22-07-2021 04:31 PM
سرايا - كشف د. ماهر عمران أستاذ النساء والتوليد بجامعة عين شمس ما سمّاه “الحقيقة الغائبة فى تداعيات الأزمة الصحية للفنانة ياسمين عبد العزيز”، مشيرا إلى أنه يدرك تماما مدى القصور لدى الغالبية العظمى فى الثقافة الصحية.
وأضاف عمران في منشور له بحسابه الرسمي على الفيسبوك: “ولكن لم أتخيل مداه ولاسيما فيما بين فئات الإعلاميين فى مجالات الإعلام المختلفة ولقد تابعت واستمعت الى مقاطع لمعظم ان لم يكن لكل اصحاب البرامج الحوارية فوجدتها كلها تتمحور فى اكاذيب لاحصر لها تركز على النقاط التالية :
دخلت المريضة المستشفى بتشخيص تكيس فى المبايض !!!! وتعرضت بعد التدخل بالمنظار إلى مايلى:
(١) خطأ طبى وأهمال جسيم.
(٢) عملية استئصال ورم ليفى ومنهم من قال كيس دهنى بالمنظار نتج عنها ثقب بالمعدة !!!
(٣) استئصال جزء من المعدة بطريق الخطأ
(٤) إصابة المريضة تسمم بالدم.
(٥) دخول المريضة فى غيبوبة مستمرة.
(٦) بل قال بالنص الإعلامي سيد علي، خلال تقديمه برنامج “حضرة المواطن”: “ياسمين عبدالعزيز كان عندها مشكلة في الرحم، وكانت تتابع مع دكتور كويس أوي، وكانت في مستشفى كويس أوي، ولكن وهي بتعمل المنظار حصل مشكلة في القولون، والقولون لأنه فيه فضلات وكده بتدخل في المعدة، فحصلها مشكلة، وقعدت في غرفة العمليات كتير جدا”…. فيا له من هراء (دخول فضلات القولون فى المعدة)
(٧) كما ارتفعت نغمة الجعير الأكبر الذى وجد ( التايهة) وأفتى بوجوب إصدار بيان من المستشفى أو الطبيب المعالج يشرح تطورات الحالة الصحية للمريضة وكأن ذلك الأمر بغائب عن ذهن القائمين على المستشفى!
(٨)اقحم مرتزقة اليوتيوب انفسهم وركبوا الموجة وتوالت أفلامهم التى ظلوا يرفعوها وهى مزيج من الغثاء والآراء الجاهلة للأسف منسوبة إلى اطباء”.
وتابع الطبيب الشهير غاضبا: “تساءلت ونقبت عن المصادر التى استقى منها هولاء الإعلاميون تلك المعلومات المغلوطة، فتأكدت أن هناك اطباء! من الشخصيات اللزجة والمدمنة للظهور إعلاميا ولهم متابعون بالآلف ورغم أنهم فى تخصصات بعيدة تماما عن أمراض النساء والتوليد بل والتخصصات الجراحية عموما الا أنهم للأسف أدلوا بدلوهم بغباء مفرط استقى منه الإعلاميون معلوماتهم بل وأغلب الظن أنهم هم الذين بادروا بالاتصال بالإعلاميين شفى الله الجميع، وطبعا بعد بدأث الحقائق تتكشف بادر كل من أفتى على صفحته الخاصة بازالة تخاريفه. “
“اليوم وبعد ان استقرت حالة المريضة وغادرت الرعاية المركزة ونقلت للملاحظة بغرفة عادية سأسرد الحقائق والملابسات التى أحاطت بهذه الواقعة والتى فجرت واحدة من اعنف موجات الهرى التى اجتاحت البلاد من اقوال بل ومن أفعال.
وقبل أن أسترسل سأبدأ بتفنيد ماأثاره الجعير الاكبر من وجوب اصدار بيان بتطورات الحالة الصحية باعتبار ان المريضة شخصية عامة ولها معجبون كُثر يتوقون للاطمئنان عليها أقول إن ذلك لم يكن خافيا على المستشفى ولكن كانت هناك تعليمات صريحة من الفريق المعالج ساعة دخول المريضة بعدم تسريب اية معلومات لوسائل الإعلام إحتراماً لخصوصية المريضة، وعليه لم تتطرق المستشفى إلى ذلك! أما عن الأستاذ الدكتور المشرف على الحالة، كيف يمكنه ان يفضى باسرار المهنة ويكشف خصوصية مريضته لمجرد ارضاء شهوة الفضول وازكاء الهرى لدى محترفيه؟!!!
اما عن جوهر القضية فالحقائق مايلى: (وأنا هنا لا انتهك خصوصية المريضة) ولكن ردا على كل الاكاذيب بل والشطحات التى دار فيها فلكها الاعلام
– المريضة سبق لها الولادة بعمليتين قيصرية احداهما بالقاهرة منذ ثمانية عشر عام والأخيرة بسويسرا منذ عشر سنوات
– سبق أن أجرى لها منذ فترة عمليتان جراحيتان لازالة كيس تجمع دموى إحداهما تمت بالولايات المتحدة الامريكية
-تدخل جراحى آخر بإحدى الدول الغربية نتج عنه مضاعفات بالجرح
ويعلم الجميع من الاطباء ان هذا التاريخ المرضى الجراحى ينطوى على موانع مطلقة لاستعمال المنظار الجراحى، وبالفعل كانت العملية جراحة مفتوحة.
-تكون فريق الجراحة من طبيبها الخاص منذ حملها الأول وهو استاذ أجيال وقامة كبرى متميزة فى مجال جراحة أمراض النساء والتوليد بالإضافة إلى أستاذ جراحة تجميل شهير ومتميز فى مجاله!
-تم إزالة كيس به تجمع دموى كبير الحجم من على كل من المبيضين احتوى كل منهما على ما يقل قليلا عن نصف لتر من الدم الكثيف والذى يتراكم على مدى سنوات بفعل مرض بطانة الرحم المنتبذة بالمبيض او كما يقال (البطانة المهاجرة) وكل من يعمل فى تخصصنا امراض النساء من الممكن ان يتصور مدى تعقيدات الحقل الجراحى فى حالات تكرار التدخل الجراحى ولاسيما مع هذا المرض اللعين والذى تكون جراحاته أحياناً أشد قسوة من جراحات الأورام الخبيثة ولاسيما عند تكرار التدخل الجراحى ولم تكن هذه هى المرة الأولى للتعامل مع هذا المرض.
– من قام بفتح البطن هو استاذ التجميل ثم بعد الانتهاء من ازالة أكياس المبيض قام بتقفيل العملية وتم التعامل مع آثار العمليات السابقة على جدار البطن وانتهت الجراحة بسلام ووضعت المريضة بالإفاقة الى أن استعادت وعيها قبل نقلها الى غرفتها
– عانت المريضة من انتفاخ فى البطن وتمدد فى القولون تم تشخيصه عل أنه انسداد بالقولون وهو مايعرف ب Ogilvie Syndromr ie Acute Pseudo Colonic Obstruction. وتعنى الانسداد الحاد الكاذب بالقولون وهو ينتج عن نوع من قصور فى الامداد العصبى للقولون ويودى إلى انتفاخ بالقولون قد ينجم عنه ثقب بالقولون وتسرب محتوياتة التى
يتبعها التهاب بريتونى.
-المهم أنه لم يكن هُناك أي إصابة جراحية بالأمعاء، وهذا ثابت من أشعة الصبغة المقطعية على الأمعاء والتي أُجريت وقت تمدد الأمعاء الغليظة، و اسْتكملت هذا التشخيص نادر الحدوث.
-قبل أن تتفاقم الحالة أدخلت المريضة مرة أخرى للاستكشاف وتم التعامل معها جراحيا بكفاءة وظلت المريضة فى غرفة العناية المركزة تحت تأثير المهدئات ومضادات الألم كما هو متبع بعد العمليات الكبرى .
-لم تدخل المريضة مطلقا فى حالة الغيبوبة المزعومة والتى ظلت عناوينا للهراء الصحفى أو موضوعا لهرى الفضاحيات.
-نقلت المريضة الى غرفتها للملاحظة العادي واستقرت حالتها وتقرر منع الزيارة لحين السماح بها”.
واختتم د.عمران مؤكدا أن كل ما أحاط بهذه الواقعة يدعو الى الأسى وما نسب الى الأطباء من إهمال وما ادعى بأنه خطأ طبى ومابدر من بعض مشاهير الأطباء الذين أدلوا بدلوهم عن غير علم ليدعو بحق الى الأسى على مانحن فيه من واقع مؤلم لن يؤدى إلا الى عواقب وخيمة!
ووجّه تحية وإجلالاً الى أعضاء الفريق الطبى على تعاملهم باحترافية ومهنية فائقة الروعة وإكباراً لقدراتهم على تخطى أهوال هذه الجراحة الدقيقة الحرجة وماتلاها وصبرهم وجلدهم على كل موجات النباح الصامة للآذان وسهام الحقد والتى انهالت من كل حدب وصوب، متمنيا للفنانة المحبوبة سرعة الشفاء وتمام العافية.