25-07-2021 02:40 PM
بقلم : منصور عبد الله السرحان
حظيت زيارة الدولة التي قام بها جلالة الملك عبدالله الثاني ورافقه فيها صاحب السمو الملكي الأمير حسين ولي العهد المعظم، حظيت باهتمام غير مسبوق إقليميا ودوليا، فاستقبال الرئيس الأمريكي بايدن لجلالة الملك كأول زعيم من المنطقة، كان رسالة واضحة للأهمية التي يلعبها الأردن بقيادة جلال الملك على كافة المستويات سياسيا وأمنيا واقتصاديا، كما أن توقيت الزيارة لا يقل أهمية عن الحدث نفسه، حيث الظروف البيئية غير المسبوقة على المستوى الإقليمي علاوة على انتشار جائحة كورونا وتداعياتها الكارثية اقتصاديا واجتماعيا. سياسيا وأمنيا تعيش المنطقة تحولات كبيرة تشمل قضية الصراع العربي الإسرائيلي وإعادة طرح حل الدولتين من جديد وبزخم أقوى من قبل الإدارة الأمريكية، وقضية الملف النووي الإيراني وتداعياته على الإقليم، وكذلك القضايا ذات التأثير المباشر على الأردن بدءا من الأوضاع في سوريا ومسألة اللاجئين الذين يستضيفهم الأردن بأعداد كبيرة الأمر الذي كان له انعكاسات مؤثرة على الواقع الاقتصادي والأمني والكلفة الكبيرة التي تتحملها المملكة في سبيل مواجهته. لا شك بأن الولايات المتحدة والإدارة الأمريكية تدرك حجم الأعباء التي ينوء بها الأردن في ظل ظروفه الاقتصادية الصعبة وبالتالي كانت الزيارة ناجحة في الحصول على التأكيدات والتطمينات الأمريكية في مساعد الأردن والوقوف إلى جانبه من كافة النواحي وعلى رأسها الاقتصاد والأمن والدفاع. وكعادته، لم يكتف جلالة الملك بلقاء الرئيس ونائبته في البيت الأبيض فحسب، بل شملت اللقاءات رئيسة مجلس النواب "الكونغرس" نانسي بيلوسي وأعضاء بارزين من الحزبين مما وسع من إطار التفاعل مع كافة الجهات ذات الثقل والتأثير في أروقة الحكومة الفدرالية، وأعطى الزيارة أبعادا أكثر وتأثيرات أعمق شرحت ووضحت الدور الأردني غير المسبوق في سبيل تعزيز الأمن الإنساني المتمثل في توفير المأوى والملاذ للاجئين وتعزيز منظومة الأمن والدفاع في وجه الجهات والحركات المتطرفة والإرهابية بكافة أشكالها وانتماءاتها وتوجهاتها. كان الملف العسكري والدفاعي من أهم الملفات التي تم طرحها والتأكيد عليها، حيث جددت الإدارة الأمريكية حرصها على مساعدة الأردن اقتصاديا وعسكريا ليبقى قادرا على مواجهة مختلف التحديات الأمنية. واهتم الإعلام الأمريكي بكافة وسائطه بالزيارة الملكية وبالطروحات والرؤى البناءة التي قدمها جلالة الملك للإدارة الأمريكية فيما يتعلق بمختلف الأوضاع والمسائل في المنطقة. لقد كان جلالته كعادته دائما متوارزنا في طرحه وآرائه والتي كانت متوافقة بشكل كبير مع استراتيجية الولايات المتحدة في المنطقة للوصول إلى حلول دائمة لقضايا المنطقة وعلى رأسها القضية الفلسطينية من خلال حل الدولتين المتفق عليه أمريكيا وأوروبيا وأمميا والعودة إلى مسار التفاوض على هذا الأساس بعد أن قوضت إدارة ترامب السابقة هذا الحل واستبدلته بما ابتدعته وأسمته "صفقة القرن" التي ولدت ميتة والآن تم دفنها إلى غير رجعة.
وختاما، كانت الزيارة الملكية هذه المرة ذات أبعاد استراتيجية لافتة، كان للمصالح المشتركة بين الدولتين النصيب الأكبر من الاهتمام وتحققت أهداف الزيارة المرجوة بشكل متميز، وتوضحت كثير من الحقائق مما كان له أكبر الأثر في تحقيق المنافع المختلفة وعلى كافة الصعد بالنسبة للأردن.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
25-07-2021 02:40 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |