حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,25 فبراير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 2797

الثانوية العامة وأزمة التعليم

الثانوية العامة وأزمة التعليم

الثانوية العامة وأزمة التعليم

12-07-2021 01:08 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : د . رياض الشديفات

تراجع التعليم في بلادنا ليس وليد هذه اللحظة ، وشكوى الأهالي من الثانوية العامة هي عرض لمرضٍ مزمن لم تتمكن كل الحكومات العابرة ، ولا السياسات التربوية المتأرجحة من حل أزمته ، فالتعليم في تراجع مستمر يدل على ذلك مخرجات التعليم العالي والعام ، وفي هذه المقالة سوف استعرض بعض مؤشرات الأزمة على النحو الآتي :
• لا توجد رؤية واضحة محددة المعالم للتعليم في بلادنا وتحديداً لمخرجات الامتحان العام " الثانوية العامة " باعتباره نهاية مرحلة ، فالتعليم يخضع غالباً لرؤية الوزير الشخصية ، ويخضع الامتحان لاجتهادات الوزراء بين الصعوبة والسهولة ، وقد شهدنا في السنوات العشر الأخيرة عدداً من الوزراء الذين تعاقبوا على وزارة التربية ما بين متشددِ إلى درجة القسوة ومتساهل إلى درجة التفريط ، وكل هذه الاجتهادات مست جوهر الامتحان ومخرجاته ، وانعكست النتائج على الأهالي والطلبة وسوق العمل وغيرها .
• يعد امتحان الثانوية الأداة الوحيدة حتى هذه اللحظة في تقرير مصير كل طلبة الثانوية كل عام ، وفي ضوء نتائجه يوزع الطلبة على التخصصات المختلفة في الجامعات ، ويصنف الطلبة دون مراعاة أية معايير أخرى لتصنيف الطلبة ، ولم يتمكن كل الوزراء من حل معضلة الثانوية العامة بطريقة تخلص المجتمع من عقدة التخصصات المشبعة والبرستيج الاجتماعي ، ومن تغول المراكز الثقافية والتدريس الخصوصي ، ومن تهميش دور المعلم .
• الطلبة والأهالي هم ضحايا السياسات المتأرجحة بين الإفراط في سهولة الامتحان كما حدث عام " 2020" وبين ما يحدث في امتحانات عام " 2021" ورعب الامتحانات ، وعدم قدرة الوزارة في تبرير ما يحدث، أو تسويق رواية مقنعة لما يحدث ، وما يحدث يؤشر إلى وجود خللٍ إداري واضح في وضع فلسفة الامتحان ، ولا يقاس نجاح الوزارة في سلامة الإجراءات في إدارة الامتحان ؛ لكن النجاح يقاس بنجاح فلسفة الاختبار ومخرجاته الحقيقية .
• هناك عوامل عديدة اغفلتها وزارة التربية عند إصرارها على اجراء الامتحان منها : ملف التعليم عن بعد وما عليه من مأخذ ، وملف كورونا وتقييد حركة الطالب والوضع الصحي العام ، وملف المناهج وما حذف منها وما قرر ، وملف المعلمين ودورهم في التوجيه والإرشاد والتدريس والتوعية ، وملف اعتماد الطالب على الكراسات ، وبالمناسبة لا يختلف طلبة الدراسة النظامية هذا العام عن طلبة الدراسة الخاصة ؛ بل يستويان في خضوعهم لنفس الظروف ، وربما طلبة الدراسة الخاصة مروا بمرحلة التعليم الوجاهي والخضوع لظروف الاختبار مما اكسبهم ميزة لم يحظ بها طلبة الدراسة النظامية .
• وزارة التربية طبقت الاختبار لمرة واحدة في هذا العام على الرغم من أثاره على نفسية الطلبة بعد سنوات من تجربة نظام الفصلين ، ويبدو أنه لا يوجد حكمة منطقية من الفصل أو الفصلين سوى عملية الاجتهاد والتجريب ، فكان الأولى بالوزارة ومجلس التعليم في ظل هذه الظروف الاستثنائية مراجعة هذه التجربة .
• بغض النظر عن نسب النجاح المرتفعة أو المنخفضة ، فنسب النجاح في المباحث لا تعني نجاح الوزارة في تحقيق فلسفة التعليم ، فالعبرة فيما بعد النجاح من تداعيات في التعليم الجامعي واختيار التخصصات ، ولا أشك ان نسب النجاح العالية تعني المزيد من التخصصات المشبعة ، والمزيد من البطالة ، والمزيد من الارهاق المادي لأهالي الطلبة ، والمزيد من العقد النفسية والاجتماعية ، والمزيد من العجز في معالجة الأزمة التربوية والاجتماعية في مجتمع فقد الثقة بكل السياسات التي يتم تطبيقها عليه .
• الحل يكمن في إعادة النظر بالسياسات التربوية برمتها بطريقة مختلفة تتجاوز الحلول الجزئية على طريقة البيع بطريقة التجزئة ، فالتعليم للحياة ، وهو المدخل الحقيقي لكل اصلاح ، ولا اصلاح بدون اصلاح التعليم ،ومع كل الأسف لا بوادر عملية لعملية اصلاح التعليم رغم كل عمليات التجميل والترقيع لملف يتعلق به حاضر المجتمع ومستقبله .
د . رياض الشديفات / 11/7/2021م











طباعة
  • المشاهدات: 2797
برأيك، هل يصمد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة رغم مواصلة نتنياهو وترامب تهديد حماس باستئناف الحرب والتهجير؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم