14-08-2021 11:38 AM
بقلم : فيصل تايه
من متابعتي لآراء عدد من التربويين والخبراء وأولياء الأمور وبعض من أفراد المجتمع وقادته ، لاحظت ان لديهم روحاً من الايجابية وأملاً موسوماً بالتفاؤل ، حول قدرة وزارة التربية والتعليم تجاوز المرحلة القادمة ، في ظل مجمل الظروف والتحديات التي تشوبها الكثير من التخوفات التي يطلقها البعض ، فالجميع يتهيأون لعودة أمنه لأبنائهم إلى التعلم الحضوري الانتظامي الوجاهي ، فكم يفرحنا ونحن نرى فلذات اكبادنا وقد عادوا الى مقاعد الدراسة بهمة وحماسة .
ان العديد من أولياء الأمور ما زالوا يتساءلون عن شكل العام الدراسي وهل سيواصل الأبناء من بداية العام الدراسي تعلمهم الوجاهي باستمرارية ، أم أن النهج هو التعلم عن بعد إذا ما استمرت الجائحة؟ أم سيتعايشون مع الوباء والعودة بالتناوب إلى مقاعد الدراسة ، أسئلة كثيرة ومشروعة ربما تُطرح في الميدان التربوي والمجتمعي عن ماهية الإجراءات والتوجهات التي ينبغي أخذها في الحسبان والاعتبار ، لكن تطمينات وزير التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي الدكتور "محمد خير" ابو قديس بأن التعليم أولوية ولا يسمح بأن يخسر الطالب اي يوم دراسي ، وأن العودة إلى المدارس ماضية لا محالة ، بتعاون من الجهات المختصة ، وأن الوزارة وضعت السيناريو الانسب للتعلم في العام الدراسي الجديد ، وإن قرار عودة الأبناء إلى المدارس قرار قطعي لا عودة عنه بتوفيق من رب العالمين.
في المقابل تبرز الكثير من الأصوات والآراء بين الفينة والاخرى ، وربما هي نفس الأصوات التي كانت تروج للعوده في ذروة الانتكاسة الوبائية قبل عدة اشهر ، تلك الأصوات دائمة التذمر مما سبق طرحه ، ومنهم ايضاً من يتعبرَون عن هواجسهم ومخاوفهم من العودة إلى المدرسة ويعتبرون "وحسب وصفهم" أن المجتمع المدرسي إنما هو تربة خصبة لانتقال العدوى بين الطلاب ، فتتأرجح الكفتان ما بين مؤيد ومتحفظ يعتريهما التفاؤل تارة ، والخوف تارة أخرى.
وما بين الأمل بالعودة والهاجس المشوب بالحذر ، ترتسم معالم مفعمة بالرغبة تارة ، وبالتخوف من الوباء تارة أخرى ، تلك هي الأحاسيس التي من المؤكد أنها تجيش في صدور اولياء أمور الطلبة ، وتلك هي المشاعر التي تعتمل في نفس كل معلم وكل تربوي في الساحة التعليمية والتربوية ، لكن الطريق كما أراه ويراه معي الكثيرون يبعث على الطمأنينة في خضم هذه الجائحة اللعينة ، والتي لم يعرف لها وجهة إلى الآن ، وفالدلالات والمؤشرات مطمئنة بإذن الله تعالى ، خاصة ان إجراءات الحكومة تتجه نحو تحصين أكبر عدد ممكن من المواطنين وان إعدادً كبيرة من منسوبي قطاع التربية والتعليم من معلمين واداريين قد تلقوا مطعوم الحماية ، والكثير من أولياء الأمور لديهم الرغبة في إعطاء المطعوم لابنائهم وبناتهم .
ان ما يهمنا خلال الفترة القادمة ، نجاحنا في تجاوز المرحلة بكل همة ومسؤولية ، فليس من الممكن أن تبقى آثار الجائحة على المجتمع ككل الى حد طويل ، فدوام الطلبة في فترة سابقة كان قد توقف في المدارس طويلاً ، ولكن التعليم لم يتوقف ، فقد واصل الطلبة تعليمهم عن بعد ، وتم استكمال التحصيل الدراسي من خلال الجهود التي قدمت بالشكل الذي يغطي "ما أمكن" الفجوة التي حصلت ، لكننا وحين نبحث هذا الموضوع فإن المسؤولية يتحملها الجميع ، إذ اننا جميعا مشتركون في تحمل وزرها ، والوضع العام يتطلب تظافر الجهود المشتركة ، لذلك فأننا ونحن الآن نفكر بتطبيق السيناريو الانسب لبدء عام دراسي جدي في قادم الأيام اضافة الى تطبيق البروتوكول الصحي المعتمد ، وعند البدء الفعلي بذلك ، فانني اعتقد ومعي العديد من التربويين ان المرحلة تتطلب اعتماد شكل حديث وعصري في التعليم بتطبيق التعليم المتمازج والتعليم الهجين الذي يجمع بين التقليدي والإلكتروني والذي تسعى الوزارة جاهدة لتطبيقه ، لما لذلك من ضرورات حتمية تتطلبها الحياه التعليمية العصرية ، فهذا المطلب لا بد منه ، حتى في فترة ما قبل " كورونا " في حين سبقتنا العديد من الدولة في هذا السياق ، فجاءت الفجوة التعليمة في تلك الدول اقل تضررا جراء التغيرات المصاحبه للأزمة ، وضمنت استمرار مسيرة التعليم دون توقف ، لذلك بات من الضروري أن نحافظ على ما قدمنا وسنقدم ، وبذلك فان حدة جائحة كورونا وان اوقفت قطار التعليم التقليدي فإنها لن توقف قطار التعليم الإلكتروني الذي به سننتصر على مجمل التحديات التعليمية "بكورونا وغيرها" وباذن الله تعالى .
إننا ونحن نتجهز لدخول عام دراسي جديد ، سنخوض به تجربه ليست هينة متوكلين على الله ، وبها الأمل بالله وجهود الشرفاء من تكويننا التربوي العتيد ، وفي هذه المرحلة وضمن هذه الظروف نقف امام تحدٍ كبير خاصة مع الأسر وأولياء الأمور الذين سيكون لهم الدور الكبير في المساعدة بنجاح خطة العودة ، وسيتحملون معنا كل الأعباء ، خاصة وانهم خاضوا التجربة أثناء تطبيق منظومة التعلم عن بعد في السنة المنتهية ، وما عانوه من تدريس ومتابعة لأبنائهم بشكل لم يتعودوا عليه ، فهذه الفئة من الآباء والأمهات يفضلون عودة الأبناء إلى مدارسهم بدوام كامل وهذا ما تسعى له الوزارة وبكل قوة وتيسير من الله عز وجل .
نعود الى التأكيد ، بأن المطلوب من الجميع مساندة جهود وزارة التربية والتعليم للمضي قدما في مشروعها وخطتها للعودة الآمنة لأبنائنا الطلبة ، ضمن نظام يحتوى على بروتوكول مدروس لدوام الطلبة في مدارسهم وكما سبق وأشرت ، مع تطبيق كافة الإجراءات الاحترازية ، وزيادة الوعي الصحي والتعقيم المستمر أثناء اليوم الدراسي، وكما عرضت قبلةايام وزارة التربية والتعليم هءا السيناريو الذي سيكون الانسب .
واخيرا فان سلامة ابائنا الطلبة تعتبر من الأولويات التي نحرص عليها جميعاً في ظل ظروف المتحورات الحالية ، على الرغم من العبء الذي ستتحمله مجمل عناصر العمليه التعليمية ، والتي تحتاج بأستمرار الى حملات توعية تعالج كافة التحديات ، كما وينبغي أخذ الحيطة والحذر والاستمرار في حملات التوعية الصحية لأولياء الأمور وأسر الطلبة في عودة الطلبة إلى مدارسهم ، وأن تكون إجراءات التعقيم مستمرة في المدارس والمنازل وحافلات نقل الطلبة .
حمى الله الاردن وشعبه وابائنا الطلبة من شر هذا الوباء وعلى الله التوفيق ..
مع تحياتي