07-09-2021 08:22 AM
سرايا - اعتبر أسرى سابقون في سجون الاحتلال اسرائيلي وخبير أمني في السجون، عملية فرار أسرى من معتقل جلبوع الواقع في مدينة بيسان شمال فلسطين المحتلة أمس، بأنها تكاد تكون معجزة، والأهم أنها أظهرت هشاشة المنظومة الأمنية للكيان الصهيوني المحتل.
وتمكن صباح أمس ستة أسرى في معتقل جلبوع الواقع قرب بلدة بيسان في مناطق الأغوار، والذي خصصه الاحتلال الاسرائيلي للأسرى المحكومين بمدد طويلة، كالمؤبد او الاعتقال مدى الحياة، من الفرار عبر نفق يصل طوله إلى ثلاثة أمتار، وبقطر يبلغ نصف متر.
وقال العميد المتقاعد من مديرية الأمن العام الدكتور حسين الطراونة الذي عمل مديرا لمراكز الإصلاح والتأهيل لعدة سنوات، إن ما فعله الاسرى الستة بطولة، لأن الأدوات التي استخدمها النزلاء لغايات الحفر بسيطة ويحتاج الحفر باستخدامها إلى مدة زمنية طويلة، ناهيك عن أنها تعد خرقا أمنيا لأجهزة الأمن الإسرائيلية التي تتولى إدارة المعتقل، ويبدو أنها تعتمد على الرقابة الإلكترونية.
ورجح الطراونة أن يكون النفق أكبر من ذلك، مشيرا الى أن بناء السجن له مواصفات هندسية خاصة تأخذ بعين الاعتبار منع عمليات الفرار، ومنها ان تكون هناك مسافة طويلة بين مبنى غرف النزلاء والأسوار الخارجية، آخذين بعين الاعتبار احتمالية حفر أنفاق لغايات الفرار، مبينا ان الاسرى تمكنوا من استغلال اعتماد الادارة الامنية للمعتقل على الرقابة الالكترونية بعيدا عن الرقابة البشرية، إضافة الى أن السريّة التي أحاطت بعملية الحفر ساعدت الأسرى على تحقيق طموحاتهم بتنفيذ العملية بنجاح.
وختم الطراونة بالقول إن “أي انسان يتم تقييد حريته ينحصر تفكيره في كيفية استعادتها، فما بالك بشخص أسير يحمل قضية وطنية نبيلة؟”.
أما المعتقل السابق في سجون الاحتلال لمدة 4 سنوات حمزة الدباس، والذي سبق ان أقام في معتقل جلبوع لمدة ثلاثة أشهر فيقول إن هذا المعتقل مخصص للأسرى ذوي الأحكام الطويلة، وكذلك الامر بالنسبة لمعتقل شطة الذي يقع قرب نظيره جلبوع، مشيرا الى ان هناك “مثال متداولا بين الاسرى الفلسطينيين والعرب مفاده أن معتقلي جلبوع وشطة هما آخر محطة، ويقصدون بذلك أنهما معتقلان لأصحاب المدد الطويلة، فيما لفت الى أن هذا المعتقل يبعد عن الحدود الأردنية (جسر الشيخ حسين) نحو 15 كيلو مترا.
وعن عملية الفرار، أوضح الدباس أن “كل تفصيل في العملية يحتاج الى منظومة عمل، وبالذات موضوع إخفاء الادوات المستخدمة بالحفر فهي أدوات عادية كرأس معلقة، أو مسمار، وهناك ادوات خشبية منها بقايا ماسحات الأرض، أو قطعة حديد تم الاستحواذ عليها واخفاؤها”، معتبرا أن ما قام به الاسرى أشبه بالمعجزة، بدليل أنهم استطاعوا ان يتغلبوا حتى على الأسوار والكلاب والأجهزة الالكترونية والكاميرات والحواجز الإسمنتية الشاهقة، علما أن ثلاثة من الفارين مصنفون في فئة الأسرى الخطرين جدا واحتمالية هروبهم واردة.
وأضاف أن المعتقل الواقع قرب منطقي بيسان والعفولة، يبعد عن الحدود الأردنية نحو 15 كيلو مترا، وهو مخصص لجميع المعتقلين من ذوي الأحكام العالية التي تصل إلى مدى الحياة، أو لأكثر من 20 عاما.
أما عن كيفية تعامل الأسرى مع التراب الناجم عن الحفر، فيرجح الناطق الإعلامي باسم اللجنة الوطنية للأسرى والمفقودين الأردنيين في المعتقلات الإسرائيلية فادي فرح، أن الأسرى في مثل هذه الحالات “يحولون ملابسهم الى أكياس لوضع الأتربة فيها ثم يحتفظون بها داخل حفرة النفق ليلا، وعندما تدق ساعة الفرار يخرجون ملابسهم المليئة بالتراب خارج الحفرة الى الزنزانة التي يقيمون فيها ومن ثم الفرار”.
وأضاف فرح أنه في أثناء وجوده في معتقل عسقلان اكتشفت إدارة المعتقل عملية فرار بالصدفة عندما كانت تجري صيانة لمجاري المعتقل، مشيرا الى انه تم العثور على تراب داخل المجاري، حيث تم تتبعه وصولا الى مكان الحفر في غرفة ستة معتقلين.
وبين أن الادوات التي كان يستخدمها هؤلاء بالحفر هي قطع حديدية منتزعة من أسرّتهم وملاعق وبقايا معلبات، موضحا أن العملية تحتاج الى حذر كبير ووقت طويل وقدرة على مواجهة التدقيق الأمني اليومي.
وأضاف أن هذا الفرار يعد أعجوبة من العجائب، وهو عمل بطولي، لاسيما وأن الفارين مجموعة داخل معتقل محاط بكل أدوات الرقابة الإلكترونية والبشرية والأسوار الشاهقة.
من جهتها كشفت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين في بيان لها، أن قائد عملية هروب الأسرى من سجن جلبوع هو “أمير أسرى الجهاد” محمود عبد الله العارضة.
وقال الناطق باسم الحركة داوود شهاب إن ما جرى “عمل بطولي كبير سيحدث هزة شديدة في المنظومة الأمنية الإسرائيلية”، مؤكدا أن هروب الأسرى سيشكل “صفعة قوية لـلجيش الإسرائيلي وللنظام الأمني الصهيوني برمته”.
ورأى أن توقيت وتزامن العملية مع الضربة القوية التي تلقاها الاحتلال على حدود غزة سيعمق من فشل هذا الكيان وعجزه.
ووفقًا لنادي الأسير فإن الأسرى الستة هم: محمود عبد الله عارضة (46 عاما) من قرية عرابة /جنين، معتقل منذ العام 1996 ومحكوم بالسجن مدى الحياة، محمد قاسم عارضة (39 عاما) من عرابة معتقل منذ العام 2002، ومحكوم مدى الحياة، الأسير يعقوب محمود قادري (49 عاما) من بير الباشا، معتقل منذ العام 2003، ومحكوم مدى الحياة، أيهم نايف كممجي (35 عاما) من كفردان معتقل منذ العام 2006 ومحكوم مدى الحياة، زكريا زبيدي (46 عاما) من مخيم جنين معتقل منذ العام 2019 وما يزال موقوفا، مناضل يعقوب انفيعات (26 عاما) من يعبد، معتقل منذ العام 2019.