حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 4652

الاحتشام ليس عيباً .. درسٌ من أوروبا

الاحتشام ليس عيباً .. درسٌ من أوروبا

الاحتشام ليس عيباً  ..  درسٌ من أوروبا

31-07-2021 09:37 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : المهندس عادل بصبوص

كان لافتاً ظهور فريق الجمباز الألماني للسيدات المشارك في أولمبياد طوكيو بزي يخالف الزي التقليدي للجمباز لفرق السيدات، حيث ارتدى الفريق زياً موحداً يغطي كافة أطراف الجسم وصولاً إلى الكاحلين، بدلاً من ارتداء الزي التقليدي الذي يترك أجزاء كبيرة من أجسام الفتيات مكشوفة، في خطوة قال عنها الفريق إنها لتعزيز حرية الاختيار وتشجيع المشاركات على ارتداء ما يجعلهن يشعرن بالراحة، في حين أكد العديد من المهتمين أن الخطوة تهدف بشكل رئيسي إلى إزالة الطابع الجنسي المقترن في أذهان الكثيرين برياضة جمباز السيدات، إضافة إلى مكافحة التمييزالجنسي في هذه الرياضة ورياضات أخرى والناتج عن ارتداء الذكور للشورتات الفضفاضة والساترة نسبياً مقابل ارتداء الإناث للميوهات الضيقة. وضمن نفس السياق وقبل هذا الحدث بأيام قليلة غرّم الاتحاد الأوروبي لكرة اليد الفريق النرويجي للسيدات 1500 يورو لارتداء لاعبات الفريق سراويل قصيرة "شورتات" بدلا من البكيني في البطولة الأوروبية لكرة اليد الشاطئية.
قد يبدو مستغرباً للبعض اضطرار كل من الفريقين الرياضيين النسائيين الألماني للجمباز والنرويجي لكرة اليد الشاطئية لتبرير وشرح أسباب القيام بإرتداء ملابس محتشمة نسبياً وكأن اقتراف ذلك يمثل عيباً أو تجاوزاً لقيم مجتمعية أو أخلاقية، ولكنها سطوة افرازات الرأسمالية الغربية المتوحشة التي سعت بل نجحت بعض مظاهرها في تسليع جسد المرأة، بحيث أصبح الطبيعي والمألوف هو نشر العُرْي كلما كان ذلك ممكناً، واللجوء إلى الإحتشام هو الشاذ والمنتقد، بالرغم من معرفة الجميع وادراكهم أن الملابس الرياضية غير المحتشمة للنساء لا تفرضها طبيعة الأنشطة التي تتضمنها هذه الرياضات، وانما اعتبارات أخرى لا علاقة لها بالرياضة من قريب أو بعيد، فكثير من الرجال الذين يتابعون تلك الأنشطة سيعزفون عن حضورها لو كانت ملابس اللاعبات المشاركات أكثر احتشاماً ....
لقد لاقت هذه الخطوة "الشجاعة والجريئة" ارتياحاً وتفهماً وترحيباً من العديد من الأوساط الرياضية وغير الرياضية في مختلف أنحاء العالم، ونحمد الله أن من بادر وقام بذلك هما فريقان نسائيان من قلب أوروبا، فالصورة وردود الأفعال ربما كانت غير ذلك لو أن الفريقين أحدهما أو كلاهما من دولة عربية أو اسلامية، عندها ستكون الردود شجباً واستنكاراً واستحضاراً للداعشية ولمبادىء الإسلام "المتزمت" و"المضطهد والظالم " للمرأة والمنكر لحريتها ....!!!
لا استطيع أن أكتم ترحيبي وسعادتي كعربي ومسلم بقرار فتيات أوروبيات بإرتداء ملابس رياضية "محتشمة" في أحداث وبطولات عالمية، وأتوقع أن تنتشر عدوى "الإحتشام" لفرق رياضية من دول أخرى، أما على صعيد دولنا العربية والإسلامية فآمل أن يكون التحول بإتجاه ملابس أكثر احتشاماً للنساء ليس للفرق الرياضية فقط، وانما في المسابح والشواطىء أيضاً والتي تشهد كثير منها زهداً في ملابس النساء المحتشمة، وهنا نذكر بكل أسف كيف ان كثيراً من الفنادق في عواصمنا لا ترحب بل تمنع الفتيات اللواتي يرتدين ملابس السباحة التي تغطي كامل الجسم والمعرفة "بالبوركيني" من دخول مسابحها .....








طباعة
  • المشاهدات: 4652
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
31-07-2021 09:37 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم