15-07-2021 10:56 AM
بقلم : يوسف رجا الرفاعي
اهداني صديقي كتاب
خمس قواعد وله الف باب
عنوانه - شفرة القيادة - القواعد الخمس للقيادة
وقبل ان تدخل الباب على هذا الكتاب تقف طويلاً وانت تقراء اسماء من كان لهم رأي في هذا الكتاب ، كلها اسماء لها بصمات ولها أثر كبير في الحياة المعاصرة على اختلاف انشطتها واتساع مجالاتها إن على المستوى المحلي أو الاقليمي او العالمي ، فكلها اسماء ذات قامات عالية سواء كانت عربية او من مختلف اقطار ودول العالم ، فلهم كل الاحترام على اسهاماتهم التي نتائجها حقيقة لا وهما او امنيات او خيال .
لا تملك وانت تقرأ تلك الإضاءات على هذا الكتاب والتي يمكن وصفها بأنها من كل قُطرٍ زهره " لحسن الوصف والايجاز" لا تملك إلا ان تمسك قلمك لا شعورياً لتُعَبِّر عن فهمك وشعورك لما احتواه هذا الكتاب القيم جدأ ، ولعل سعة افق من قاموا بتأليف هذا الكتاب مشكورين جعلت صدر هذا الكتاب يتسع لرأي قارئٍ بسيط مثلي بأن يُدلي بدلوه مع هؤلاء الناجحون المبدعون المميزون .
ان القيادة تولد مع القادة وتكبر معهم ساعة بساعه ، وان اكتساب مهاراة معرفيه بقواعد القياده تؤخذ منهم وتُستلهم ، وتكون هي الانموذج الذي يمنح من هو في ظل قيادة هولاء القادة الثقة والطمأنينة بأن المركب يسير الى تحقيق الهدف بثقة وامان ، مما يؤدي الى ان تكون المنظومة التي تحيط بالقادة منسجمة لدرجة تكاد تصل حد الكمال ، وتحقيق الهدف فيها امر حتمي لا محال ، والحديث عن القادة الذين منهم اُخذت صفات القادة فكانوا هم النموذج بالفطرة ، وهم المنبع والمرجع .
ولنا دليل على قولنا هذا بنماذج من قيادات عالمية منذ ما قبل التاريخ وحتى يومنا هذا ومنها قادة عرب يشار لهم بالبنان ،
استحضر الكتاب قادة منذ ازمنة بعيدة مع انه يركز على القادة المعاصرون وذلك كنماذج فاعلة يستفاد منها في تعاملنا في الحياة والواقع المعاش ،
ربما ومن خلال التحليل والتمحيص وشرح البنود الخمس وهو المحتوى الكلي لهذا الكتاب ربما يكون المسمى الاقرب والاميز لما يرمي اليه الكاتبون ان هذه الصفات هي صفات اداراة مبدعة متميزة وعبقريه ، وبمجرد سماعك لهذه الاسماء تعلم حقيقة انها اداراة ملهمة سطرت وما تزال انجازات يشهد لها العالم بل هي نماذج قابلة للتطبيق ومعتمدة كمنهج أكاديمي مستمر قابل للتطوير والبناء عليه .
لم نقراء عن قادة عظام سطر التاريخ كل حركة وفعل قاموا به وبقي اثر فعلهم خالدا عبر العصور ، لم نقرأ انهم قرأوا كتاباً مؤلفاً من بنود ونقاط وانه يتوجب عليهم الالتزام بما فيه وإلا ستكون قيادتهم مشوهة ومعوجَّه ،
وانما قرأنا عن قادة كانوا سمّاعون ومُجالسون للفلاسفة ولذوي الحكمة والرأي السديد ،
وامثال هؤلاء الملك والقائد المقدوني الاسكندر الاكبر الذي كان مجالساً للفيلسوف ارسطو ،
مرورًا بالقائد العسكري خالد بن الوليد الذي ما زالت خططه العسكرية أساسا ومرتكزا مهما في التخطيط والاستراتيجية العسكريه ولم يكن قد دخل كلية حربية او دورات تقويه وزيادة مهارات ، بل كان للوضع الاجتماعي للعائلة او القبيلة اثر في ذلك واساس نجاحه كقائد كانت قد ولدت وكبرت معه بالفطره
وكان مُلهَما " افعاله قالت هذا قائد ، فخذوا عنه واكتبوا وتعلموا "
ومروراً وانتهاء بالقائد الامبراطور نابليون بونابرت الذي يعتبر قائداً معاصرا بالرغم من وجوده في القرن التاسع عشر إلا ان فكره القيادي يعتبر فكراً معاصرا لا غنى عنه بلا شك بل لا يزال هذا الفكر فاعلاً .
وربما تحديد شخصية القائد كما اورده الكتاب من حيث شخصية القائد الجسدية او منصبه ، فهذا فيه نظر ، فقد سجّلَ التاريخ قادة عظام لم يخضعوا لمعايير طول وعرض وقامة جسد ، وكانوا كالاسود او اشد في مواطن ومواقف تخشاها الاسود وكانت قيادتهم الفذة هي صانعة الحدث الذي هو فوق ما يمكن ان يقال عنه بانه الامر المنطقي أو الحدث الاعتيادي ،
هذا الكتاب المميز قابلاً للحفظ ، فهو اسهل من حفظ كثير جدا من كتب القانون ومواده المتفرعة الكثيره ، وربما أسهل من حفظ كثير من مواد الفيزياء والكيمياء ، فهل اذا حفظ احدهم مواد هذا الكتاب نستطيع ان نطلق عليه قائدا !!
في ظني انه ربما يخلق إشكالاً لدى شريحة عريضة من الشباب الطموح المعاصر ، حيث انه يركز كثيرا على الحاضر المعاش ، وحيث ان طبيعة البشر لديهم بالغالب طموحاً ووصولاً الى ابعد مدى في مستوى من الادارة والقيادة والتحصيل، ربما هولاء الشباب الطامحون غير مؤهلين لهذا المستوى وهو " القائد " ويشعرون انهم قد فهموا وحفظوا هذه البنود الخمس وبدأوا يوهمون انفسهم بذلك وهم بعيدون كل البعد ، فهنا تبدأ الاشكالية ويختلط الامر فلا كسبناهم قادة ولم يعودوا يصلحوا حتى موظفين .
كتاب ثري غني بافكار شخصيات لا شك انها مؤثرة وكتاب غني بخلاصة افكار وبحث وتحليل ودراسات معمقة وجهدٍ مضن ،
قرائته فيها متعة ، ربما احيانا مستفزة ،
ولكنه يفتح لك الف باب وباب وانت متحمس لفكرة فيه ، او ربما منحازٌ لها .
بكل الاحوال سيكون لك رأي ولو بسيط جداً كرأيي المتواضع البسيط هذا ، والذي تجرأت وابديته في علمٍ وفنٍّ من علوم وفنون الحياة المعاصرة والتي جاءت طي صفحات هذا الكتاب بمستوى عالٍ وراقي يليق بكُتَّابِه وقارئيه .
شكراً مرة ثانية سعادة صديقي الاستاذ الدكتور مع العرفان بقيمة هديتك المميزه .
يوسف رجا الرفاعي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
15-07-2021 10:56 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |