22-08-2021 10:24 AM
سرايا - وقعت الكاتبة سلاّمة الجماعيني، يوم الخميس الماضي، في «بيت عرار الثقافي» كتابها النثري «على جناحي وردة» بمشاركة الشاعرة إيمان العمري ود. سلطان الخضور، وبمشاركة الموسيقي هيثم اللحام، ويأتي حفل التوقيع الذي أدارته الكاتبة مرام رحمون بتنظيم من منتدى الجياد للثقافة والتنمية.
واستهلت الحفل الشاعرة إيمان العمري وألقت مداخلة نقدية ذهبت إلى القول: حين تتعانق اللغة الشعرية العالية مع النص النثري المفتوح الفضاء فإنه ولا بد أن يحن جذع اللغة ويتحسس قلب الكاتب التساقط اللغة والمعنى رطبة جنية فلا نكتفي بالسمع بل نذوق.. تقول الكاتبة: «صلاة العشق/ أولها حاء/ وآخرها باء»، وأنا أقول نعم.. ويتخلل قلب العارف غار حراء، فنحن لا نكتب إلا بوعي وإن كان شكل الكتابة الإبداعية جنون، ذاك أن التطواف في أشكال اللغة في ذات أوسع من الذات وفي كوامن تشكل الذات وفي لحظة انفجار الذات تقف أمام نصك متسائلاً.. أكنت هذا أنا؟
وخلصت إلى القول: لذلك كان النثر إعجازا وكان الشعر تحديا فما بالك إذا اجتمعا معا مرحبا فإنك تكون أمام انفجار اللغة من لغة يتحدثها الناس ويفهمها الناس فإذا ما أردت كانت معجزة فالكاتب في الحالة الإبداعية يمسك ظله وينفصل عن أناه ثم يقبضها في لحظة ذهول والكاتب الذي لا ينجح في هذا لا يجوز أن تطلق على نصه نصا إبداعيا.
إلى ذلك قدم الناقد د. سلطان الخضور قراءة في نثريات الجماعيني قال فيها: بعد ان كانت سلّامة الجمّاعيني قد أفردت سجادتها على مساحات شاسعة من مفردات صلاة العشق، في حالة من الإحلال الصوفي، ورفعت يديها إلى السماء، تخاطب روح الحبيب المرّة تلة المرّة، في دعاءٍ انتشرت ذبذباته في الفضاء لتقول، ما زلت أدعو دعاء الوفاء، فاترك روحك هنا ودعها تداعب روحي فأنا في شوق إليك لا يعلم مداه إلا من خلق الشوق، وجعل منه لغة للتواصل بين البشر.
وأشار د. الخضور، بأن سلاّمة تنطلق على عجل، تدخل حديقتها الغناء والمزروعة بالورد بكل الأشكال و الألوان، وبكامل وعيها تقطف وردة من الورود التي جعلتها وقفاً لروح الحبيب، و بجرأتها المعتادة على جعل الروح تلتحم بالروح، وبقدرتها المشهودة على استحضار روح من أحبت، تجعل سلّامة من جناحي وردتها بساطاّ للريح «على جناحي وردة» تحفر العنوان وتهيم في فضاءاته وتحلق في السماء، حتى تصل القمر وقد صار بدراً، فتمطره برحيق الكلمات التي عصرتها في رحلة الذهاب والإياب، وتستمطر روحه بعبق الوجد، وعبق الفقد وتعود.
ويضيف «على جناحي وردة»، تمارس سلّامة أولى ومضاتها بهمجية الملهوف، الذي ذاق طعم الحب، وفي ليلة ظلماء انكسر الحب وباتت الروح تخاطب الروح وتقول:»سأمارس همجيتي/ على مساحات فمك/ وأقرأ عليك..» إذن هي حالة تحيل الوعي إلى اللاوعي، وتنتج همجيّة في السلوك، همجيّة في شغف الحب، ويكون الفم مسرحاً لهذه الحالة، وتستكمل ما تبقى من صلاة العشق، وتعيد إلى حالة الإحلال الصوفي وتقرأ.. لم يكن المقام يتسع لتلاوتها في صلاة العشق، فكانت على بساط الريح، على جناحي وردة.
مارست سلّامة العشق في كل قصائدها، ونصبت من ضلوعها خشبة لتكون مسرحاً لا يحلو العشق إلا من خلاله، فكانت وسيلة للتعبير عن حالة الحب الذي ما زالت تعيش، وعند كل فجر تستجمع القصائد لتصلي على سجادة نسجت خيوطها من حروف الحب.
وفي الختام قرأت المحتفى سلاّمة الجماعيني نصوصا من كتابها النثري «على جناحي وردة» فبل توقيعه وسط حفاوة كبيرة.