بقلم : د. زيد سعد ابو جسار
اليسر والعسر من متلازمات كيفية حياة الانسان ,اذ قال تعالى( فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (10) ......
ان الدين عند الله تعالى الاسلام ,فكل الاديان تفرض على الانسان الاستسلام لارادة الله تعالى ,ارادة تحقق العدل والمساواة بين الفقير والغني ,تساوي بين القوي والضعيف ,دين التراحم بالإيثار ,ومشاركة الحب بالإخوة,دين عطاء صدق يطهر النفس من انانيتها ,عندما يكون الاجر على الله بجنان الخلد ,وتيسير امور الحياة الدنيا ................
اليسر والعسر, من متلازمات كيفية حياة الفرد والمجتمع ,فاليسر في الحياة يكون عندما يلتزم الانسان والمجتمع بارادة الله تعالى التي في دينه ,دين العطاء ,ومن اصدقها فيما يحب الانسان وهو المال ,وما يؤتي به المال,لهذا كانت الزكاة ركن من اركان الاسلام ,وعطاء المال من كفارة الذنوب,والتقرب الى الله تعالى ,واتقاء نار الاخرة ,ولو(بشقة من تمره ),ومن مفاهيم الانفاق ان العطاء هو من الباقيات الصالحات ...........
واليسر في التقوى ,في تطهير النفس بكل معاني الرحمة ,وتحريم كل انواع الاذى من شر المحرمات على النفس والاخرين ,فكف اذى البخل والاحتكار ,والكسب الحرام ,والشر بكل معانيه ظلم الانسان لذاته ,الناتج عن البخل والانانية في حب الذات ,فكف الشر من اعظم عطاآت الانسان للانسان وللمجتمع .......................
ان هذا الدين يهدي للتي هي اقوم ,دين يصلح في كل وقت وعصر , من عصور الانسان ,يعالج امراضها : كما الحال قي العصر الذي نعيشه ,حيث الانسان المادي ,اختفى فيه الايثارعلى النفس ,حيث اصبحت المادة تدوس على كرامة الانسان ,اختفى فيه التكافل ,حيث اصبحت قيمة الانسان بمقدار ما يملك ,والعطاء من اجل استثماره ,كالرشوة والجاه والواسطة ,وكل انواع الرذائل,ففي عالم المادة ,يغيب عن الانسان التصديق بالحسنى اي مراقبة الله ومحاسبته في الآخرة ............
في عالم الجهل والضلال ,يغيب عنه ارادة الله في تحقيق ارادة دين الله ,فكم غفل هذا العالم المادي ,عن سبب الازمات الاقتصادية,والامراض,وخلل البيئة ,وتعثرها يوما بعد يوم ,كم غفل هذا العالم ,عن حقيقة ارادة الله في تعسير حياة الانسان والمجتمع عندما آثر الحياة الدنيا ,عندما لم يحكمها بقوانين وفضائل وتشاريع دين الله ,دين الرحمة ,لا دين الحياة المادية حيث احتكار الملكية الفكرية ,والقرض الربوي التي اصبحت الشعوب تسعبد بعضها .............
موضوع العسر ,نجده في حياة الافراد ,حيث تعسر الحياة ,وذلك جهلا ,ام غفوة ,ام عدم اليقين بآيات الله ,التي تدل على تحقيق اليسر في حياة الانسان ,وتدل على اسباب تعسر الحياة ,تغييب ذلك عن الانسان ,لان الايمان بالله يقينا ,هو مفتاح الفهم واليقين باآيات الله تعالى ,والتجربة ليس من الايمان بشيء .........................
اليسر من رحم العسر,لان اليسر من الايمان ,الذي اخرج الانسان من ظلمات القهر والظلم والاستعباد ,عند مجيء الاسلام ,كما ان العسر لا يكون الا جزاء الابتعاد عن ارادة الله في تحقيق ارادة دينه ,فاليسر والعسر من متلازمات حياة الانسان والمجتمع ..............
( فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (10)
صدق رسول الله
د. زيد سعد ابو جسار