حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,6 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 7477

سحب دراسة لباحثين مصريين زعمت وجود علاج كورونا

سحب دراسة لباحثين مصريين زعمت وجود علاج كورونا

سحب دراسة لباحثين مصريين زعمت وجود علاج كورونا

18-07-2021 04:09 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سحبت دراسة أجراها باحثون مصريون زعمت أن عقار إيفرمكتين Ivermectin فعال في علاج مرض كورونا المستجد “كوفيد-19” فما هي تفاصيل هذه الدراسة؟ ولماذا تم سحبها؟ وماذا يعني هذا حيال الجدل القائم بالفعل حول هذا العقار؟ وكيف تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع هذا الحدث الذي وصفوه بالفضيحة؟

ووفقا لتقرير للكاتبة ميليسا دافي في صحيفة “غارديان” (the guardian) البريطانية كما نقلت الجزيرة فإن فعالية الدواء “الذي تروج له الشخصيات اليمينية في جميع أنحاء العالم لعلاج كوفيد-19” موضع شك خطير بعد أن تم سحب هذه الدراسة.

إيفرمكتين عامل مضاد للطفيليات وله استعمالات واسعة، وهو مدرج بقائمة أدوية أساسية عالمية لعلاج العديد من الأمراض الطفيلية، ويستخدم في علاج داء كلابية الذنب (العمى النهري) وداء الأسطوانيات وأمراض أخرى تسببها الديدان المنقولة بالتربة. كما يستخدم لعلاج الجرب، وذلك وفقا لمنظمة الصحة العالمية.

نبدأ مع الدراسة المسحوبة، والتي أجراها باحثون بقيادة الدكتور أحمد الجزار من جامعة بنها في مصر، ونشرت على موقع ريسيرتش سكوير (Research Square) في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، في حالة ما قبل الطباعة التي تعني أن الدراسة لم يتم مراجعتها بعد من الأقران، أي علماء آخرين متخصصين.

وادعى الباحثون أن الدراسة تجربة معاشة ذات شواهد (randomised control trial) وهي نوع مهم وحاسم من الدراسات في الطب لأنها تعتبر توفر الدليل الأكثر موثوقية على فعالية التدخلات العلاجية.

أما قائد البحث (الجزار) فهو مدرج كرئيس تحرير مجلة بنها الطبية، وهو عضو بهيئة التحرير.

وزعمت الدراسة أن المرضى الذين يعانون من “كوفيد-19” وعولجوا بالمستشفى وتلقوا إيفرمكتين مبكرا أبلغوا عن تعافيهم بشكل كبير، وأن هناك تحسنا وتراجعا كبيرا في معدل الوفيات بالمجموعات المعالجة بإيفرمكتين بنسبة 90%.

ولكن موقع ريسيرتش سكوير”سحب الدراسة يوم الخميس “بسبب مخاوف أخلاقية” ولم يحدد ما هي تلك المخاوف.

ووفقا لتقرير غارديان، كان جاك لورانس، وهو طالب طب في لندن، من بين أول من حدد مخاوف جدية بشأن الورقة. ووجد أن قسم المقدمة بالورقة البحثية بدا وكأنه مسروق بالكامل تقريبا.

أيضا بدت البيانات مشبوهة بالنسبة إلى لورانس، حيث يبدو أن البيانات الأولية تتعارض مع بروتوكول الدراسة في عدة مناسبات.

ويقول “زعم المؤلفون أنهم أجروا الدراسة فقط على أشخاص تتراوح أعمارهم بين 18 و80 عاما، لكن 3 مرضى على الأقل في مجموعة البيانات كانوا أقل من 18 عاما”.

وزعم المؤلفون أنهم أجروا الدراسة الفترة ما بين 8 يونيو/حزيران و20 سبتمبر/أيلول 2020، لكن معظم المرضى الذين ماتوا تم نقلهم إلى المستشفى وتوفوا قبل الثامن من يونيو/حزيران وفقا للبيانات الأولية. كما تم تنسيق البيانات بشكل رهيب، وتتضمن مريضا واحدا غادر المستشفى في تاريخ غير موجود وهو 31/06/2020.

وكانت هناك مخاوف أخرى متعلقة بالبيانات.

وأرسل لورنس والصحيفة إلى الجزار قائمة شاملة بالأسئلة حول البيانات، لكنهما لم يتلقيا ردا. كما لم يرد المكتب الصحفي للجامعة.

ما المعطيات المتوافرة عن عقار إيفرمكتين وكورونا؟

في الوقت الحالي، لا توصي المعاهد الوطنية للصحة بالولايات المتحدة وإدارة الغذاء والدواء، ومنظمة الصحة، باستخدام إيفرمكتين كعلاج لفيروس كورونا، باستثناء التجارب السريرية فقط. وحتى اللحظة، لا توجد توصيات باستخدام هذا العقار لعلاج “كوفيد-19”.

في مارس/آذار حذرت منظمة الصحة من استخدام إيفرمكتين خارج التجارب السريرية. وقالت “ما زالت البينات الحالية بشأن استخدام دواء إيفرمكتين لعلاج مرضى كوفيد-19 غير قطعية”. وإلى أن يتاح المزيد من البيانات، توصى المنظمة بحصر استخدام هذا الدواء في إطار التجارب السريرية.

وقالت المنظمة إنه تم تشكيل فريق لإعداد إرشادات بهذا الشأن استجابة للاهتمام الدولي المتزايد بدواء إيفرمكتين كعلاج محتمل لمرض “كوفيد-19”. وهو فريق خبراء دولي مستقل يضم خبراء بالرعاية السريرية متعددي التخصصات، كما يضم مختصا بالأخلاقيات وشركاء من رابطات المرضى.

وقد استعرض الفريق بيانات جمعت من 16 تجربة سريرية معاشة مضبوطة بالشواهد (ما مجموعه 2407 حالات) ضمت مرضى “كوفيد-19” داخليين وخارجيين معا. وخلص إلى أن البينات التي تشير إلى أن إيفرمكتين يقلل احتمالات الوفاة والحاجة إلى التنفس الاصطناعي والحاجة لدخول المستشفى والوقت الذي يستغرقه المرضى لتحسن أعراضهم السريرية، هي بينات “مستوى اليقين فيها منخفض جدا” نظرا للحجم الصغير لبيانات التجارب السريرية المتاحة وما يعتريها من قيود منهجية، بما في ذلك العدد القليل من الأحداث.

ووجدت ورقة بحثية نشرت في مجلة كلينيكال إنفكيشس ديزيز (Clinical Infectious Diseases) في يونيو/حزيران أن إيفرمكتين “ليس خيارا قابلا للتطبيق” لعلاج مرضى “كوفيد-19”.
حاليا تختبر جامعة أكسفورد ما إذا كان إعطاء المصابين بـ “كوفيد-19” عقار إيفرمكتين يمنعهم من الحاجة لدخول المستشفى.
إذن حنى اللحظة لا يبدو أن إيفرمكتين يمكن أن يعالج كورونا، ولكن تجري أبحاث حوله.

كيف يعمل إيفرمكتين؟
وفقا لتقرير للدكتور بيري ويلسون، في موقع ميدسكيب الطبي (Medscape) فإن إيفرمكتين يرتبط بقنوات كلوريد معينة على الخلايا العصبية والعضلية، مما يؤدي إلى إصابة الطفيلي “الديدان مثلا” بالشلل. وتوجد هذه القنوات بالجهاز العصبي للديدان والحشرات، ولهذا السبب يعمل الدواء.

ويمتلك البشر أيضا هذه القنوات، ولكن فقط في أدمغتنا وعمودنا الفقري. ونظرا لأن إيفرمكتين لا يمكنه عبور الحاجز الدموي الدماغي (blood-brain barrier) الموجود أيضا في العمود الفقري فإننا بمنأى عن آثاره.

كيف تفاعل رواد مواقع التواصل؟
طالب أطباء مصريون بمحاكمة الدكتور الجزار بسبب “الدراسة المزيفة” وقال مغردون إن ما حدث يعدُّ فضيحة علمية حقيقية للجامعات المصرية تضعف من مصداقيتها الدولية وتسيء إلى الدراسات المصرية على وجه الخصوص، وإن الدراسة مبنية على تجارب على عدد محدود من الحالات وتم نسخها لزيادة العدد، وذلك وفقا لما رصدته وكالة سند بشبكة الجزيرة.

واعتبر آخرون أن سرقة الأبحاث “المعتادة” في مصر نهج يتبعه المحاضرون في الجامعات، كإجراء شكلي لإتمام دراستهم، رغم تعنتهم مع الطلاب.

الجدير بالذكر أن الإعلام المصري احتفى بالدراسة المسحوبة عقب نشرها في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.











طباعة
  • المشاهدات: 7477

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم