بقلم : د. فراس السليتي

وضع الأردن الإصلاح أولوية وطنية لا مجال لتأخيره أوتأجيل خطاه، وذلك في ظل ما تشهده المملكة من حراك إصلاحي ضمن توجيهات ملكية سامية، وبهدف تحقيق منظومة إصلاحية متكاملة، تضمن نهج عمل واضح الخطوات ينقل مساحات الحوار إلى التطبيق، وفق إطار يتحمّل الجميع مسؤوليته في التنفيذ المنظّم.
تقف اللجنة البارالمبية الأردنية اليوم على مفترق طرق لتحديد مصير مجلس إدارتها وأمينها العام وطواقمها الفنية والتقنية وكادرها الوظيفي، حيث إن لجنة مؤقتة تدير " الاتحاد الأردني لرياضة المعاقين"، لم يتبقَّ من عمرها سوى أيام معدودات وتنتهي ولايتها مع إسدال الستار على فعاليات بارالمبيك طوكيو، ثم تُنقل الراية إلى لجنة أخرى كما يُنقل العلم الأولمبي إلى دولة جديدة ضمن بروتوكول دولي متفق عليه.
لن تكتفي اللجنة بتسليم الراية وتراقب ما سيحدث، بل إنها ستشاهد عملاً حقيقيًا سيظهر على مرأى الملأ بعد انتهاء عهد عملها الرسمي، لأن هناك فرصة حقيقية للرياضيين من ذوي الإعاقة المشكلين ائتلافاً كبيراً للالتفاف حول هدف واحد كبير يخلق حالة إزاحة إلى الإمام ونحوعملية التغيير المنشودة في مراكز صناعة القرار، وتتمثل قوتها الحقيقية في التماسك وحماية حالة التوافق التي تدور حول الاعتراف بالمصلحة الوطنية الواحدة، وحول ما تم من وفاق واتفاق على مخرجات تمّ تبنيها للدفاع عنها، وذلك بعد سلسلة تشاورات طويلة متناغمة ومعمقة ومنظمة.
ونحن نذكر بارالمبيك طوكيو نستذكر المجد الذي تحقق اليوم على أيادي أبطالنا البارالمبيين المشاركين في هذا المحفل العالمي، بعد أن كانوا تأهلوا إليه عن جدراة واستحقاق وبأكبر عدد من اللاعبين في الألعاب" تنس طاولة، ألعاب القوى، رفع الأثقال"، وذلك بعد أن تحدوا كل الظروف التي أحاطت بهم في أثناء الاستعدادات لطوكيو في ظل جائحة كورونا، حيث لم تنل الجائحة من عزائمهم وإرادتهم الفولاذية التي تمتعوا بها طيلة فترة التجهيز والتأهب للانقضاض على منصات التتويج بخيلاء الأردني النشمي البطل.
اليوم يسطر التاريخ إنجازاً رفيعاً غيرَ مسبوق على مستوى تحقيق أكبر عدد من الميداليات في حصيلة قياسية مدوية بلغت٤ ميداليات ملونة (مع توقع كبير بزيادة الغل بعد ظهور اللاعب أحمد الهندي) لم تتحقق للرياضة الأردنية من قبل، حيث عضّ أبطالنا بنواجذهم على الذهب ٣ مرات، وعلى البرونز عضّت العوض" ختام " .
وإذ نبارك للأبطال البارالمبيين إنجازهم التاريخي الكبير، لا يفوتنا أن نشكر أعضاء اللجنة البارالمبية الحالية المؤقتة على تكرمهم وتشرفهم برعاية أبطالنا ودعمهم ومؤازرتهم لهم منذ تسلمهم عملهم وحتى لحظة الإنجاز.
ولكننا وبعد هذه الحقبة التي كان ختامها مسك المسك والعنبر لهذه اللجنة الكريمة، لَ نتطلع أن تنعمَ علينا بتسليم الراية للرياضيين من ذوي الإعاقة القياديين ممن يتمتعون بالكفاءة النوعية العالية والخبرة الطويلة والقدرة الكبيرة على إحداث التطوير والتغيير؛ ليكملوا المسيرة نحو مزيد من الإنجاز والرفعة لرياضات ذوي الإعاقة على أن يحفل أعضاء اللجنة - وبكل فخر واعتزاز- بتكريم يليق بهم وبما قدموه خلال فترة إدارتهم.