31-08-2021 08:10 AM
سرايا - في عيد ميلاد جلالة الملكة رانيا نستذكر عقدين من الزمن وهي تسطر لوحة من الانجازات الى جانب جلالة الملك عبدالله الثاني، من خلال رعايتها الحثيثة للعديد من المبادرات الخلاقة، ودعمها لأصحاب المشاريع الريادية لتأخذ بيد كل طامح لخدمة مجتمعه.
مواقف جلالتها الانسانية كانت واضحة في تمكين المرأة طوال مسيرتها المليئة بالانجازات على مختلف الصعد، في سبيل إحداث تغييرات ايجابية وملموسة في حياة الكثير من السيدات الاردنيات، لتشجعهن على الابداع والابتكار ضمن مهاراتهن الخاصة، وبشكل يتناسب وبيئتهن المحيطة ليجسدن مثالا يحتذى به في النجاح والتميز.
ولم تتوانَ جلالتها يوما عن ارساء مفاهيم العدالة الاجتماعية، اذ حرصت دوما على حماية حقوق المستضعفين والفئات الاقل حظا من خلال دعمها لمشاريع تنموية تنفذ من خلال مؤسسة نهر الاردن الرامية الى بناء القدرات المؤسسية لجمعيات خيرية في قرى وبوادي المملكة، لتنفيذ برامج تتوافق مع أولويات المجتمعات المحلية.
ووفرت جلالتها المظلة الشاملة لرعاية الايتام عبر انشاء صندوق الامان لمستقبل الأيتام في عام 2003، ليمكنهم من مواصلة تعليمهم وتقديم السكن اللائق وشمولهم بعدد من البرامج المختلفة، لينطلق مفهوم جديد لدعم الأيتام، ينحاز لهم ويوفر حياة انسانية تمكنهم من العيش الكريم.
وكرّست جلالتها جل جهودها نحو تطوير التعليم باعتباره أولوية وطنية، وسعت جاهدة الى توفير تعليم نوعي يشجع على التميز والابداع، لايمانها المطلق بضرورة تطوير العنصر البشري عبر تسليحه بأفضل أدوات التعلم الحديث، ومتابعة كل ما هو جديد في عالم المعرفة وبشكل يتناسب والثورة الرقمية.
وتستمر مسيرة الانجازات باطلاق جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا في العام 2005، جائزة سنوية للمعلم، باسم «جائزة الملكة رانيا العبد الله للتميز التربوي»، بهدف تشجيع المعلمين المتميزين، ولتشكل حافزا للذين يجدون حلولاً للمشاكل اليومية التي يواجهونها في الميدان التربوي، مستهلمة من عطائهم وقدراتهم الإبداعية وإصرارهم على توفير بيئة تعلمية فضلى، ولاقت استحساناً كبيراً بين المعلمين لما كرسته هذه الجائزة من اعادة فرض الهيبة للمهنة إلى جانب تعزيزها للإلهام والدافع والابداعية.
وفي هذا السياق نستشهد بمقولة جلالتها عندما وصفت التربويين المتميزين: «الإنسان المتميز هو من يجعل الأشياء أفضل مما وجدها عليه، وهو من يترك الأشياء أجمل مما كانت عليه».
وعلى صعيد القطاع الشبابي قدمت جلالتها الدعم للكثير من الشباب المبادرين والناشئين، وليس آخرها لقاؤها مع فريق عمل «وجيز» الذي يوفر ملخصات مقروءة ومسموعة لاكثر الكتب مبيعا من خلال تطبيق الكتروني، ما جعلها ملهمة للكثير من الشباب حيال ابتكار مشاريع ريادية وتنموية لتعود بالريع والفائدة عليهم وعلى مجتمعاتهم.
مواقف جلالتها في المحافل الدولية والعربية تعكس شخصية المرأة العربية بعامة والاردنية بخاصة، والتي تقع على عاتقها المسؤوليات الجسام الملقاة على كتفيها لتديرها بحنكة واقتدار، اذ استثمرت جلالتها علاقاتها مع المؤسسات الدولية لتحقيق ما ينعكس ايجابا على المجتمع المحلي باكمله.
ولم تثنها الظروف الاستثنائية عندما مرّ الاردن بجائحة كورونا، عن المشاركة بالندوات وورشات العمل عبر استخدام تقنيات الاتصال المرئي والمسموع والتي تدعو من خلالها الى ضرورة تلقي اللقاحات ضد فايروس كورونا، للخروج من الازمة والوصول الى مرحلة التعافي.
وبالرغم من صعوبة الظرف في جائحة كورونا، الا ان جلالتها حرصت على التواصل المباشر مع ابناء وبنات المجتمع المحلي من خلال اجراء سلسلة من الزيارات الميدانية التي تشجع على الابتكار والتجديد من خلال دعم مشاريع من شأنها ان تدر الدخل وتعود بالنفع على اصحابها. مواقف وجهود كبيرة مشرّفة تبذلها جلالة الملكة، في سبيل تحويل التحديات الى فرص ونجاحات، ولتسطر أمجادا جديدة تعكس الصورة المشرقة، ونحن على عتبة مئوية الدولة الثانية، عن محورية المرأة الاردنية والعربية التي تتجسد برؤية وحكمة جلالتها..فكل عام وانت معطاءة ومتجددة يا سيدتي.