07-09-2021 08:20 AM
سرايا - في وقت تؤكد فيه مصادر نقل ملف لقاحات “كورونا” بأكمله من المركز الوطني لإدارة الأزمات إلى وزارة الصحة في غضون أسبوعين، كشف عضو اللجنة الوطنية للأوبئة الخبير الوبائي الدكتور مهند النسور أن الملف سيدرج في ضمن قائمة المطاعيم الأخرى التي تتولاها الوزارة.
وأشار النسور إلى أن برنامج التطعيم ضد كورونا أدخل فعليا على النظام الصحي وأصبح جزءا من برنامج التطعيم الوطني كسائر المطاعيم الأخرى، ما يشكل حالة استراتيجية مهمة للديمومة والمأسسة الحقيقية.
وأضاف بأنه تم دمج المطعوم في البرنامج، على غرار “الحصبة” و”الثلاثي” و”الشلل” و”الخماسي” وغيرها، بدلا من أن يكون “معلقا”، وذلك حفاظا على ديمومته.
ولفت الى أن المطعوم موجود حاليا في المراكز الصحية والأرياف والمخيمات، ويصل الى الناس بشكل كبير، مشيرا إلى أن ذلك هو سبب تناقص أعداد المطعمين، بدلا مما أسماه “نظام الفزعة”، ولأن أعدادا كبيرة من المواطنين حصلت عليه.
وشدد على أن الأردن “توخى العدالة بالمطاعيم بطريقة اكثر رقيا، وحصل عليه المواطنون بكل فئاتهم وكذلك المقيمون والوافدون”، مؤكدا أن وزارة الصحة طالبت في شهر نيسان (ابريل) الماضي باستمراريته ضمن البرنامج الوطني للمطاعيم وإدراجه بما يتماشى مع سير العمل في وزارة الصحة.
ولفت الى أن الأردن “ووفقا لإمكانياته، نجح في معركة محاربة الفيروس ونسب التطعيم ونوعية وجودة الخدمة، والعدالة في التوزيع، وقدم درسا كبيرا في العمل الجماعي النوعي”.
وعزز تأكيدات نقل مطاعيم “كورونا” كذلك الأمين العام لشؤون الأوبئة في وزارة الصحة الدكتور عادل البلبيسي، الذي أشار إلى أن “مسؤولية التطعيم ضد هذا الوباء ستعود إلى المراكز الطبية الشاملة والأولية التي تعدّ أصل عمليات التطعيم”، لافتا الى أن “توزيع المطعوم على أماكن كثيرة سابقا، كان لغايات تسهيل عمليات التطعيم والتشجيع عليه”.
وأوضح أن وزارة الصحة ستعود الى المراكز الشاملة والأولية في إجراءات التطعيم مع تكثيف حملات التوعية عن فائدة المطعوم ومخاطر الفيروس، والتأكيد على الإقبال عليه.
وقال البلبيسي: “تجاوزنا في إعطاء الجرعتين 3 ملايين شخص، وبالجرعة الواحدة 3.5 مليون، ونطلب المزيد”، لافتا إلى “أننا نسير الآن على الطريق الصحيح في العمل، وسنستمر الى حين وصول المطعوم إلى جميع المواطنين”.
من جانبه، قال استشاري الأمراض الصدرية والتنفسية الدكتور محمد حسن الطراونة، إن “هناك انخفاضا ملحوظا في الإقبال والتسجيل على منصة التلقيح في الآونة الأخيرة من قبل المواطنين، حيث إن هناك من تلقى الجرعة الأولى ولم يذهب للجرعة الثانية، وهنالك من سجل على المنصة ولم يذهب إلى موعد التلقيح، وفي اعتقادي أن السبب يعود إلى انعدام الثقة بين الشعب والحكومة، التي انتقلت إلى اللقاح”.
وعزا الطراونة ذلك إلى ما أسماه “التصريحات غير العلمية من المسؤولين الإعلاميين، وإلى التخبط في بعض القرارات”، مؤكدا أن الظفر بثقة الجماهير لا يكون إلا “بالتثقيف وليس التخويف”.
وقال إنه كان “من واجب الحكومة أن تتواصل مع المواطنين، من خلال أماكن سكنهم، لمعرفة الأسباب التي حالت دون وصولهم وحصولهم على اللقاح، بدلا من ترك المجال للإشاعات التي تتناقلها مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب ضعف التواصل الإعلامي، لأن المواطن يبحث عن المعلومة ويفضل أن يستقيها من الحكومة أولا”.
وأضاف أن “الأمن الوبائي العالمي هو محور أنظار كل الحكومات حول العالم، ما يتطلب وضع خطة استراتيجية برؤية مستقبلية للتعامل مع مثل هذه الجوائح والأوبئة التي قد تحصل في المستقبل، وبآراء علمية بحتة غير مختلطة بالسياسة”.
وتابع: “لذلك، فإن الثقافة الصحية لأبنائنا الطلبة في المدارس وطلبة الجامعات يجب أن تدرس على طاولة الحكومة، لإدراجها ضمن الحصص الصفية، أسوة بدول العالم المتقدم، وإعادة تفعيل المركز الوطني للأوبئة، ووضع خطة تشاركية مع كليات الطب في المملكة لإثراء الحكومة بآراء علمية لتوجيه السياسات والقرارات، حسب ما هو معمول به عالمياً، إضافة إلى ضم لجنة الأوبئة تحت مظلة المركز الوطني للأوبئة وفصلها عن وزارة الصحة”.
من جهته، قال الخبير الوبائي الدكتور عبد الرحمن المعاني إنه “لوحظ في الآونة الأخيرة انخفاض وتيرة أعداد المطعمين اليومي من خمسين ألفا إلى خمسة آلاف يوميا؛ والحاجة ماسة لتدريب الموظفين في مراكز التطعيم على آلية التطعيم بشكل صحيح؛ وتنفيذ حملات إعلامية لشرح فؤاد التطعيم وخطورة عدم تلقيه، واعتبار المواطن غير المطعم بؤرة عدوى متنقلة”.
وأضاف أن ثمة “سببا آخر في غاية الأهمية ساهم بعزوف المواطنين عن تلقي المطاعيم، وهو انتشار شهادات التطعيم المزورة” بحسبه.