25-07-2021 12:26 PM
بقلم : م. أحمد نضال عوّاد
إنّ المجتمع المتماسك القويّ هو القائم على الرأفة والرحمة والتواضع والتعاون وحبّ الخير والعطاء.
وبعد إنتهاء أيام العيد المباركة، وقيام كثير من المسلمين بتقديم الأضاحي ابتغاءً لمرضاة اللّه عزّوجلّ، وإدخالاً للسرور والفرح وسدّ الحاجة للأقارب، والفقراء، والجيران، وغيرهم، فإنّنا نؤكد باستمرار على أهمية مثل هذه الشعائر الطيبة التي تُساهم في سدّ حاجة المحتاجين أيام العيد( وللعلم، يوجد عائلات قد لا تأكل اللحم إلا من خلال أضاحي العيد).
قال اللّه جلّ جلاله: (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّـهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ)، فالأضحية شعيرة من شعائر اللّه عزّ وجلّ الذي فيها النفع العظيم للمجتمع.
وهذه الشعائر الطيية تذكّر أفراد المجتمع المقتدرين بأهمية حرصهم باقي أيام العام على تقديم ما تجود به أنفسهم من زكاة وصدقات للفقراء والأيتام والمحتاجين لسدّ عوزهم ومنعهم من السؤّال.
وينبغي علينا التذكير دائماً بما جاء في الورقة النقاشية السادسة لجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم -حفظه الله ورعاه، وسدّد دائماً على طريق الخير خطاه-، ضمن حديث جلالته عن الدولة المدنية التي نُريد، حيث قال: " ... إنّ الدولة المدنية هي دولة تحتكم إلى الدستور والقوانين التي تطبقها على الجميع دون محاباة؛ وهي دولة المؤسسات التي تعتمد نظاما يفصل بين السلطات ولا يسمح لسلطة أن تتغول على الأخرى، وهي دولة ترتكز على السلام والتسامح والعيش المشترك وتمتاز باحترامها وضمانها للتعددية واحترام الرأي الآخر، وهي دولة تحافظ وتحمي أفراد المجتمع بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية أو الفكرية، وهي دولة تحمي الحقوق وتضمن الحريات حيث يتساوى الجميع بالحقوق والواجبات، وهي دولة يلجأ لها المواطنون في حال انتهاك حقوقهم، وهي دولة تكفل الحرية الدينية لمواطنيها وتكرس التسامح وخطاب المحبة واحترام الآخر وتحفظ حقوق المرأة كما تحفظ حقوق الأقليات.
إن هذه المبادئ تشكل جوهر الدولة المدنية، فهي ليست مرادفا للدولة العلمانية، فالدين في الدولة المدنية عامل أساسي في بناء منظومة الأخلاق والقيم المجتمعية، وهو جزء لا يتجزأ من دستورنا.....".
مجتمعنا الواعي الذي نفتخر فيه دائما حريصٌ بمختلف مكوناته وتوجهاته الوقوف إلى جانب الوطن، صفاً واحداً في وجه التفكك والفتن، فالوطن أكبر من الجميع، فبالإتحاد قوة وبالتفرقة الذلّ والهوان.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
25-07-2021 12:26 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |