30-08-2021 11:09 AM
سرايا - أثار مشروع إنتاج الطاقة الكهربائية من خلال خلايا شمسية تنوي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين ( أونروا) تنفيذه في منطقة ناعور /عمان، جدلا واسعا بين السكان المحليين ونشطاء البيئة الذين اعتبروه تهديدا على لسلامتهم ويحرمهم من الاشجار المعمرة التي سيتم قطعها.
وفي حين تؤكد الوكالة أن هناك ضمانات بعدم تأثير المشروع على أمن وسلامة المجتمع المحلي، وسيتم تعويض الاشجار التي سيتم قطعها، يرى نشطاء بيئيون أن المشروع أقيم في وسط احياء سكنية مكتظة، وتم انشاؤه على أراضي خزينة الدولة، وإقامته في أرض تحتوي على أشجار حرجية معمرة مخالف للقوانين.
وبدأت القصة حين وكالة الاونروا على الموافقات اللازمة من كافة الجهات لإقامة المشروع بالقرب من كليتها الجامعية في ناعور، للتخفيف من فاتورة الكهرباء، إلا أن المجتمع المحلي وجمعية دبين للتنمية البيئية يؤكدون أن المشروع يقوم على استغلال 47 دونما من ارض ملحقة بالكلية تحوي 270 شجرة حرجية معمرة يزيد عمرها على 80 عاما، وهذه الأرض مجاورة بشكل مباشر لاكثر من 94 شقة سكنية وبمدرستين ورياض أطفال بقوة استيعابية تصل لحد 1800، ما يشكل تهديدا صريحا على حق المجاورين بالصحة والأمن والمسكن الملائم بالاضافة للحق ببيئة صحية خاصة في ظل قطع 165 شجرة معمرة محيطة بالموقع.
وحصلت وكالة الغوث على موافقة لقطع الاشجار في المشروع والتي تقدر بـ165 شجرة، إلا أنها قالت لـ $ أنها واستجابة لمخاوف سكان حي المقابلين بشأن إزالة الأشجار من أجل بناء محطة طاقة شمسية، ستقوم بالتعاون مع وزارة الزراعة بزراعة ضعف عدد الأشجار في مجمعها المجاور لتعويض الأشجار التي تم إزالتها.
واعتبرت الاونروا، أنه ومن خلال هذا المشروع تسهم الأونروا في الرؤية والاستراتيجية الوطنية الشاملة للأردن لعام 2025 والخطة الوطنية للنمو الأخضر وسياسة تغير المناخ الوطنية الرئيسية في البلاد وإطار التوجيه الاستراتيجي للقطاع، كما ان توليد الكهرباء من خلال مصادر متجددة/ خضراء يؤدي إلى تعويض أكثر من 3000 طن من ثاني أكسيد الكربون سنويا، مما يساهم في تحسين نوعية الهواء للسكان.
وقالت رئيسة جمعية دبين للتنمية البيئية هلا مراد: إن حق المجتمع المحيط بالصحة والأمن والمسكن الملائم هو من اقدس الحقوق التي تشجعها وكالات الأمم المتحدة والمؤسسات الحقوقية والمنظمات الدولية الراعية لمبادئ حقوق الانسان والتي تفوق قدسيتها التوفير المالي الذي سيعود على الوكالة جراء تنفيذ المشروع.
وأضافت: إننا نشجع على مشاريع الطاقة المتجددة لما لها من ابعاد بيئية مرتبطة بالتخفيف من حدة التغيرات المناخية، ولكنه في هذا المكان ستكون ممارسة التكيف بحدودها الدنيا، داعية عمل المشروع خارج حدود المناطق السكنية والمكتظة لما لهذه المشاريع من تأثيرات مباشرة على المجتمعات المحيطة من ارتفاع في دراجات الحرارة وزيادة الاتربة والغبار الناتج عن المشروع اثناء التنفيذ وفي مراحل الصيانة اللاحقة، والازعاج الذي قد يتسبب في جعل البيئية غير مناسبة كبيئة سكنية مكتظة وخاصة بوجود محول كهربائي ضخم عالي القدرة ملحق بالمشروع، وكما ترتبط تخوفات المجتمع المحلي بموضوع الامداد المائي والعوز الذي قد يرافق تنفيذ المشروع وما بعد التنفيذ في عمليات تنظيف الألواح، وحسب الاهالي فإن المنطقة تعاني بشكل مستمر من عوز مائي كبيرة ومستمر قبل المشروع فكيف بعده.
وأكدت إن الحق بالحصول على المعلومة مصان بالتشريعات المحلية وبالاتفاقيات الدولية، مطالبة بالاطلاع بشكل كامل على كافة الدراسات والمعلومات الخاصة بالمشروع ونوعية الأجهزة والألواح المستخدمة وأنظمة المراقبة والحماية والتي تعنى بالتأثير البيئي والصحي والنفسي والاجتماعي والثقافي للمشروع.
ورفض المجتمع المحلي وجمعية دبين بشكل قاطع في بيان مشترك عملية قطع الاشجار وانشاء حقل الطاقة الشمسية في الموقع ذاته، معتبرين أنها تصرفات غير مسؤولة، وطالبوا بإعادة ترتيب الاولويات في العمل وقبل التخطيط لأي مشروع بحيث تصبح البيئة والتأثير البيئي المحتمل المحدد الأساسي لإقامة اي مشروع، وليس فقط النظر الى المنفعة الاقتصادية والمالية.
"الرأي"