بقلم : علي الدلايكة
لا شك ان السواد الاعظم من الاردنيين جادون في رغبتهم الجامحة للاصلاح وتواقون لذلك وقد يكون هناك قلة قليلة تخفي ما لا تظهر في هذا المجال حيث داخلها يرى ان الاصلاح يتعراض ومصالحهم الضيقة والشخصية وان الاصلاح سيحد من حركتهم ومن مكاسبهم التي اعتادوا عليها وان وجودهم في الصف الاول مهدد بالزوال ان لم يتبعه ما لا يرضي ولا يروق لهم ...
لذلك جاءت الرغبة الملكية متوافقة ومتطابقة مع حلم ورغبة الشعب وجاءت اللجنة الملكية والتوسم خيرا برئيسها واعضائها بان تنتج وبالتشارك والتشابك مع مختلف اطياف المجتمع الاردني بحوار هادف هاديء يفضي الى نتائج تلبي الرغبات وان لم يكن بمجملها باغلبها ....
ومما كان يبعث على الامل ما ضمت اللجنة من اعضاء لم يكن يتوقع وجودهم لتاريخهم في المعارضة والمناكفة وهذا ما يثبت ان الارادة السياسية جادة للاصلاح وان جميع الاراء والافكار يجب ان تكون على طاولة النقاش ولا اقصاء ولا ابعاد وجاء ذلك على عكس ما كان يقال او يشاع في كثير من الاحيان وما كانت تنعت به اللجان السابقة بانها شكلية....ولكن للاسف ما طفي على السطح من البعض انه يريد ان يأخذ النقاش والحوار والنتائج لما يريد من قناعته الشخصية وهذه القناعة قد لا تكون وقناعة البقية من الاعضاء وقد نسي او تناسى ان الامر شورى بينهم وان احترام رأي الاغلبية هو الاساس والمنطلق وان ما اراه او نراه قد لا تراه ونسي البعض ان ما يطرح على طاولة البحث والنقاش وما يراد منه ان يخرج يجب ان يحفظ ويحترم حقوق الجميع وبعدالة وشفافية وان يحافظ على نسيج وطني متكامل ومتكاتف موحد تعودنا ان نراه ونحافظ عليه كان وما زال وسيبقى هو صمام الامان لاستقرار الوطن وصموده وان لا تستقوي جهة او طرف على آخر ولا مجال للتبرير في هذا المجال ....
يجب ان نعي ان الانتقال مما نحن فيه الى ما نريده وبسقف عالي من الافراط بالتفاؤل بعد كل هذة التراكمات قد يقودنا الى اسوأ ما نحن عليه (من استعجل الشيء قبل اوانه عوقب بحرمانه) وعلينا ان نقر اننا بحاجة الى نقلة نوعية في الفكر والسلوك تترافق وتسبق احيانا الخطوات الاصلاحية لتمهد الطريق ولتدعم هذة الخطوات الاصلاحية ليكتب لها النجاح وعلينا ان لا ننسى ما نحتاجه من اصلاح اداري يضمن سلوك وظفي متقدم منتمي متطور يساهم وبشكل كبير في تكاملية العملية الاصلاحية ولان الفساد بشتى صوره واشكاله لا يدخل ولا يترعرع الا من خلال بوابة الفساد الاداري ...
لذلك يجب ان يكون التوافق ولو على الحد الادنى المرغوب والمطلوب في هذة المرحلة لننطلق لان نجاح هذة الخطوة سيقودنا حتما في المستقبل القريب الى خطوات اكثر جودة تلبي مزيدا مما يراد من الاصلاح ...