09-08-2021 11:39 AM
بقلم : الدكتور خلف ياسين الزيود
ان الشجاعة ليست لها صلة بقوة الجسم أو اللسان، بل هي في القلب، فعند ثبات وصلابة القلب والايمان باليقين صبراً وعزيمةً فان كل الازمات والمخاوف ستصنع الشجاعة والنجاح الشجاع، لهذا يمكن اعتبار الشجاعة هي القدرة على الانجاز الإيجابي ممارسةً في الأقوال والأفعال، وهي لا تساوي وليست جرأة سلوك اللامبالاة وعدم حساب عواقب النتائج، والشجاعة هي العقل اما التهور فهو لغة الجسد.
ان المنطق في الشجاعة يتمثل في إمكانية تغيير أوامر أو أشياء تتغير ولكن تغيير ما لا يغير هذا هو التهور، وعليه فان الانسان الذي يهتم بقضايا واحتياجات مجتمعه وشعبه ومحيطه ويطلب التعاون والمشاركة بحلها وتجاوزها، هذا هو الشّجاع وقبول تحمل المسؤولية وعدم التهرب منها هو سلوك الشجاعة التي يحتاجها الوطن والمواطن.
الشجاعة الحقيقية التي نحتاج هي انصاف المظلوم والعمل على ألا يكون هنالك ظلماً في الاصل، الشجاعة هي الحب والتسامح في التعامل اليومي الرسمي والشخصي، في المناسبات العامة والخاصة، وفي الحوارات العامة والخاصة وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، حول أي موقف سياسي أو اجتماعي وغيره.
ان شجاعة التسامح واحترامها وممارستها هو ضمانة لحياة اجتماعية ناجحة أكثر إنجازاً ويعم الخير بين أفراده ومؤسساته ويتحول الى سلوكيات يعرف فيها المجتمع وعندها تسلم للأجيال ضرورة وليس خياراً.
نحن اليوم بحاجة إلى فهم هذا المعنى والتحلي بالصبر عند كل مفصل وموقف أو حالة غريبة على مجتمعنا والتريث في المواجهة أو الإقدام على عمل بسوء فهم أو سوء نية قد لا يحتاج إلى أكثر من لحظة يسترجع فيها القلب والعقل والحكمة الوطنية والانسانية، وعندها لن يتأسف على ما فعل، والانسان المؤمن بهويته الوطنية هو الذي يتجلى وينعم بلذة وجوده وتفاعله الإيجابي مع أهل وطنه وامته.