19-08-2021 08:10 AM
سرايا - يحرم عدم وجود مخصصات مالية، مغارة برقش السياحية في لواء الكورة بمحافظة إربد، والمغلقة منذ نحو 4 سنوات، من العودة الى مكانها على خريطة السياحة الوطنية.
وكانت مديرية سياحة إربد، أغلقت المغارة في العام 2017، أمام حركة السياحة حتى إشعار آخر، وعينت 3 حراس لها، على خلفية تعرض سراديبها الداخلية للتخريب والعبث وإشعال إطارات مطاطية فيها.
رئيس مجلس محافظة اربد الدكتور عمر المقابلة، بين أن اللواء مهمش سياحيا منذ سنوات، وبخاصة مغارة وغابات برقش، لعدم قدرة المجلس على تخصيص مخصصات كافية لتجهيزه ببنية تحتية، تخدم مناطقه السياحية.
وأشار المقابلة إلى أن المجلس، يخصص سنويا مبالغ مالية ضئيلة لقطاع السياحة، لكن ليس بالمستوى المطلوب، نظرا لضعف موازنة المحافظة التي لا تكفي.
ولفت إلى أن موازنة المحافظة لعام 2021، وصلت الى 11 مليون دينار، منها 3 ملايين ونصف الدينار ديون لمشاريع سابقة و2 مليون دينار لمشاريع مستمرة، ولم يبق منها سوى 5 ملايين دينار، موزعة على ألوية المحافظة الـ9، وأكثر من 10 قطاعات.
وقال ان العائق الأكبر في تنفيذ بنى تحتية للمشاريع السياحية في المحافظة، تتمثل بضعف الموازنة، مؤكدا انه في حال نفذت مشاريع سياحية فيها، فستتوافر مئات فرص العمل وترفد الموازنة.
وأوضح أن مغارة برقش بحاجة إلى مخصصات تمكن من إعادة تأهيلها لتعود مقصدا للزوار بعد إغلاقها، مؤكدا أن المجلس سيخصص العام المقبل ضمن موازنته مبلغا ماليا، لتنفيذ مشروع المغارة.
وأكد المقابلة، أن المجلس اشترى قبل سنوات قطعة ارض مساحتها 3 دونمات ونصف الدونم في منطقة وادي الريان باللواء، لعمل مشاريع سياحية، لكن المشروع توقف لعدم وجود مخصصات مالية لاستكماله.
وقالت مديرة السياحة الدكتورة مشاعل الخصاونة، إن المغارة أغلقت للحفاظ على سلامة مرتاديها، مؤكدة أن المديرية تطلب سنويا مبالغ مالية من مخصصات مشاريع اللامركزية لإعادة تأهيلها، لكنه ولغاية الآن لم يجر تخصيص أي مبالغ مالية لها.
ولفتت الخصاونة، الى أن المغارة بحاجة إلى نحو 50 ألف دينار، كمرحلة أولى لتأهيل جزء منها، كي يتمكن الزوار من دخولها، خصوصا وانها بحاجة للإضاءة، متأملة أن يوافق المجلس في موازنة 2022 على تخصيص مبلغ مالي، لبدء تنفيذ المرحلة الأولى من إعادتها للعمل.
وأشارت إلى تخصيص 20 دونما للسياحة من وزارة الزراعة، لتطوير موقع المغارة الذي شهد محيطه منذ سنوات، انشاء مشاريع سياحية، بعد تخصيص مبالغ مالية من موازنة المحافظة، وجزء من موازنة السياحة.
وقالت الخصاونة إن عملية الإغلاق هدفت للحفاظ على ما تبقى من معالم المغارة الآثارية، ووقف أعمال التخريب والعبث بمحتوياتها وحماية فرادتها.
يشار الى ان عمر المغارة، يقدر بـ4 ملايين عام، وهي ترتفع نحو 875 م فوق مستوى سطح البحر، وتشرف على معظم مناطق الشمال وسهول حوران وجبلي الشيخ والكرمل وغور بيسان ولواء جنين في فلسطين، وتعد معلما طبيعيا متميزا عالمياً، غير أنها تعاني من الإهمال والتهميش.
وحسب الدكتور احمد جبر الشريدة، فالمغارة معلم سياحي يزدهي به اللواء، وكانت قبل إغلاقها، تستقبل نحو 1200 زائر محلي وسائح من الخارج، اسبوعيا، ويرتفع هذا العدد الى أكثر من 5 آلاف أسبوعيا خلال فصل الربيع.
وأشار الشريدة إلى أن وزارة السياحة والآثار، أغلقت المغارة بعد إشعال مجهولين قبل 3 سنوات إطارات مطاطية في داخلها، ما دفع الوزارة الى تنظيفها ثم اوصدتها نهائيا.
ولفت إلى أن الوزارة استملكت قبل سنوات أراض محيطة بالمغارة لإنشاء استراحات سياحية عليها، وتنفيذ ممرات تمكن من الوصول لها بيسر، لكنها لم تؤهل داخل المغارة.
وبين أن إعادة الاعتبار لهذه المغارة الآثارية، تتطلب إنشاء بنى تحتية ترتقي بالمنتج السياحي الفريد لها، واستثماره بالتعاون مع القطاع الخاص.
وأكد الشريدة، أن استثمار المغارة سيرفد موازنة الدولة بالأموال، ويمكن من وضعها في نطاق مسارات سياحية معتمدة، مؤكدا أن استمرار إغلاقها بات غير مقبول.
وقال ان المغارة يجب أن تحافظ على شواهدها الجيولوجية، وان تعتمد كمحمية طبيعية، وتوضع على خريطة السياحة الجيولوجية والبيئية الوطنية والعالمية، وتسويقها محليا وعالميا كمحطة للباحثين لتشجيع سياحة العائلة والسياحة التعليمية.
واوضح أهمية إنشاء ممر يعبر من الطريق الرئيسة إلى بابها، وتحسين الساحة الواقعة أمام مدخلها بإنشاء استراحة سياحية، وترميم مدخلها عن طريق إنشاء درج يقود إلى داخلها، وتنظيف أرضياتها وإضاءتها.
وتتكون من عدة مغارات ودهاليز متصلة ببعضها، اذ تقدر مساحتها بـين 4 الى 5 دونمات، كما وتعتبر من أجمل المغارات الجيولوجية في العالم، بحيث تضاهي مغارة جعيتا في لبنان من ناحية الشكل والجمال.
وتشكل المغارة معلما سياحيا بارزا، بما تحتويه من مخاريط صاعدة في أرضيتها ونوازل وهوابط مدلاة من سقفها بلون قرمزي، إضافة إلى لوحات جدارية طبيعية متدرجة في الألوان والاطاريف، ذات جمال طبيعي نادر، تشكلت في دهاليزها التي يزيد طول بعضها على 100 عبر ملايين السنين.
وتظهر الصواعد والنوازل كأعمدة كلسية، يصل طول بعضها إلى 170 سم، في حين ما يزال بعضها في طور التشكيل، وتتدلى النوازل التي تلتصق بالسقف، بطريقة رائعة وبألوان وردية تشبه تماما صخور خزنة البتراء الأثرية.
الغد