14-09-2021 08:19 PM
بقلم : د. طارق زياد الناصر
سارعت الجهات المعنية بحملة فورية لتنظيف غابات برقش بعد نشر جلالة الملكة رانيا لصورة تعكس وللاسف إهمالا حقيقيا لهذه المنطقة السياحية الطبيعية وعدم الاهتمام بالحفاظ عليها كوجهة سياحية حقيقية.
لكن ما يجب قراءته في هذه التغريدة قد يتجاوز نشر الصورة ورد الفعل الإيجابي عليها نحو ثلاث رسائل أساسية، الأولى أنه يجب علينا دائما مراقبة أدق التفاصيل والاعتراف بمشكلات مجتمعنا حتى نستطيع المساهمة بحلها والوصول إلى نتائج مرضية أو مقبولة على اقل تقدير.
الرسالة الثانية كانت الإشارة إلى دور وسائل التواصل الاجتماعي في التنمية والتوعية وبناء ثقافة المجتمع وتحريك صناع القرار بالاتجاه الايجابي، بدلا من دورها في نشر الشائعات والأفكار الهدامة، وهو ما يرتبط أيضا بمفهوم الثقافة أو التربية الإعلامية.
الرسالة الثالثة انه لا بد لنا من الانتباه إلى السلوك المجتمعي الذي أفرز هذه الظاهرة وغيرها، والبدء بالعمل على تطوير منظومتنا التوعوية والاجتماعية والقيمية وتعزيز دور المبادرات والمؤسسات الوطنية بهذا الاتجاه.
ختاما الملكة قادت الراي العام بمنشورها البسيط لكنها بالتأكيد لن تكتفي بهذه الزيارة وهذه الإشارة، وبالمقابل يجب على كل معني بمصلحة هذا الوطن أن يقوم بواجبه فيتحرك المسؤول باتجاه الميدان، ويعدل المواطن من سلوكه السلبي، وتبني مؤسسات المجتمع المدني خططا حقيقة لاكتشاف مختلف المشكلات وتقديم حلول حقيقة لمواجهتها مثل تطوير مساقات التربية الوطنية في الجامعات والمدارس وربما استبدالها بالأعمال التطوعية التي قد تكون مناسبة ايضا كبديل عن أحكام وغرامات المخالفات والقضايا البسيطة وصولا لمجتمع حضاري وشراكة حقيقية بين مختلف المكونات الوطنية.