني وخفض الفاتورة النفطية السنوية وليتنعم الناس بخيراته فرغم كل الحديث عن المفاعل الا انه ما يزال بنظر الأردنيين مجرد مشروع لا قيمة له فالناس تريد ان ينعكس المشروع على أمورهم المعيشية والاقتصادية خصوصا ان الشعوب الأخرى تنعمت بخيرات مفاعلاتها النووية منذ عقود طويلة وخلافا لذلك سيقابل المشروع ويواجه في كل مرة يتم الحديث عنه برفض شعبي واستهتار وعلى الرسمي ان يعي ما يريده الناس .
في النقطة الاخيرة إلغاء الرحلات من روسيا للعقبة يعود إلى ارتفاع أسعار فحوصات pcr التي تبلغ 40 دولارا لكل شخص فضلا عن ارتفاع أسعار الفنادق 5 نجوم وفق ما كشف رئيس هيئة تنشيط السياحة الدكتور عبد الرزاق عربيات ان سبب توقف الطائرات الروسية الى العقبة ارتفاع اسعار الفنادق والزام المسافر دفع 40 دينارا بدل فحص كورونا PCR.
عربيات قال انه لدى سؤال الهيئة للمكاتب المشغلة عن سبب توقف الرحلات الروسية الى العقبة، اجابوه عن غلاء الاسعار والزام كل مسافر بدفع 40 دينار على فحص الكورونا في المطار .
الأهم من كل ذلك انقاذ القطاع السياحي المدمر باعتباره القطاع الأكثر ضررا من جائحة كورونا فالسياح في الداخل والخارج يتجهون لمصر وشرم الشيخ وتركيا لرخص السياحة والبرامج في هذه الدول مقارنة مع غلاء السياحة في الاردن فيما الرسمي يتفرج من بعيد ولم يخرج مسؤول حكومي يوضح ما حصل ويحصل باستثناء عربيات الذي شخص المشكلة بينما لم نسمع عن حلول .