02-09-2021 12:54 PM
بقلم : يوسف رجا الرفاعي
" سنقيم الدنيا ونقعدها " لمساعدتهم على الخروج ، وسنفعل كل ما في وسعنا في المرحلة الثانيه ، للخروج الآمن ، لهؤلاء الاشخاص أهمية حيوية اذا ارادت الحركة ان يكون لها علاقات جيدة معنا .
هذا ما قاله رئيس وزراء بريطانيا السيد جونسون في مؤتمر صحفي يوم الجمعة .
وقال احمد شوقي :
مُضْنــــاك جفـــاهُ مَرْقَـــدُه
وبَكــــاه ورَحَّــــمَ عُـــوَّدُهُ
حــــيرانُ القلــــبِ مُعَذَّبُـــهُ
مَقْــــروحُ الجفن مُسَهّدُه
يســــتهوي الـــوُرْقَ تأَوُّهـــه
ويُــــذيب الصَّخْـــرَ تَنهُّـــدُهُ
ويُنــــاجي النجـــمَ ويُتعبُـــه
ويُقيــــم الليــــلَ ويُقْعِـــدهُ
ويُعلّــــم كــــلَّ مُطَوَّقَــــةٍ
شَـــجَنًا فــي الــدَّوحِ تُــرَدِّدهُ
على ما يبدو ان السيد جونسون مُتَبحِّرٌ في الادب العربي الى درجة انه يستطيع مجاراة امير الشعراء احمد شوقي بل يستطيع ان يعارضه في واحدة من اجمل ما احتواه ديوان امير الشعراء ،
هذه القصيدة التي وصفها الادباء والنُقّاد بأنها اجمل قصيدة غزل في العصر الحديث على الاطلاق وانها تفوق اجمل ما كتبه المتصوفة شعراً بامتياز ،
وربما يعلم السيد جونسون انها كانت قصيدة عارَضَ فيها امير الشعراء قصيدة
" يا ليلُ الصب متى غده "
للشاعر علي الحصري القيرواني
التي كانت ناطقة ومعبرة عن احوال المحبين وعن لوعة قلوبهم ، بل كانت لسان حال كل محب والتي باحت باسرار المحبين ونجواهم وهيامهم واستجدائهم للحبيب .
لا نعلم هل جاء اختيار السيد جونسون لهذه الكلمات تحديداً مصادفة ام كانت مقصودة بعينها ! ام جاءت صادقه معبرة عن الهيام والمحبة التي اضنته واتعبته حتى جفاه مرقده وما عاد يستطيع النوم ، واصبح حاله مبكيا لما اصابه من شدة التفكير واللهفة الي الوصل واللقاء بمن احب .
لست وحدي إنما انا واحد من الاف الملايين من شعوب لعالم الذين اصبح عندهم الفضول لمعرفة ما هذا الذي فعله الافغان الذين أضنَو السيد جونسون وجعلوه يعلنها صراحة انه سيقيم الدنيا ويقعدها من اجلهم ، فما فعَلَ هؤلاء!!!!
لماذ يَفِرُّ هولاء من وطنهم فرار الطريدة من اسد ! لماذا يلقوا بانفسهم الى الموت المحقق ! لماذا الفرار ولو على جناح طائرة ، يفرون من وطنهم في اللحظة التي تتحرر فيها من الاستعمار !!!!
ماذا فعل هولاء في وطنهم !!!
ثم ماذا قَدَّمَ هولاء لجونسون ورفاقه القاده ؟
أم لهم صفات وأوصاف الذوات !
ام هم بشرٌ مختلفون ؟ فهذا الحب يساوره كل الشك وكل الريب وأسوأ الظنون!!!
ام هي رسالةُ ترسيخٍ لمبدئ جديد من مبادئ الاستعمار البريطاني القديم ؛
" اذا تحرر وطنك نحن نضمن سلامتك " !
لم تكن ارض افغانستان صالحة في يوم من الايام لقصص الحب والعشق والهيام ، فهي جبال صمّاء جرداء ، وأرض قاحلة وعرة ، شحيحة التربة ليس فيها جدولٌ وليس فيها ماء ، فاين نما هذا الحب واين ترعرع !
ثمانون بالمئة من الماريجوانا في العالم تنتجه أرض افغانستان الجافة الصفراء ، فهل بفضلِ هذا ( الكيف ) الذي موطنه هناك ، والذي كان يُروى بالدم لا بالماء ، وهل هذا اعترافًا وعرفانًا لما بَثّه من فرح وسعادة في رؤوس أصحاب هذا الكيف ؟ دُهِشَ كلُّ البسطاء في هذا العالم لهذا الاهتمام الملفت والخارج عن المألوف الذي لا يختلف على غرابته اثنان !
هل باحت افغانستان بكامل الأسرار !
ام ما زالت تَعُجُّ بها تلك الأوجار والأوكار !
ام ما زالت الأسرار بالمطار !
وما زال السؤال يراودني
الهذه الدرجة يُتقن رئيس الوزراء السيد جونسون اللغة العربية و يُتقنُ الأشعار !!