بقلم : علي الشريف
منذ ان تم الاعلان عن تشكيل اللجنة الملكية للإصلاح لم اتابع اي شيء لهذه اللجنة وكل ما لفت انتباهي حالتين كانتا اعتراض علي تصريحات عضوين فقط لا غير ادت الى استقالتهما.
غير ذلك لا شيء يهمني وانما توقفت كثيرا عند مقولة دولة سمير الرفاعي رئيس اللجنة التي قالها لجلالة الملك" اننا نحتاج عشرين عاما لنصل الى حكومة برلمانية "ورد سيدنا عليه باختصار المدة الزمنية للنصف.
للأمانة ما قاله الرفاعي صحيح فنحن نحتاج تلك المدة لنصل الى حكومة برلمانية صحيحة لأننا نحتاج ان ننتهي من مسالة الفزعة بالانتخابات ومن قصة خاوة ومن قصة نائب الخدمات ..وابشر بالفزعة يا ابن العم والمناصب تليق بك.
نحن نحتاج هذه المدة حتى نستطيع تغيير ثقافة شعب بأكمله وتطوير جيل ينتخب على اساس وطني لا على اساس جهوي اقليمي جيل يستطيع تمييز النائب لا باسمه انما ببرنامجه وثقافته وقدرته على التشريع وادراكه انه هو من يحاسب الحكومة وليست الحكومة من تحاسبه .
نحن نحتاج هذه المدة حتى نطور فكرا حزبيا سياسي ناجع لا دكاكين تبيع سياسة منتهية الصلاحية مسجلة بأسماء اشخاص تنفق عليها الحكومة تغلق وقت ما شاء صاحب الدكانة وتفتح وقت ما شاء .
نحن نريد هذه المدة حتى نتعلم ان المعارضة معارضة برامج وان الديمقراطية ليست سب وشتم وردح وانما هي برامج تمتلك حلولا قابلة للحياة لا مجرد شعبويات زائفة واستعراض وفرد عضلات دون فائدة.
نحن نحتاج هذه المدة حتى نستطيع نبذ الاشاعة وعدم تبنيها واستثمارها لغايات شخصية والتقليل من اي انجاز والاستهتار باي جهد او عمل واطلاق الاحكام على كل شيء قبل ان يكون هذا الشيء .
نحتاج تلك المدة لنصنع جيلا لا يكون مواليا اثناء الوظيفة ومعارضا اذا غادرها مواطن لا يتهم الناس بالعبودية ان هم خالفوه الراي مواطن يحترم الراي والراي الاخر .
نحن نحتاج العشرون عاما حتى يتعلم كل منا اختصاصه ولا يتدخل باختصاص غيره وحتى نفهم اننا لسنا محور الكون والدنيا تدور بفلكنا .
لا يمكن ان تنجح عندنا حكومة برلمانية ما دمنا نمتلك ثقافة الاقصاء ونحكم على الاسماء قبل ان نرى العمل لنؤيد او نعارض
وما دمنا للان نسمع اخبار الاردن من الخارج فنحن نحتاج تلك المدة حتى نخلق اعلاما يقدم لنا اخبار بلدنا ويأخذ عنه اعلام الدنيا وليس اعلاما مرعوبا لا يستطيع الكلام الا عن فن الطبخ وايضا يكون الكلام منقولا.
خلاصة الامر ...ما قاله الرفاعي صحيحا وقاله بكل شجاعة وما طلبه سيدنا بتخفيض المدة للنصف طلبه بكل امل وثقة بان نستطيع ان نصل الى ما نريد ...فلنتغير اولا ومن ثم نبدا بتغيير كل شيء