07-09-2021 08:18 AM
سرايا - بوغت مربو المواشي بقرار صادر عن وزارة الزراعة مؤخرا يقضي بتخفيض كمية الأعلاف المقدمة بأسعار مدعومة لهم، معتبرين أن من سلبيات هذا القرار توفير “سوق سوداء” للتلاعب بهذه الأعلاف وأسعارها.
وأوضح هؤلاء أن “من يمتلكون (كرت) أعلاف، وليس لديهم أغنام سيعملون على بيع الأعلاف بسعر عال، ما يلحق ضررًا بمربي الأغنام الحقيقيين”، معربين عن أملهم بأن تقوم الوزارة بتخفيض أسعار الأعلاف، ودعم مربي الماشية من التعويضات البيئية، خصوصًا أن الخرائط الموسمية بعيدة المدى تُشير إلى تأخر هطل الأمطار العام الحالي.
من جهته رأى رئيس جمعية مربي المواشي زعل الكواليت أن قرار الوزارة بتخفيض كميات الأعلاف المقدمة بأسعار مدعومة لمربي الأغنام وبواقع 20 بالمائة، هو قرار “لم نتوقعه في هذا الوقت من العام الذي كنا نرجح فيه أن تعلن الحكومة عن حالة الجفاف الجزئي في المناطق الجنوبية جراء ما شهدته تلك المناطق من موجات حر متتابعة وشح شديد في المياه”.
وأضاف الكواليت أنه في الأعوام الماضية كان مربو الأغنام يعتمدون على بقايا الشعير والقمح من المزارعين، في ظل وجود أمطار في تلك السنوات، إضافة إلى الاعتماد على الأعلاف المقدمة من الوزارة، لكن في هذا العام لم تشهد المناطق الجنوبية “وهي المناطق التي تتركز فيها تربية الماشية أي أمطار غزيرة، ما تسبب بحالة الجفاف فيها.
وبين أن مربي الأغنام الآن “في وضع كارثي”، لأن مواشيهم تكون في حالة ولادة وتحتاج في الوضع العادي إلى 20 كيلوغراما من الأعلاف، أما عند الولادة فتحتاج من 30 إلى 40 كيلوغراما، وهذه الكمية التي أعلنت عنها وزارة الزراعة غير كافية.
وأشار إلى أن من سلبيات القرار إيجاد “سوق سوداء” يتحكم به من يمتلكون كروت الأعلاف من دون أغنام، وهؤلاء سيلجأون لبيع الأعلاف بسعر مرتفع وسيكونون المستفيدين من قرار وزارة الزراعة بتخفيض كمية الأعلاف، مقابل إلحاق الضرر بمربي الأغنام الحقيقيين، الذين سيجبرون على بيع عدد من مواشيهم بأسعار زهيده بغية الاكتفاء بما يحصلون عليه من الأعلاف.
وطالب الكواليت وزارة الزراعة بالتراجع عن قرارها “فورا” أو خفض سعر الأعلاف للمحافظة على قطاع مربي الماشية، في ظل إعلان حالة الجفاف في المناطق الجنوبية.
من جهته، طالب مدير عام اتحاد المزارعين المهندس محمود العوران بتراجع وزارة الزراعة عن قرارها الأخير، الذي يخصم 20 % من مخصصات أعلاف مربي الثروة الحيوانية، في ظل ما تشهده المناطق الجنوبية التي تعتبر موطن تربية المواشي من جفاف شديد هذا العام.
وقال العوران: “كنا نتمنى من وزارة الزراعة تخفيض أسعار الأعلاف ودعم مربي الماشية من التعويضات البيئية، خاصة وأن الخرائط الموسمية بعيدة المدى تشير إلى تأخر هطل الأمطار هذا العام”.
كما طالب وزارة الزراعة بدراسة التأثيرات السلبية المحتملة على صحة المواشي نتيجة اعتمادها الكلي على الأعلاف الجافة وغياب الشجيرات الرعوية، داعيا لإعداد برامج تحصين وعلاجات مجانية لهذه الفئة من المزارعين.
وأضاف: “الأصل أن تدعم وزارة الزراعة مربي الثروة الحيوانية، وعدم التعامل معهم بوصفهم تجار ماشية، وأن لا تحرمهم من المخصصات في ظلّ الظروف الحالية، نظرا لعدم توفر المراعي، ولحالة الجفاف التي مرت بها بعض مناطق المملكة، ومن شأن تخفيض مخصصاتهم من الأعلاف أن يؤدي إلى لجوئهم لبيع كثير من مواشيهم، وما يترتب على ذلك من ضعف الإنتاجية”.
وكان وزير الزراعة خالد الحنيفات أكد في بيان صحفي الأربعاء الماضي، أن الوزارة “فعّلت قرارها السابق بتخفيض كميات الأعلاف المقدمة بأسعار مدعومة لمربي الأغنام بواقع 20 بالمائة، والذي لم ينفذ منذ ثلاثة أعوام”.
وقال الحنيفات، إن القرار “إداري سنوي، ويعتمد على حسابات تخفيض أعداد الأغنام بواقع 20 بالمائة، توزع على 10 بالمائة استبدال، و5 بالمائة ذبحيات، و5 بالمائة نفوق”.
وعزا القرار لحصر أعداد الحيازات الحيوانية المقدرة بـ 8ر4 مليون رأس، وهو رقم “غير حقيقي، حيث يقدر العدد الفعلي بـ 4ر3 مليون رأس، وسيسهم هذا الإجراء بحصر أعداد الحيازات الحيوانية بنحو 8ر3 مليون رأس”.
وبحسب الحنيفات، فإن “أصحاب الحيازات الحقيقية لن يتأثروا بهذا القرار، في حال مراجعة مديريات الزراعة وتعبئة نموذج خاص بلجان التحقق، حيث سيتم إعادة كامل الكمية المخصصة في الشهر الذي يليه”.