01-08-2021 10:11 AM
سرايا - بقلم: د.فلاح العُريني - لم أكن يوما ما مهووساً بهذا الرجل، ولا أذكر انني ذكرته في كتاباتي أو في جلساتي أو حتى في خلوتي بخير أو شر لسببين:
أولهما: حتى نترك مساحة للمعارضة مع افتراض حسن النية، وهذا جعلني لا اتطرق له بأي نقد.
ثانيهما: ما يحصل عليه من معلومات تجعلني أبارك له بالرتبة الأمنية، لذلك لم أذكره بخير.
نايف الطورة أصاب الدولة الأردنية في مقتل بقرار العودة، وهذا يجعلنا نطرح الكثير من الأسئلة و الإجابة عليها ليكون القارئ ملماً وملهماً ببعض خفايا الطورة والبيئة الحاضنة له في الغربة والوطن..
لماذا عاد نايف الطورة بهذا الوقت تحديداً؟
نايف الطورة طوال حياته التي حمل خلالها سيف المعارضة عاش في الولايات المتحدة الامريكية، وتزامنت عودته مع قضية باسم عوض الله والتي تمثل شأنا امريكيا اكثر منه أردنيا، ليس لانه يحمل الجنسية الأمريكية فحسب، بل لأنه كان جزءا من تطبيق التوجيهات الأمريكية في منطقة الخليج والأردن، وكان السفير المتحرك بين عمان وواشطن وعواصم الخليج وواشنطن، كلما تأزمت العواصم وخرجت عن الطوع الأمريكي.
لذلك لا بد من الربط بين نايف وباسم كصفقة تمسك من خلالها الدولة الأردنية العصا من المنتصف، وهذه الصفقة لا تكون الا بطلب امريكي وتجاوب أردني على مضض، وبشروط ليس ابسطها صمت نايف وتراجعه عما كان يبثه من القارة الأمريكية، واعتقد ملامح هذا التراجع بدأت تطفو على السطح مع أول بث مباشر له.
هذا التحليل أحد الاسباب التي تفسر صمت الدولة عنه وعدم اعتقاله او التعرض اليه، واكتفت بضيافته على فنجان قهوة وتهنئته بالسلامة..
ربما هذا تحليل مقنع بنسبة ضعيفة، ولكن هنالك دوافع اخرى ولدت لدينا هذا الاقناع،وتتمثل بحصانة نايف ضد الاعتقال..
اعتقال نايف الطورة ليس بالأمر السهل على الدولة الأردنية امام الرأي العام الغربي، اضف إلى ذلك ان في جعبة نايف من المعلومات مايجعل كثيرا من الرؤوس تتدحرج على رأي دودين في احدى تصريحاته.
كان نايف في حديثه يستبق الاحداث ويعلم الغيب الأردني قبل حدوثه، ويحصل على الوثائق قبل توثيقها او تصديرها، وهذا يعني أن هنالك تسهيلات تقدم لنايف ومعلومات تمرر له بحنكة واقتدار، ومن يقول أن الاجهزة الامنية والمخابراتية كانت عاجزة عن وقف هذه المعلومات أو معرفة مراسلي الطورة في الأردن مصابا بالخلل السياسي ولا يعرف نفوذ الاجهزة الامنية وقدرتها على معرفة توجهات الجنين في عنق الرحم وقبيل اجهاضه..
اذن لو تكلم نايف لابهرنا بالمعلومات والخبايا عمن يزوده بدقائق الامور وبتنسيق مسبق على اعلى المستويات، لذلك نايف يمتلك حصانة تحول بينه وبين الاعتقال، وهذه الحصانة ممثلة بالحقيبة التي يحملها والزاخرة بالأسماء والمسميات..
هنالك ترتبب مسبق تم التنسيق له مع الطورة في واشنطن وذلك قبيل الزيارة الملكية للعاصمة واشنطن، وعلى هذا الاساس ادعى نايف المرض كذريعة لعدم حضوره الوقفة الاحتجاجية التي كان قد دعا اليها بنفسه، وهذا كان جزءا من الصفقة.
عاد نايف الطورة وعادت معه حقيبة من الملفات التي سيفتحها امام الاجهزة الامنية ليكشف كل صغيرة وكبيرة، بدءا من المؤامرات من دول الجوار على الأردن مرورا بقضية الفتنة وليس انتهاءً باحتواء المعارضة الخارجية.
بقي ان نقول ان نايف اوقع الدولة الأردنية في مقتل وحرج امام الرأي العام..
فهل ظاهريا السكوت عنه يمثل اعترافا ضمنيا بكل ما كان يقوله؟
هل في سلوك الطورة بعد عودته استقواءً على الدولة؟
هل جاء الطورة بالنَّفَس الامريكي متجاهلاً أردنيته؟
كيف ستواجه الحكومة الأردنية معتقلي الرأي والكلمة؟
أين نحن من تهمة اطالة اللسان، وقانون الجرائم الالكترونية؟
اين نحن من شرعية النائب العام؟
إن كان نايف حراً طليقا وفقا لقانون الجرائم الالكترونية، فمن يبقى في السجون إذن؟
حكومة تتخبط وتتستر درءاً للمزيد من الاسقاطات.
اما الشعب فعليه الا تهتز ثقته بالمعارضة الشريفة التي تحاول جاهدة السمو بالوطن نحو الرفعة والتحرر من برامكة الفساد.
اسأل الله الشفاء لوالدة الطورة والتي تم اقحامها ظلما بشوقه اليه، وقد سبق ان زارها قبل سنة، وغيابه عنها ليس بأطول من غيابي عن والدتي في غربتي ودراستي..
فلا تقحموا العجائز بما لا يملكن منه خطابا، ورددوا معي:
اللهم ايماناً كايمان العجائز.
اللهم احفظ الوطن ورده الينا رداً جميلاً.
Posted by on ...
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا