05-08-2021 12:08 PM
سرايا - مع بداية احتلال "إسرائيل" لأراضي الضفة الغربية في العام 1967، أحكمت سيطرتها بشكل كامل على مصادر المياه في الأغوار الفلسطينية الثلاثة (مياه نهر الأردن، والمياه الجوفية من الآبار والينابيع، وما يرشح عن الأمطار والسيول). هذا المخطط أخذ يتسع بشكل سنوي، والتي كان آخر خطواته الاستيلاء على نبع عين الحلوة في الأغوار الشمالية؛ التي تعد مصدرًا مهمًا للمواطنين ومواشيهم، بعد سيطرة المستوطنين عليها ووضع سياجا حولها، بعد تصنيفها ضمن أراضي "محمية طبيعية". ويقول الناشط الحقوقي في الأغوار عارف دراغمة، " إن عين الحلوة هي خربة فلسطينية دمرت عام 1967، ولها عدة مسميات منها أم الجمال، ومنطقة بيوض، وفي العام 1979 أقام جيش الاحتلال معسكرا للتدريبات العسكرية، وجرى تحويله إلى مستوطنة، يقطنها غالبية المستوطنين ممن كانوا يستوطنون في قطاع غزة". ويضيف "يقع نبع عين الحلوة على رأس وادي بين سلسلة من الجبال في الأغوار الشمالية، وتبعد عن مستوطنة " مسكيوت" ما يقارب 500 متر، ويعيش حولها نحو 45 عائلة فلسطينية، ويشرب منها نحو 1000 من الأبقار و5000 رأس من الأغنام". ويتابع دراغمة "بعد إعلان مجلس المستوطنات عن عمليات ترميم في تسع مستوطنات في مناطق الأغوار وتنفيذ مشاريع بنية تحتية، بدأت سياسة الاستيلاء على المزيد من ينابيع المياه الفلسطينية؛ حيث قاموا بتسييج نبع الساكوت، ومنذ أربعة أشهر استولوا على عين الحلوة بعد أعمال ترميم لها وتسيجيها، وهي كانت مصدر للمياه يرتوي منه الفلسطينيون ومواشيهم". ويؤكد أن الاحتلال بعد العام 1967 جفف ما يقارب80 نبعا للمياه، من خلال حفر نحو 13 بئرا للمياه ولأعماق تصل لـ1500 متر لغاية 3000 متر داخل الأرض، بالإضافة الى سحب مياه نهر الأردن، وتحكم شركة المياه الإسرائيلية "مكروت" بمصادر المياه، وإعطاء الفلسطينيين كميات شحيحة تكاد تصل إلى 18% من المياه، موضحا أن سكان الأغوار يعانون من شح المياه بعد اعتماد جزء منهم على مياه شركة "مكروت"، والجزء الآخر يعتمد على الآبار التي وصل عددها 26 بئرا لكن مياهها شحيحة؛ كون الاحتلال يمنع عمليات ترميمها ويسحب المياه بشكل جائر. ويقول دراغمة "إن حصة المستوطن الاسرائيلي من المياه في الأغوار تصل إلى 420 لترا في اليوم، بينما يحص الفلسطينية على 10 لترات يوميا؛ رغم أن الأغوار تقع على بحر من المياه وخطوط شركات المياه تمر من تحت مساكن الفلسطينيين الذين لا يستطيعون الاستفادة منها بفعل سيطرة الاحتلال عليها. وتنتشر في الأغوار الفلسطينية 36 مستوطنة وبؤرة استيطانية و34 معسكرا، ويحرم الفلسطينيون من أكثر 100 ألف دونم، بعد اغلاقها من قبل الاحتلال تحت مسميات مختلفة، والتي كان آخرها الاستيلاء على نحو 1500 دونم، ضمن مسمى محميات طبيعية في الأغوار، وتقع عين الحلوة ضمن هذه الأراضي.