14-09-2021 01:07 PM
بقلم : الدكتور فايز أبو حميدان
أدى ارتفاع درجات الحرارة والكوارث البيئية من فيضانات وانهيارات الى وفاة الكثير من الناس .
فأهداف مؤتمر باريس بالمحافظة على ارتفاع درجات الحرارة عالمياً 1,5 درجة حتى عام 2050 من المستحيل تحقيقها اذا استمرت اللامبالاة للوضع البيئي بهذه الطريقة، وهنا نخص بالذكر الدول الصناعية الأساسية في العالم مثل الصين ، امريكا ، ألمانيا ودول آسيوية وأوروبية أخرى وكذلك دور بعض دول العالم الأخرى في المحافظة على البيئة من التلوث .
الدول الصناعية تنتج كميات ضخمة من ثاني أكسيد الكربون عبر مصانعها العملاقة وحركة السيارات والطائرات والسفن بشكل عام تساهم في التلوث البيئي والذي أدى الى ارتفاع في درجات الحرارة ونشوء موجات حارة أودت بحياة الكثيرين .
درجة حرارة الانسان تتراوح بين 36-37.5 درجة مئوية وأي ارتفاع بها نتيجة ارتفاع درجة حرارة الطقس يؤدي الى ارتفاع درجة حرارة الجسم الى 38 درجة مئوية أو أعلى ، ولهذا تأثير على الاصحاء والذين يصابون بالتعب والارهاق ويؤثر سلبياً على المرضى وخاصة من كبار السن والأطفال .
فمرضى الجهاز التنفسي والقلب على سبيل المثال لا يستطيعون التنفس بشكل جيد مما يؤدي الى حدوث تغيرات في الأوردة والشرايين قد تؤدي الى الوفاة ، كما ان ارتفاع درجة الحرارة يؤثر سلباً على مرضى السكري ومرضى الجهاز العصبي وله ايضاً تأثير مميت على مرضى الكلى والذين يفقدون سوائل لا يستطيعون تعويضها بسرعة. كما أن العمال الذين يعملون تحت أشعة الشمس المباشرة وخاصة في فصل الصيف مثل عمال البناء، عمال النظافة، عمال الزراعة قد يتعرضون للعديد من المخاطر فعند التعرض لدرجة حرارة عالية لفترة طويلة يحدث لديهم إجهاد حراري والذي قد يؤدي الى التعب الشديد وحدوث اضطرابات في البصر والنبض والتعرق الغزير وألم في الرأس والدوخة والغثيان وضربة شمس واغماء واحمرار الجلد وجفاف الجسم.
لقد صدرت 70 دراسة علمية أكدت التأثير السلبي لارتفاع درجة حرارة الجو على الانسان ففي عام 2003 توفي 70 ألف انسان في أوروبا لوحدها جراء موجة حر شديدة ، وهذا ما دفع منظمة الصحة العالمية WHO عام 2008 الى اصدار تعليمات هامة حول التدابير الاحترازية التي يجب اتخاذها للوقاية من مخاطر ارتفاع درجات الحرارة واهمها وضع خطة محكمة لحماية المرضى وكبار السن وتوفير بيئة بيتية ومعيشية تحول دون فقدانهم للسوائل ، وفتح كاريدورات بيئية مناسبة في المدارس والجامعات وتوفير مظلات موزعة في الساحات ، وتطبيق سبل انشائية متعددة لحماية الناس من ارتفاع درجة الحرارة كاستخدام العزل الحراري في البناء ، وزراعة أشجار وزيادة المساحات الخضراء في المدن لان هذا كله يؤدي الى تلطيف الجو وتخفيف حدة ارتفاع درجات الحرارة واضرارها، كما ان هناك نصائح بتطوير صناعة وسائل التنقل بشكل يمنع انبعاث الغازات السامة وهذا يتيح المجال لاستخدام الطاقة البديلة التي تحمي البيئة واستخدام السيارات الكهربائية ، كما ويجب توفير سبل حماية للعمال العاملين تحت درجات الحرارة المرتفعة وذلك بعدم تعريضهم لأشعة الشمس المباشرة وخاصة وقت الذروة وتفعيل نظام التناوب فيما بينهم ، ومنحهم فترات للراحة وتوفير المياه لهم بشكل دائم .
فحماية صحة الانسان لا تتم الا عبر فهم صحيح لأساليب حماية البيئة وتطبيقها .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
14-09-2021 01:07 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |