سرايا - قال الخبير في شؤون النفط والطاقة هاشم عقل إن البصمة الأردنية واضحة لمساعدة لبنان على الخروج من أزمته فيما يخص النقص الذي يعانيه في قطاع الطاقة تحديدا.

وأوضح أن البصمة الأردنية تمثلت بجهود جبارة قام بها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين لتخفيف معاناة الشعب اللبناني الشقيق الذي يمر بظروف حياتية صعبة لنقص الكهرباء بشكل كبير وتعطل الأعمال والمصالح العامة والخاصة.

الاجتماع الوزاري
وأشار إلى مضامين الاجتماع الوزاري لدول خط الغاز العربي (الأردن ومصر وسوريا ولبنان) الذي استضافه الأردن الأربعاء.
وأضاف أنه من الملاحظ أن الاجتماع كان إيجابيا وهناك لجان فنية وتقنية تواكب الاجتماعات لسرعة وتسهيل اتخاذ القرارات لبدء التنفيذ في فترة قريبة، وفق ما قال لهلا أخبار، خاصة أن لبنان يعاني من نقص حاد في الكهرباء الذي أثر سلبا على العمل العام والخاص مثل المستشفيات والتعليم والزراعة والصناعة.

الغاز
وخلص الاجتماع إلى الاتفاق على إيصال الغاز المصري إلى لبنان عبر الأردن وسوريا، وتقديم خطة عمل وجدول زمني لتنفيذ عملية النقل.

وبين عقل أنه جرى مناقشة التأكد من جهوزية كل تقنيات النقل ليتم ضخ الغاز المصري إلى لبنان في أقرب وقت ممكن.

الكهرباء
ولفت إلى أن الغاز المصري سيتمكن من توليد 450 ميغاواط، يضاف إليها كمية إضافية من صادرات الكهرباء الأردنية.

ونوه بأنه تم بحث ودراسة البنية التحتية السورية لنقل الكهرباء من الاْردن، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن البنية التحتية الأردنية شبه جاهزة.

تسهيلات أردنية وعالمية
وأفاد عقل بتقديم الأردن تسهيلات كبيرة، لافتا في الوقت ذاته إلى استعداد الجانب المصري لبدء عملية الضخ، في ظل غضّ النظر الأمريكي عن العقوبات المفروضة بحق لبنان.

وأشار إلى أخبار شبه مؤكدة عن موافقة البنك الدولي على تمويل مشتريات الغاز من مصر وتمويل عمليات الصيانة وإعادة تأهيل أبراج الكهرباء وأنابيب الغاز.

** الشوبكي: دور محوري للأردن لإعادة سوريا إلى الحضن العربي

من جانبه، قال الباحث الاقتصادي المتخصص في شؤون النفط والطاقة عامر الشوبكي إن البصمة الأردنية رئيسة في اتفاق مد لبنان بالغاز المصري، إضافة إلى تصدير الكهرباء.

وبين في حديث لـ”هلا أخبار” أن التحركات الملكية إلى واشنطن وموسكو آتت أكلها لمساعدة لبنان على تجاوز أزمته.

ولفت إلى جهود ملكية دبلوماسية لاستثناء الأردن من العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا للتمكن من إعادة تصدير الكهرباء.

وأشار إلى أن الجانب الروسي يملك خط الغاز الواصل من سوريا إلى لبنان، كما يتواجد عسكريا في المنطقة، ما احتاج موافقة من موسكو على تمرير الغاز والكهرباء إلى بيروت، وهو الدور الذي لعبه الأردن.

ولفت إلى أن ظهور وزير الطاقة السوري في الاجتماع الرباعي لوزراء الطاقة الذي جرى في عمّان "مشهد جديد”، ودلالة على عودة الأردن إلى دوره البارز في المنطقة، متوقعا أن يكون الاجتماع بين الوزراء الأربعة نواة لإعادة سوريا إلى الحضن العربي وعودتها إلى الجامعة العربية.

وأوضح أن أزمة سوريا من الطاقة تعود لعدم توفر الوقود الكافي لتزويد محطات توليد الكهرباء، إضافة إلى تعطل محطات توليد خلال الأزمة.

وقال إن سوريا ستسفيد مستقبلا من الغاز والكهرباء المصدرة إلى لبنان، من خلال نصيب معين، لتسجيل عجز دلالته أن الكهرباء تعمل بمدة تراوح بين 5-8 ساعات يوميا فقط.

ولفت إلى أن خط الربط الدولي يتحمل أحمالا عالية، ما يعني قدرة أردنية على تصدير 1500 ميغاواط إلى لبنان، إضافة إلى تغطية الاحتاجات السورية.

استفادة الأردن الاقتصادية
وعن استفادة الأردن الاقتصادية، قال الشوبكي إن الأردن سيعالج مشكلتين رئيستين في نظامه الكهربائي، أولها: تخفيض كلف الإنتاج على شركة الكهرباء الوطنية، بما يقرب من تغطية ثلث عجزها السنوي.

أما الثانية فهي أن التصدير سيخلق حالة من الاستقرار بشبكة الكهرباء الأردنية، التي عانت من بعض المشاكل في الاستقرار الشبكي والترددات الشبكية.