حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 3956

عشرون عاماً مكانك سر

عشرون عاماً مكانك سر

 عشرون عاماً مكانك سر

17-08-2021 09:25 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : الدكتور فايز أبو حميدان

قبل 20 عاماً استطاع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية دحر قوات طالبان وتسليم السلطة لعناصر محلية موالية من جهة ومقبولة دولياً ومعترف بها بعد اجراء انتخابات تعتبر نزيهة في ظل حرب أهلية طاحنة.


جاء احتلال أفغانستان بعد احداث 11/9 وتدمير البرجين التوأمين لمركز التجارة العالمي في نيويورك والاعتداء على البنتاغون عبر اختطاف عدة طائرات مدنية، وهذا أدى الى وفاة آلاف المدنيين الأمريكيين وإدخال العالم في حرب ضد الإرهاب لا زالت مستمرة حتى الآن فعدم انصياع حكومة طالبان في ذلك الوقت للمطالب الدولية بتسليم بن لادن وعناصر القاعدة أدى الى نشوب هذه الحرب والتي أودت بحياة أكثر من 100 ألف أفغاني وعدة آلاف من جنود التحالف وبتكلفة مالية تزيد عن 2,3 ترليون دولار.


الصور المباشرة عبر قناة الجزيرة أظهرت التسليم السلمي لمدينة كابول والقصر الجمهوري لميليشيا طالبان والتي استطاعت خلال بضعة أسابيع السيطرة على ما يزيد عن 70 % من أفغانستان وبسرعة فائقة فاجأت الحلفاء والولايات المتحدة الامريكية بعد مارثون طويل من الحوار في الدوحة العاصمة القطرية لإيجاد حل سلمي وتقاسم السلطة بين طالبان والحكومة الحالية. الأمور سارت باتجاه آخر والان تسيطر طالبان على السلطة بالقوة رغم وجود جيش تعداده 350 ألف جندي يمتلك أسلحة حديثة وبذلك أصبح مستقبل البلد على كف عفريت رغم وعود قادة الحركة باحترام حقوق الانسان وعدم السماح باضطهاد المرأة واعطائها حقوقها، فهذه وعود من قادة محليين لا يمكن الاعتماد عليها فسلوك هذه الحركة سابقاً وفي المناطق التي تسيطر عليها يوحي بعكس ذلك ويعطي انطباعا سيئا عن التوقعات المستقبلية مما سيؤدي الى اخراج الممثلين الدبلوماسيين وربما اغلاق السفارات وخاصة الدول الغربية وإيقاف المساعدات وإعادة البلد الى العصر الحجري، فهو يعاني من الفقر وانتشار التجارة بالمخدرات والتي للأسف كانت ايضاً منتشرة فترة السيطرة الغربية على البلد.


كما ان استيلاء حركة طالبان على معدات عسكرية متطورة قد يكون خطر لا يمكن الاستهانة به، وربما سيؤدي هذا الى فتح الباب لاستيعاب حركات إسلامية متطرفة مثل القاعدة والذي سيعيد الأمور الى المربع الأول وهذا سيكون له عواقب واخطار كبيرة ليس فقط على الدول الغربية وامريكا بل على العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط والخليج العربي. كما انه من الضروري إعادة دراسة الوضع والاخطاء التي تم ارتكابها من قبل التحالف والذي لم يستطع رغم احتلال دام 20 عاماً من إيجاد حل سلمي للقضية الأفغانية، كما ان تفشي الفساد لدى الحكومة المدعومة دولياً قد أضعف قاعدتها الجماهيرية ولم يتم اتخاذ إجراءات جدية للمصالحة الوطنية مع المعارضة.


كما ان تفسير قوانين الشريعة بالطرق الراديكالية كما هو في أفغانستان سيزيد من العداء للإسلام رغم وجود دول مسلمة كثيرة تراعي حقوق الانسان وحقوق المرأة والأقليات وتمارس فيها الديموقراطية وتبادل السلطة بطريقة مثالية. إن الوضع في أفغانستان يضع العالم الإسلامي أمام مأزق يجب إيجاد حل له ودعم القوى الإسلامية المعتدلة وغير المتطرفة وشجب كل الطرق والأساليب التي تتعارض وتتناقض مع القوانين الدولية لحماية كرامة وحرية الناس والتعبير عن آرائهم إضافة الى احترام المرأة واعطائها حقوقها ومراعاة مصالح الأقليات العرقية والدينية وممارسة الحياة الديموقراطية والابتعاد عن الاضطهاد والفساد والعنف.

 











طباعة
  • المشاهدات: 3956
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
17-08-2021 09:25 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم