26-07-2021 07:53 AM
سرايا - على وقع القلق من تكرر حادثة مستشفى السلط الأليمة والتي عرفت بحادثة “انقطاع الاكسجين”، ترقب الأردنيون ما يحصل في مستشفى الجاردنز في عمان فجر أمس الأول، حيث ثبت حصول وفاتين، لكن لم يعرف السبب المباشر لهما، في وقت كلفت فيه جهتان للتحقيق والتحقق الأولى قضائية والثانية فنية، ما يذكر بالخطة الشبيهة التي نفذت نتيجة حادثة مستشفى السلط.
آخر ما حصل، أن التحقيق في شبهة وفاة شخصين في مستشفى الجاردنز مساء اول أمس السبت لم يتوقف على أخذ الافادات للكوادر الطبية والإدارية في المستشفى وأهالي المرضى والوفيات، بل أن التحقيق وصل الى تشكيل لجنة فنية من قبل النيابة العامة، لمعرفة ملابسات انقطاع التيار الكهربائي في المستشفى الذي ربما أودى بحياة أثنين من مصابي فيروس كورونا.
وشهدت ساحة المستشفى تجمهر الناس وأهالي المتوفين والمرضى النزلاء، كما شهدت شغبا طوقته الاجهزة الأمنية التي فرضت طوقا امنيا حول المستشفى.
وكان النائب العام اتبع خطة تحقيق مشابهة مع حادثة مستشفى السلط، وذلك عبر تشكيل اكثر من لجنة في القضية، منها التحقيق واخرى فنية لمعرفة سبب الخطأ الفني الذي كشف نقص الاكسجين في حادث السلط التي وقعت احداثها الدراماتيكية في منتصف أذار(مارس) الماضي، واودت بحياة 8 أشخاص.
مصادر مقربة من التحقيق في قضية مستشفى الجاردنز، كشفت انه تم تكليف فريق تحقيق مؤلف من خمسة مدعين عامين، باشروا عملهم التحقيقي الساعة 12 ليلا، أي بعد الحادثة بساعتين، وتمكنوا بعد مرور ثماني ساعات من التحقيق مع 30 موظفا من الكوادر الطبية والإدارية في المستشفى، كما تم تشكيل لجنة فنية للتحقيق في كيفية انقطاع التيار الكهربائي، مشيرة المصادر إلى ان اللجنتين (القضائية والفنية) تعملان بالتوازي ومن المرجح ان تصل اللجنة الفنية الى التفسير الدقيق في معرفة انقطاع التيار الكهربائي خلال 24 ساعة القادمة، وهل تسبب ذلك بأي وفيات.
وفي ذات الصدد أحال الادعاء العام الجثتين الى الطب الشرعي لتشريحهما وبيان سبب الوفاة، حيث كانت الأولى لسبعيني، فيما كانت الجثة الثانية لسيدة ستينية، وتوفيت بعد نحو الساعة العاشرة والنصف بعد انقطاع التيار الكهربائي.
رئيس المركز الوطني للطب الشرعي الدكتور حسن الهواري، اكد ان بيان سبب الوفاة يحتاج الى فحص أنسجة تم رفعها من جثتي المتوفيين وارسالهما لاجراء فحص انسجة عليهما .
واضاف، انه تم تشكيل لجنة من الأطباء الشرعيين، وبحضور المدعي العام المختص، لافتا الى ان فحص الانسجة يحتاج الى اربعة أيام كحد أدنى، متوقعا ظهور النتائج الاربعاء او الخميس المقبل.
نجل الستينية المتوفاة زعم، في مقابلة ، أن انقطاع التيار الكهربائي “أدى الى انخفاض نسبة الأوكسجين بالدم وانخفاض دقات القلب وبالتالي الوفاة”، لافتا الى ان الجهاز الذي كان يزود والدته بالاكسجين” توقف عن العمل، الامر الذي أثر على حياتها وبالتالي الوفاة”، موضحا أن جميع الأجهزة كانت مربوطة على جهاز آخر لم تتأثر بانقطاع التيار الكهربائي.
وخلال لقاءات مع عدد من المرضى وذويهم إضافة الى مدير المستشفى، اكدوا انه خلال انقطاع الكهرباء لم يتوقف ضخ الاكسجين بحسب إحدى المريضات بكورونا والتي قالت إن أجهزة التنفس بقيت تعمل عند انقطاع التيار الكهربائي، كما ذكرت ان الفريق الطبي والتمريضي كان متواجدا بين المرضى، مؤكدة ان الانقطاع كان فقط بالانارة لكن اجهزة الاكسجين بقيت تعمل.
مرافقة بالمستشفى ، أكدت ان أجهزة الاوكسجين لم تنطفىء أبدا طوال انقطاع فترة التيار الكهربائي التي وصلت الى نحو 10 دقائق. كما أكدت مريضة اخرى وهي تضع جهاز اوكسجين ليساعدها على التنفس أن اجهزة الاوكسجين استمرت بالعمل وان الانارة هي التي توقفت لعدة دقائق.
مدير عام المستشفى الدكتور فايز ابو حميدان قال إن مستشفى الجاردنز تعاقد مع وزارة الصحة لمعالجة مرضى كورونا في تشرين الثاني من العام الماضي، وهناك 70 سريرا مخصصا لعلاج مرضى الكورونا، منهم وضعهم بسيط ومنهم متوسط ومنهم حالات حرجة جدا.
واضاف ان اول مريض توفي الساعة التاسعة والنصف عمره 76 عاما متأثرا بأصابته بالكورونا مساء قبل انقطاع التيار الكهربائي، وبعد الوفاة بـ25 دقيقة حدث خلل فني بقاطع كهربائي مسؤول على الاضاءة في الطابقين الاول والثاني.
وقال إن أجهزة التنفس في المستشفى مثبتة على جهاز كهربائي مختلف، كما انها تعمل لمدة 20 دقيقة في حال توقف التيار الكهربائي عنها.
وعن وفاة المريضة الثانية، اوضح ابو حميدان ان المريضة كان وضعها الصحي حرجا للغاية منذ فترة الظهيرة وقد توفيت بعد انقطاع اليتار الكهربائي بساعة ونصف، مشيرا الى ان الكادر الطبي كان يعالج المريضة وقدم الاطباء للمتوفية إجراءات المساعدة اليدوية لمساعدتها على التنفس، وبعد عودة الكهرباء بساعة ونصف توفيت هذه السيدة متأثرة بأصابتها بالكورونا.
الغد