07-08-2021 12:41 PM
بقلم :
بعد حياة حافلة يغادرنا اليوم الكاتب والمخرج الأردني سعود الفياض الخليفات ، يعود للبدايات الأولى ، حيث السلط التي أحب ، وينام تحت ترابها وبالقرب من زيتونها وتينها كمستقر أخير ، إختار أن يعتكف في بيته منذ سنوات في " المغاريب " مغاريب السلط في هذه التلال المطلّة على الغور وعلى فلسطين ، لا ينافسه أحد على هوائها إلا طير سابح أو غيم بكر في الأعالي.
من التراب إلى التراب ، وبينهما رحلة العمر التي كان رائدا في نقل حكايات القرى والإنسان الأردني إلى الدراما ، عندما بدأت بتجهيزات ودعم متواضع، ولكنها وصلت الآفاق وتخطت الحدود عربيا وعالميا بفضله وبفضل الأوائل من المبدعين الأردنيين.
سعود الفياض والذي شكّل ثنائياً ناجحاً مع الكاتب محمود الزيودي وهما يتحدثان عن “الأرض والإنسان”؛ حيث تم إخراج العديد من المسلسلات منها شمس الأغوار، قرية بلا سقوف، الطواحين، المحراث والبور، وجه الزمان … كانت الأرض والتعلق بها والدفاع عنها محورا مهما لأعمالهما، بصبغة ونكهة أردنية مخلصة لبلادنا ، بل رصد الفياض مع الزيودي تحولّات المجتمع الأردني مع نهاية السبعينات والثمانينات وهي مرحلة مهمة جدا في تطور الأردن والأردنيين .
ثم أخرج عام ١٩٩٨ مسلسل أم الكروم من كتابة د. مخلد الزيودي ، حيث شكل هذا العمل بصمة مختلفة وإبداعية في مسيرة الدراما الأردنية من حيث طرقه لقضية الأرض من جديد ، من باع الأرض ولمن بيعت ..ماذا بقي لنا من قواشين !!!
من " السمسار " الذي دللّ على ما تبقّى من أراضي الأردنيين .. من الذي جرف الزيتون ونصب الفلل والقرميد ثم إرتهن للبنوك والصناديق وإنتهى في السجون …!!
في إشارة مسلسل الطواحين والتي كتبها محمود الزيودي ولحنها روحي شاهين وغنتها سلوى ، يكتبها سعود الفياض قبل أشهر قليلة على صفحته وكأنها لسان حاله :
معك يا درب مهما تبعدي وتمدّي
نذرتك يا عُمر لأيام العنا والشدّة
وإن عجزت يا درب لأنخنى الشباب
يجوك مثل منجل الحصّاد بأول الردّة
رحم الله الكاتب و المخرج سعود الفياض الخليفات وأسكنه فسيح جناته وتعازينا الحارة لأهله ولمحبيه