13-07-2021 09:16 AM
بقلم : نيفين الحراحشة _ اسماء العتوم
بعد عام كامل من دخول كورونا البلاد، وما ألقته بظلالها الوخيمة على الدولة والمواطنين على حد سواء، من تداعيات صحية أدت إلى وفاة ما يقارب تسعة ألاف مواطن، فيما بلغت الاصابات أكثر من 708 ألف شخص حتى الآن، وإنهاك المنظومة الصحية وتداعيات اقتصادية، ونتيجة لهذه التداعيات وما رافقتها من اجراءات حكومية من أوامر دفاع تتعلق بالحظر الشامل والجزئي وغيره لمواجهة الجائحة، طفت على السطح تداعيات تتعلق بالصحة النفسية، حيث أكد خبراء ودراسات أُجريت، على مدى خطورة تدهور الحالة النفسية للمجتمع، خصوصا النساء، وما يواجهن من تراجع في حالتهن الصحية النفسية، سببها كورونا وما رافقها من أحداث، ففي دراسة أجراها مركز نماء لاستطلاعات الرأي، في منتصف العام الماضي أن أكثر من 60% من النساء يعانين من أعراض القلق والتهيج والغضب والحزن والاكتئاب والخوف.
تقول سرى شدوح إن كورونا وما تبعها من أحداث وقرارات من تعليم عن بُعد وحظر، وتغير نمط الحياة أثر بشكل سلبي ومباشر على صحتها النفسية حيث "أفقدتني الاحساس بالأمان وزاد الخوف على أهلي ومعارفي بشكل كبير، وعدم الاستفادة من دراستها بالدرجة الكبيرة، مما أصابني بالإحباط".
وتتفق سلام مع سرى في رأيها، حول تأثير الجائحة وتداعياتها على الصحة النفسية، مشيرة إلى أن التوتر والقلق والخوف من الاصابة أصبح يرافقها بشكل دائم.
وأكد خبراء نفسيون أهمية الاهتمام بالصحة النفسية، واعطائها أولوية بالتساوي مع الصحة الجسدية، ومدى خطورة تراجع الحالة الصحة النفسية عند العامة وما يرافقها من أمراض نفسية ستؤثر بشكل أكبر في المستقبل إذا ما تم معالجتها والسيطرة عليها.
بدوره قال نائب رئيس جمعية الأطباء النفسيين الدكتور علاء الفروخ إن لفيروس كورونا تأثير كبير على الصحة النفسية للإنسان، كونه فيروس جديد ومجهول، وأن التبعات الاقتصادية والاجتماعية التي نتجت عن الوباء والحظر الطويل من بداية الأزمة وإغلاق المدارس والجامعات وأماكن الترفيه وزياده ساعات الحظر وحظر يوم الجمعة وتقليل ساعات التحرك لساعه السابعة مساء، كلها فاقمت من الضغط النفسي على المجتمعات. مشيرأ إلى أن هذه الظروف التي أنتجتها الجائحة والتعامل معه، ساهمت في زيادة عدد المشاكل الاسرية بسبب الضغوط الاقتصادية والاجتماعية والنفسية .
واكد الدكتور الفروخ أنه لابد من أخذ اهمية الصحة النفسية بالاعتبار عند أصحاب القرار، وتوفير سبل الراحة والترويح عن النفس للمواطنين من مثل الحدائق والملاعب مفتوحة والمساحات مفتوحه للحركة لوجود مكان للتنفس، مع التقيد بإجراءات السلامة العامة، ومن الحلول المطروحة للحد من المشاكل النفسية، عدم التعرض للشائعات وتصديقها وضرورة توافر المعلومة الصحية من الجهات المختصة بالتوقيت المناسب وتوافر منصات فعاله للتواصل مع الناس باحتراف واريحيه للإجابة عن مخاوفهم وتوفير الدعم النفسي لهم.
ويتفق الدكتور الاستشاري النفسي والاسري موسى مطارنة مع الاخصائي الفروخ في أن فايروس كورونا كان تأثير على النفسية لعده اسباب منها الرهاب والخوف الذي أصاب الإنسان في هذه الجائحة وما شاهدوا ما حدث في البلدان ومن الأخبار التي تناقلت في البداية دون وجود مصدر مؤكد .
واضاف المطارنة أن جائحه كورونا أربكت الناس وجعلتهم في حاله توتر وعدم الاستقرار النفسي وهذا ما أثر سلبا بشكل كبير على الأطفال وخلق جو خالي من الاحساس بالأمان وتولدت العديد من الاضطرابات والضغوط النفسية التي باتت تشكل خطراً مع عدم وجود أماكن للتغير الأجواء وأصبح الحجر المنزلي يسبب حاله من الضغط وعدم القدرة على التكيف والمرونة بحيث سبب في عديد من المشاكل مثل العنف الأسري وارتفاع حالات الطلاق والتفكك الأسري .
وتابع أنه لابد من استغلال جميع الجوانب استخلاص نتائج الإيجابية لنستفيد منها وبث بعض الأمل في النفس وان نعيد ترتيب حياتنا ونجلس قليلا مع أنفسنا حيث يصبح لدينا الوقت لنبث الروح الإيجابية والتقبل والفرح في الجلوس داخل المنزل ومع الاطفال لتخفيف من آثار السلبية لتلك الجائحة.
وبدورها دعت العديد من الجهات ذات العلاقة بالصحة النفسية محليا ودوليا
إلى ضرورة التأقلم مع الوضع الوبائي وما يتزامن معه من قرارات لمواجهته وتحويل هذه التحديات إلى فرص.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
13-07-2021 09:16 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |