20-08-2021 09:11 AM
سرايا - ما زالت التساؤلات المطروحة بشأن لقاحات فيروس «كورونا»، تُلقي بظلالها حول مدى سلامة اللقاح للمصابين بأمراض اضطراب المناعة الذاتية، خاصة الأمراض التي تُعالج بأدوية مثبطة للمناعة.
وأكد عدد من استشاريي أمراض الروماتيزم، أن أحد الأمراض التي تصيب جهاز المناعة هو «متلازمة شوغرن»، وهو اضطراب في جهاز المناعة يتم تشخيصه من خلال اثنين من الأعراض الأكثر شيوعاً هما، جفاف العين وجفاف الفم.
وأوضحوا في حديث لـ «الرأي»، أن الأعراض المرافقة لـ «متلازمة شوغرن» تُحدث اضطرابات في الجهاز المناعي، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، والذئبة، والاعتلالات العصبية، وعادةً ما تتأثر الأغشية المخاطية والغدد المفرزة للرطوبة في العينين والفم، مما يؤدي إلى انخفاض في كمية الدموع واللعاب.
ووفقًا للموقع الرسمي لمنظمة «شوغرن» الأميركية، فإن بعض الأدوية المثبطة للمناعة المستخدمة لعلاج متلازمة «شوغرن» تقلل من فعالية استجابة الجسم للقاح «كورونا».
أخصائي أمراض المفاصل والروماتيزم وعضو الكلية الأميركية لأمراض الروماتيزم، الدكتور ليث العملة، قال أنه من الآمن لجميع مصابي متلازمة «شوغرن» تلقي لقاح «كورونا»، لافتًا إلى ضرورة تنسيق موعد تلقي اللقاح بالتزامن مع تناول بعض الأدوية مثل عقار «الريتوكسيماب»، وهو علاج بيولوجي يؤخذ عن طريق الوريد كل ستة أشهر.
وأشار إلى أهمية مراجعة أخصائي الروماتيزم، قبل تلقي اللقاح في حال أخذ المصاب بمتلازمة «شوغرن»، لعقار «الميثوتريكسيت»، حيث يجب إيقاف تناول الجرعات من أسبوع إلى أسبوعين قبل تلقي اللقاح.
وتوصلت دراسة حديثة، نُشرت في المجلة الدولية العلمية لأمراض الروماتيزم، إلى أن معظم المرضى الذين يعانون من متلازمة «شوغرن»، وأمراض الروماتيزم الأخرى، يطورون أجسامًا مضادة للفيروسات بعد تلقي الجرعة الأولى من اللقاح المضاد لـ كورونا، مثل لقاحات «فايزر» و «موديرنا».
وأشارت الدراسة، إلى أن بعض العلاجات المثبطة للمناعة تؤثر على فرص تطوير أجسام مضادة لدى المصابين بأمراض الروماتيزم.
وحسب مركز العناية بآلام المفاصل وأمراض الروماتيزم الأسترالي، فإن على جميع المصابين بأمراض الروماتيزم والتهاب المفاصل، مراجعة الأخصائيين لمعرفة مختلف أنواع اللقاحات المعتمدة ضد كورونا، حيث تقسم اللقاحات عامةً إلى لقاحات مصنوعة من فيروس حي، والتي ينبغي تجنبها من قبل أي شخص يستخدم أدوية مثبطة للمناعة، ولقاحات مصنوعة من مادة فيروسية ميتة، وبالتالي يمكن إعطاؤها لأي مريض ما لم تكن لديه حساسية من أحد مكونات اللقاح.
ويشير المركز عبر موقعه الرسمي، إلى أن تصنيع لقاحات «فايزر"و «موديرنا» يتم باستخدام تكنولوجيا جديدة تستخدم بروتين صغير يسمى «الحمض النووي الريبي المرسال»، ويحمل هذا البروتين تعليمات من الشفرة الوراثية لفيروس كورونا، وهو ما يوضح للخلايا كيفية تصنيع بروتين الفيروس، ويؤهل الجسم للتعرف على البروتين الموجود على الفيروس ومهاجمته كأجسام غريبة، لتكوين الاستجابة المطلوبة من الجهاز المناعي.
وبيّن المركز المتخصص بأمراض الروماتيزم، أن اللقاحات المعتمدة ضد كورونا، لا تحتوي على فيروس حي، ولا يمكنها التكاثر أو التسبب بالإصابة بالفيروس، وبالتالي فهي آمنة لمصابي متلازمة «شوغرن» وأمراض المناعة الذاتية الأخرى، إلا أن التوصيات تدعو إلى استشارة أخصائيي أمراض الروماتيزم لتحديد الموعد الأمثل لتلقي لقاح كورونا، خاصةً للمرضى الذين يتناولون أدوية مثبطة للمناعة، حيث أنها تقلل من مدى فاعلية اللقاح.
وتوصي منظمة «شوغرن» الأمريكية بتطعيم جميع الأشخاص فوق 16 عاما الذين يعانون من «متلازمة «شوغرن»، ضد كورونا، مشيرةً إلى أن الأشخاص المصابين بـ «شوغرن» هم أكثر عرضة لمضاعفات الإصابة بالفيروس.