15-08-2021 11:58 AM
بقلم : علي الحراسيس
نمر على حادثة تقع كل اسبوع او اسبوعين في مجتمعنا تقريبا تؤدي الى مقتل شاب برصاصة او بآلة حادة خلال مشاجرة عشائرية او مشاجرات عامه تحدث احيانا عند اشارة ضوئية او موقف سيارات ! يقابلها عشرات حوادث الخطف والأتاوات والبلطجة وبيع المخدرات والتحرش والسرقة وغيرها مما يعيشه مجتمعنا دون ان نقف امام تلك الحوادث ونناقشها او تثير فينا الغيرة والادانة والرفض والخروج بحلول مناسبة في ظل عقوبات شكلية لمرتكبي تلك الجرائم بسبب التسيب ألأمني وغياب العقوبات الرادعة ووقف تنفيذ احكام الاعدام ،مما ضاعف حدوث هذه الظواهر وانتشارها ، ولا اعلم الاحصائية التي تتحدث عن عدد الوفيات في تلك المشاجرات لكنها لا تقل عن 30 حادثة قتل كل عام ! يقابلها عشرات الآف القضايا المتعلقة بالمخدرات والبلطجة والاتاوات وبيع وتصنيع المخدرات والرشاوي والسرقة والاحتيال وغيرها !
فيما نقيم الدنيا ونقعدها حال عرض مسلسل او فيلم يتحدث عن ظاهرة موجودة في مجتمعنا يناقشها مسلسل او فيلم تتحدث مثلا عن حالة تنمر تمارسها طالبات في مدرسة خاصة بحق زميلة لهن ، ويناقش ايضا ظواهر إساءة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي وظاهرة التحرش الجنسي .وهو امر واقع وموجود ولا ينكره احد يحدث في مجتمعنا وفي مدارسنا ايضا ، وتتكرر مطالب الناس بوقف المسلسل ومنع عرضه واتحدث هنا عن مسلسل "مدرسة الروابي للبنات" باعتبار انه يخالف المنظومة المجتمعية المحافظة في الأردن كما يقول المعارضون للمسلسل . فيما القتل والمشاجرات والتسيب الأمني وحمل الاسلحة وانتشار بيع وتصنيع وترويج المخدرات في كل قرية وبادية ومخيم ومنطقة وكل الظواهر السلبية التي تنتشر في مجتمعنا لا تشكل اعتداءا على المنظومة المجتمعية !
الفن اجمالا هو نشاط انساني يعبر عن افكار وظواهر مجتمعية اكانت سياسية او اجتماعية او اقتصادية من خلال اداءحركي او سمعي او بصري ويعكس غالبا مظاهر موجوده في المجتمع بهدف تسليط الضوء عليها ومعالجتها وليس اخفائها وتحريم الاعتراف بها .
فسواء اكان مناقشة الظاهرة عبر انتاج درامي مسلسل او فيلم او عبر مقالة او تغريده يطلقها البعض فهي في النهاية تطلق للاعلان عن وجود الظاهرة والاعتراف بها وحث المجتع الرسمي والأهلي للانخراط في ايجاد الحلول لها وليس نفيها او اعدامها كي لا تستمر وتشكل ثقافة عامه للمجتمع كباقي الثقافات السلبية التي تنتشر في مجتمعنا والتي بدأت كظاهرة لم تجد العلاج اللازم لها حتى تحولت الى ثقافة وقيم مجتمعية يعاني منها افراد المجتمع عموما ساهمت باتساع رقعة المفاسد والانهيار في مجتمعنا مثل القتل وحمل السلاح وتصنيع المخدرات وترويجها والرشوة واستغلال الوظيفة وسرقة المياه والكهرباء ومخالفات السير والاعتداء على البيئة ورفض الالتزام بالعمل ورغبة الحصول على الشهادات العلمية بالغش والواسطة والمحسوبية والتهرب الضريبي والتزوير وشراء الاصوات في الانتخابات العامة وغيرها مما لا يتسع المجال لسرده واحصائيته . فلماذا لا نعترف اولا بوجود تلك الظواهر التي تدمر مجتمعنا ونناقشها بهدوء وتروي ونجد لها الحلول المناسبة ونمارس تلك التنديدات والضغوطات على الجهات الرسمية لتعديل القوانين ومحاربة تلك الظواهر بجدية للحفاظ على ما يسميهه البعض المنظومة المجتمعية الاردنية اذا بقي منها شيء اصلا كما تركها لنا اجدادنا ولم نحافظ عليها .وشوفوا المنظومة المجتمعية حين يتقابل نادي الوحدات والفيصلي او الفيصلي والرمثا في مباراة كرة قدم واضيفوها للمنظومة المجتمعية " العظيمة " التي يتحدث عنها البعض في مجتمعنا !
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
15-08-2021 11:58 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |