20-07-2021 09:27 AM
سرايا - يشهد الأردن كغيره من دول العالم تغيراً ملحوظاً في مناخه، من خلال ارتفاعات غير مسبوقة في درجات الحرارة صيفا، وتأخر موسم الشتاء مع تراجع نسبة الهطولات المطرية.
ونتج عن التغيرات المناخية في الأردن انخفاض كبير في مخزون المياه الجوفية وومخزونات السدود، ما أدى إلى اختلال واضح في الدورات الزراعية، وتغير في مواقيتها السنوية.
وحسب الأرقام الأخيرة، سجلت هطولات المطرفي الموسم الأخير في الأردن تراجعا عن سابقه بما نسبته 60 في المئة، ما أدى إلى تراجع المخزون المائي في البلاد، ودفع الحكومة إلى توقيع اتفاقية مع إسرائيل لتزويدها بـ50 مليون متر مكعب.
يذكر أن درجات الحرارة سجلت في الأردن ارتفاعاً غير مسبوق خلال السنوات الماضية، لامس بعضها الـ50 مئوية.
ويقول المزارعون أن القتائيات بأنواعها، الكوسا واليقطين والقرع والخيار والفقوس والبطيخ والشمام، إضافة إلى اللوبياء والبازلاء والبامية، من أبرز المزروعات الصيفية التي تشتهر بها أرياف الأردن، وخاصة في المناطق الشمالية، كانت الأكثر تأثرا جراء ارتفاع درجات الحرارة.
وقال المزارع أكرم طه (56 عاما) «إن هذه المزروعات صيفية وموسمية، تعتمد على رطوبة مياه الأمطار في التربة».
وأضاف «أمطار العام كانت ضعيفة وتراجع منسوبها بشكل كبير، ونتيجة لارتفاع درجات الحرارة، لم نشهد ليالي الندى التي تساعد في الحفاظ على رطوبة المزروعات، وبالتالي انتهى الموسم قبل موعده بأشهر».
وقال أيضا «هذه المزروعات (القثائيات) كانت تستمر حتى شهري سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين أول، وكما رأيتم المحاصيل جفت من حرارة الشمس ونحن ما زلنا في يوليو/تموز».
وأضاف «نحن كمزارعين نعتمد على ما نجنيه من بيع هذه المحاصيل، ولكن حرارة الشمس نشفت رطوبة التربة وقصرت عمر الموسم».
أما المزارع السوري راجح الأحمد (54 عاماً) فيقول «نعتمد على هذه المزروعات من العام للعام، وكان الموسم الحالي بسبب الظروف الاقتصادية وحرارة الجو، موسما سيئاً».
وأضاف «نسبة إنتاج الأراضي الزراعية من هذه المحاصيل الصيفية لهذا العام لم يتجاوز 10 في المئة مقارنة بالأعوام الماضية» وتابع موضحًا «المزروعات كانت تستمر لشهر تشرين أول، لكن هذا العام انتهت من أول تموز، ولم نجن المحاصيل سوى 30 يوما فقط، علما بأننا نعتمد على مردوها سنويا وتعيننا على مصاريف الحياة».
ويقول إبراهيم الظاهر (36 عاما) الذي يعمل بائعا للخضار»إن الناس تنتظر هذه المزروعات بشكل سنوي وتطلبها باستمرار عندما يحين موسمها…كنت أبيع من هذه المحاصيل سنويا نحو نصف طن (500 كيلو) لكن هذا العام لم نبع سوى 50 كيلو».
وعن اختلاف أسعارها، قال الظاهر: «العام الماضي ولكثرة المحاصيل كنا نبيع الكيلو بربع دينار أردني (0.35 سنت أمريكي) لكن هذه السنة ولقلة المحاصيل تراوح سعر الكيلو للمقاثي ما بين 1- 1.5 دينار (1.4 – 2.1 دولار)».
من جهته، أكد لورنس المجالي، متحدث وزارة الزراعة، أن «التغيرات المناخية خلال العقدين الماضيين أثرت بشكل حاد على الأردن تمثل ذلك في ارتفاع درجات الحرارة وانحباس الامطار وتغير مواعيد الهطول المطري السنوي».
ومضى قائلًا «جراء ذلك، انخفضت إنتاجية الأراضي الزراعية من الخضار الصيفية، وخاصة الفقوس والكوسا والشمام والبطيخ والبامية والبصل».
وأضاف «قامت الوزارة خلال العقود الماضية بمساعدة المزارعين لتبني إجراءات للتخفيف من آثار هذه الظاهرة، حيث تقدم منح لإنشاء تدابير حفظ التربة لزيادة قدرة الترب الزراعية على الاحتفاظ بمياه الأمطار والرطوبة». الأناضول