10-07-2021 08:14 AM
سرايا - في وقت تتواصل فيه شكاوى طلبة وأولياء أمور، على صعوبة امتحان مبحث الفيزياء لطلبة الثانوية العامة (التوجيهي) في الفرع العلمي، الذي قدموه أول من أمس، صدر بيان توضيحي للوزارة أمس، أفصح فيه معلمو فيزياء، بأن البيان لم يكشف عن آلية التعامل مع الشكاوى التي حددت في البيان بـ: صعوبة الأسئلة وعدم كفاية الوقت للاجابة عليها، ما يجعله اعترافا ضمنيا بفحوى الشكاوى.
وأوضحت الوزارة في بيانها أمس، انه بناء على ما رصد من ملاحظات وانطباعات حول امتحان الفيزياء، شكلت لجنة فنية من تسعة أساتذة ومشرفين متخصصين بمبحث الفيزياء، وفي الوقت ذاته، استخرجت إدارة الامتحانات أمس، النتائج الأولية للامتحان.
وقال البيان، ان اللجنة حللت الأسئلة واطلعت على من تمكنوا من تحقيق إجابات صحيحة عن الأسئلة، والتأكد مما إذا كانت من المنهاج، فتبين بأن الوقت المخصص للإجابة عن بعضها لم يكن كافيا، إلى جانب وجود أسئلة ذات مستوى عال من الصعوبة، لكن عددا غير قليل من الطلبة، حصلوا على علامات كاملة في هذا الامتحان.
وأشارت الوزارة إلى أنها عرضت ذلك على متخصصين في علم القياس والتقويم، وعولجت ملاحظات اللجنة إحصائيا، بما يحقق مصلحة الطلبة والعدالة بينهم، مؤكدة أن نسب النجاح في امتحان الفيزياء، جاءت بمستوى يعادل أو أعلى من معدل نسب النجاح في السنوات العشر الماضية.
وطمأنت الوزارة في بيانها الطلبة ودعتهم إلى التركيز على امتحاناتهم المقبلة، وعدم الالتفات إلى ما ينشر حول الامتحانات السابقة.
لكن الطلبة الذين أدوا الامتحان استمروا بتساؤلاتهم حوله، حتى عقب صدور البيان الوزاري، بخاصة في الجانب الذي يتعلق بإجراءات الوزارة حيال شكاواهم بشأن صعوبته وعدم كفاية مدته.
معلم الفيزياء نعيم دحبور، أكد أن بيان الوزارة اعترف ضمنيا، بان الأسئلة صعبة ووقت الإجابة عليها غير كاف، وهذه “خطوة إيجابية”، لكن الوزارة بحسبه، لم تكشف عن آلية معالجة المسائل المتعلقة بالصعوبة والوقت.
وطالب دحبور الوزارة بالإعلان عن التفاصيل المتعلقة بنسبة النجاح العامة في المبحث وعدد من حازوا علامات كاملة، متسائلا مدى دقة أن تكون نسبة النجاح في الفيزياء لهذا العام تعادل أو أعلى من معدلها في السنوات العشر الماضية، بخاصة وان الأسئلة في دورات ماضية، لم تتخللها صعوبة كما في امتحان العام الحالي.
وأضاف دحبور أن نجاح من يمكنهم الالتحاق بالكليات جراء نجاحهم في الفيزياء 40 % وفي الجامعات 50 %، لكن البيان لم يوضح آلية ذلك، فهل اعتمد الطلبة الذين حازوا على 40 % كناجحين، برغم انه لا يمكنهم التقدم للجامعات، وهذا بحاجة لتوضيح.
وأشار إلى أن حديث وزير التريية والتعليم محمد أبو قديس أمس، بان نسبة النجاح أصبحت عالية بعد المعالجة الاحصائية، هو اعتراف ضمني بان الامتحان لم يحقق مراده، ويؤكد آراء المعلمين.
وبين دحبور أن السؤال المهم من هي الفئة التي استفادت من المعالجة الاحصائية؛ فهل استفاد منها الناجحون والراسبون؟
واتفق معه المعلم حسن جبري، الذي اعتبر اعتراف الوزارة بان الامتحان كان صعبا ووقته غير كاف، خطوة في الاتجاه الصحيح.
وقال جبرين ، إن معالجة الوزارة للملاحظات حول الامتحان أمر جيد، ولكن يجب أن يرافقه إعلان بمعالجة هذه الأمور.
وأكد عدم جواز مقارنة نتائج امتحان هذا العام بالأعوام السابقة، كونه مختلفا من حيث مستوى صعوبة وسهولة اسئلته، بالإضافة إلى أن نسب النجاح التي تحدثت عنها الوزارة تشمل طلبة الكليات والجامعات، إذ أن نسبة النجاح لطلبة الكليات تختلف عن الجامعات.
وأشار جبرين إلى أن مشرفي ومعلمي فيزياء وأعضاء من الهيئة الإدارية لجمعية الفيزيائيين عقدوا اجتماعا بشأن الامتحان، واوصوا بضرورة عدم اعتماد نسبة النجاح في الامتحان، كمعيار لجودة الامتحان وعدم اتباع أسلوب “المنحنى” لرفع نتائج الامتحان، كونه لا يحقق مبدأ العدالة بين الطلبة.
وطالبوا باتاحة الفرصة لمن يرغب من الطلبة بالتقدم لامتحان آخر مباشرة بعد انتهاء امتحانات “التوجيهي” وفق الجدول المقرر وقبل صدور النتائج، فضلا عن تقديم موعد الدورة التكميلية لتكون مباشرة بعد صدور النتائج وقبل موعد التقدم للقبول الموحد، لیتسنى للطلبة الالتحاق بالجامعات في الفصل الدراسي الأول، وفق جبرين.
كما طالبوا، وفق جبرين، بتعديل علامة كل فقرة لتصبح 3 علامات بدلا من 4 وإضافة 50 علامة لكل طالب، وتخفيض علامات النجاح في الفيزياء للقبول بالجامعات.
معلم الفيزياء رشاد حسن، قال إن اعتراف الوزارة بأن وقت الإجابة على بعض الاسئلة لم يكن كافيا، ووجود أسئلة ذات مستوى عال من الصعوبة، مؤشر إيجابي.
وقال حسن ان بيان الوزارة لم يتطرق لآليات، تمت بها معالجة المسائل المتعلقة بصعوبة الأسئلة وعدم كفاية الوقت.
وأضاف أن نسبة النجاح التي تحدثت عنها الوزارة، لم تكن واضحة، بخاصة وان نسبة النجاح في كليات المجتمع مختلفة عنها في الجامعات، فكل هذه الأمور بحاجة لتوضيح أكثر.
الغد