05-08-2021 10:27 AM
سرايا - تحولت محاولة عضو في مجلس النواب الاردني" عماد العدوان" في مواجهة الحكومة إلى أزمة حقيقية بين السلطتين.
وانشغل الشارع الأردني و الرأي العام و السلطات و جميع المسؤولين بالأزمة التي نتجت بعد إصرار العدوان على الجلوس في المقعد المخصص لرئيس السلطة التنفيذية تحت قبه البرلمان و عدم مغادرة مقعده في سلوك اعتبرته الحكومة مخالفة للنظام الداخلي لمجلس النواب و لتقاليد سلطة التشريع.
وبالتالي تسبب في أزمة مع الحكومة انتهت بمغادرة رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة و طاقمه الوزاري لقبة البرلمان تحت صيحات النائب العدوان.
بقي اعضاء مجلس النواب طوال أمس و حتى فجر الخميس في حالة اجتماع وفي حالة طارئة جراء السلوك غير المألوف وغير المسبوق إطلاقا في تاريخ البرلمان الأردني للنائب العدوان.
الأزمة تفاعلت على أكثر من نطاق و الحكومة طلبت من رئاسة مجلس النواب التدخل لإنصافها حرصاً على التقاليد الدستورية و على النظام الداخلي و على العلاقة مستقبلاً بين السلطتين و تدحرجت الأزمة واصبحت بين الحكومة و أعضاء مجلس النواب وسط إصرار الرئيس الخصاونة على أن يعتذر النائب عن سلوكه بالحد الأدنى وهو ما يرفضه النائب العدوان الذي تحول الى نجم شعبي بالمقابل جراء سلوكه غير المسبوق .
بقيت الازمة عالقة حتى فجر الخميس و تسببت بعلاقات متوترة بين السلطتين لا أحد يعرف الى أين سينتهي فيما أصبحت نجومية النائب العدوان هي الأساس بالنسبة لمنصات التواصل الاجتماعي خصوصاً و إنه بدا و كأنه ينتصر للمسحوقين و الفقراء عندما برر ما قام به باعتباره دفاع عن الفقراء بعد رفع الحكومة الظالمة لأسعار الكهرباء و المحروقات و هي مسألة كانت قد نوقشت أصلاً مع رؤساء الكتل و أعضاء المكتب الدائم في مجلس النواب و بموجب إتصالات بين الحكومة و رئيس المجلس المحامي عبد المنعم العودات.
لم يُعلق على مسار الأحداث وزير شؤون البرلمانية المخضرم موسى المعايطة، وبدا واضحاً من سلوك الحكومة الانفعالي بأن رئيس الوزراء في حالة غضب و بأن الحادث برأي الحكومة وتقديرها ينبغي أن لا يمر دون ردود فعل ودون تطبيق النظام الداخلي لمجلس النواب حيث لم يسبق لأي مجلس أو لاي نائب أن منع رئيس حكومة من دخول قبة البرلمان وهو سلوك برأي الشارع العام يتخلله بعض الإنصاف خصوصاً و أن الرأي العام امتدح سلوك النائب العدوان لأغراض النكاية في الحكومة عدة مرات و بأكثر من طريقة.
النائب العدوان كان نجماً على منصات التواصل وتلك المنصات انشغلت باسم الاردنيين طوال الوقت بنشر و إعادة نشر الفيديو الذي ظهر فيه العدوان يصيح بانفعال في وجه رئيس الوزراء ، الأمر الذي أثار غضب السلطات العُليا أيضاً خصوصاً و أن العلاقة بين الحكومة ورئيس الوزراء من جهة وبعض السلطات التي يعتقد أنها تدعم عن بعد موقف النائب العدوان و حالة التحرش في الحكومة والوزراء أصلاً متوترة.
بالقياس يطالب بعض الوزراء والمسؤولين بعقوبات ضد النائب العدوان الآن لكن الموقف بات مُحرجاً خصوصا في ظل تعاطف الشارع شعبوياً مع ما حصل حيث رفض العدوان القيام عن مقعد رئيس الوزراء من ما دفع الثاني الى مغادرة قاعة البرلمان وهو السلوك يحصل لأول مرة.
لاحقاً برز العدوان كأنه بطل شعبي أو بطل شعبوي أو نجم شعبوي لكن الترند الذي حقق معدلات قياسية كان بصيغة "قوم يا عماد" و في ذلك استذكار لعبارة شهيرة لعضو البرلمان الراحل يحيى السعود تخص زميلته أنذاك هند الفايز و بعنوان "أقعدي يا هند".