10-07-2021 09:38 AM
بقلم : الاستاذ الدكتور خالد العلاونه
نعم هي حرب .. وحرب ضروس تستخدم فيها كل أسلحة ووسائل الترهيب والتخويف والظلم ... حرب قائمة منذ سنوات .. تشنها الحكومات الأردنية المتعاقبة من خلال وزارة التربية والتعليم على الأسر الاردنيه وأبنائهم من خلال ما يسمى امتحان الثانوية العامه (التوجيهي ) هذا الامتحان الذي أصبح كابوسا يؤرق الاردنيين ويكدر عليهم حياتهم ويربكهم ..فقد أصبح هذا الامتحان ميدانا لتجارب أفكار الوزراء المتعاقبين وتربة خصبة للقرارات الارتجالية الفرديه الفاشله بدأت في عهد الذنيبات الذي تفتحت قريحته عن أفكار لتطوير امتحان الثانوية العامه فكان التطوير إحاطة قاعات الامتحان بقوات امنيه مدججه بمختلف الاسلحه وتقليص وقت مدة الامتحانات وتغليظ العقوبات ورفع رسوم الاشتراك وتخفيض نسب النجاح .. ثم توالت عمليات التطوير مع كل وزير جديد ركزت جميعها على شكل الامتحان بعيدا عن جوهره ومضمونه حتى وصلنا إلى أن نجعل من الامتحان انتقاما وعقوبة للاردنيين وأبنائهم غابت عنه العدالة وتكافؤ الفرص من خلال شكل الامتحان الذي تغير في كل دوره ..حتى جاءت جائحة كورونا التي أغلقت المدارس وافقت التدريس ودفعت إلى التدريس الالكتروني الذي لا يسمن ولا يغني من جوع .. وبدلا من أن يكون الامتحان موائما لهذه الظروف جاء متحالفا معها ضد الطالب الاردني متسما بالصعوبة والتعقيد الممنهج حتى أصبح التوجيهي العقدة التي تواجه أبناءنا الطلبه وتسبب لهم الخوف والرهبه .. ولم نسمع يوما أن الحكومه أجرت دراسة علمية وواقعية على آثار هذا الامتحان على الطلبة وأسرهم وعلى المستوى التعليمي في الوطن برمته لتضع يدها على مواقع الخلل وتصحيحها ... حتى أن القائمين على هذا الامتحان لا يأخذون بعين الاعتبار ملاحظة الطلبة وأهلهم ومعلميهم وتقوم الوزارة من خلال وزيرها تارة ومن خلال مختصيها تارة أخرى بتكذيب ملاحظات الطلبة حول الامتحان وصعوبته ومضمون أسئلته وتجعل من الامتحان أمرا مقدسا وقرآنا لا يجوز انتقاده أو المساس به .. كثيرا من المختصين والمعلمين يؤكدون وبعد كل امتحان أن الأسئلة ليست بمستوى الطلبه وخاصة للفرع العلمي إلا ان الوزاره تصر على غير ذلك ... بالمحصله نرى أن هذه الحرب يجب أن تتوقف ولابد من أن يعقد مؤتمرا وطنيا يشارك فيه كل أطراف العملية التربويه للوقوف على طبيعة الامتحان وتأثيره على المجتمع بكل أطيافه ووضع التوصيات التي تجعل منه امتحانا واقعيا بعيدا عن الانتقام والترهيب والتخويف تتحقق فيه العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص بين جميع الطلبة على مختلف مستوياتهم العلمية والاجتماعيه لنرقى بالامتحان إلى المكنة الصحيحه التي يحب أن يحظى بها